مشهد الحرب الإسرائيلية في لبنان، مختلف بنسبة كبيرة عن المشهد الذي رسمه حزب الله خلال السنوات الماضية عن "الحرب المقبلة". ملامحه لا تشبه ملامح ارتسمت في مخيال جمهور الحزب، عن الحرب والعلاقة مع تفاصيلها وأحداثها المفصلية.
مشهد الحرب الإسرائيلية في لبنان، مختلف بنسبة كبيرة عن المشهد الذي رسمه حزب الله خلال السنوات الماضية عن "الحرب المقبلة". ملامحه لا تشبه ملامح ارتسمت في مخيال جمهور الحزب، عن الحرب والعلاقة مع تفاصيلها وأحداثها المفصلية.
أخيراً، وبعد طول انتظار، جاء الرد الصاروخي الإيراني على الجنون الذي تقوم به القيادة السياسية في "إسرائيل" والمتمثل باغتيال قادة مقاومين أبرزهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ومسؤول ملف لبنان في "فيلق القدس" الإيراني عباس نيلفروشان، فضلاً عن التحضير لغزو بري ضد جنوب لبنان!
منذ أن حصل الهجوم الإسرائيلي البري المباشر على أحد المواقع العسكرية العلمية في مصياف والإعلام العربي والغربي يتداول الحدث بانهماك كبير، والتركيز على نوعية الموقع المستهدف عالي الحساسية العسكرية ودوره في الحروب والمواجهات المستمرة مع الكيان منذ العقد الأخير في القرن الماضي وحتى الآن.
كانت إيران، من منظور دمشق، البلد الوحيد تقريباً الذي أمكنها الركون إليه، في أكثر لحظات الحدث السوري صعوبة و"لا يقينية". لكن تطورات الأزمة في سوريا والتفاعلات ذات الصلة في الإقليم والعالم كشفت عن تحديات في الموقف لم تكن ظاهرة بالشكل الذي تبدو عليه، بعد مضي ما يقارب العقد ونصف على الحدث السوري.
بعد رحيل الرئيس سليم الحصّ في لبنان، رحل رجلٌ مصريٌّ كبيرٌ بحجم الأوطان، هو الوزير القدير نبيل العربي، صاحب المناقب الكثيرة، مصريّاً وعربيّاً. كنت قد عايشت شخصيّاً سعيه الحثيث لمحاولة إيقاف الصراع في سوريا وتجنّب تحوّله إلى حربٍ أهليّة. ووفاءٌ لذكراه أرى أنّه ينبغي التذكير بالأحداث والمواقف التي عرفته فيها.
ما يزال النقاش حول الهوية في سورية متردداً، ويثير مدارك تهديد أكثر منه مدارك طمأنينة ويقين. ولم يغير من ذلك تزايد الحديث عنه في السنوات الأخيرة. ويبدو الكلام في العموميات وأقرب لـ"الاحتراز" أو "التملص" أو "الهروب"، منه لـ"الانهمام" في الأسئلة والقضايا الأكثر حيوية في موضوع الهوية وفي الظاهرة السورية ككل.
يعرض موقع (Geopolitics insider) دراسة حول ظاهرة حزب الله بوصفه "أقوى كيان غير حكومي على سطح هذا الكوكب اليوم"، والأكثر تفوقاً وتدريباً في العالم، وكيف بادر إلى تعزيز قدراته منذ لحظة انتهاء حرب تموز/يوليو 2006 حتى يومنا هذا.. وهذا أبرز ما تضمنته الدراسة:
يواصل الحدثُ السوريُّ التأكيد على طابعه الرئيسِ وهو: صعوبة الإمساك بما يجري. ومن يستطيع القول (أو مجرد الادّعاء) بأنه قرأ الحدث قراءة مطابقة أو أن الأمور تسير وفق تقديراته وتوقعاته؟ وقد مثلت الحربُ السوريّةُ ـ ولا تزال - ذروة الرهانات السياسية والتدفقات الميديائية والإعلامية حول العالم. وتشكلت أو تراكمت طبقات فوق أخرى من القراءات والتقديرات والمواقف والأفعال وردود الأفعال، جعلت التوصل إلى مقاربة موضوعية مسألة بالغة الصعوبة وأقرب للاستحالة.
في العام 1948، أطلق المفكر والمؤرخ الجزائري الكبير مالك بن نبي مقولته عن "القابلية للاستعمار" ليكشف جوهر العلاقة الإشكالية بين النخب في الدول المستعمَرة مع غُزاتهم المستعمِرين. وإذ تستقوي مكونات الوطن بعضها على بعض، يتحول الوطن فريسة لا تنضب لغزاته.
من الواضح أنّ المنطقة العربيّة آتية إلى تحوّلات كبرى غداة "طوفان الأقصى"، وليس بعيداً عن التصوّر أن تؤدّي إلى حربٍ واسعة تشمل الضفّة الغربيّة ولبنان وسوريا والعراق واليمن وربّما غيرها.