لعل اللامبالاة من أقبح صفات البشر؛ هي حالةٌ يقبع بموجبها المرء في حالة وسيطة بين الخير والشر، بين النور والظلمة. حالة قبيحة من تخدير الضمير أمام المآسي المحيطة، بحيث يعجز فيها الإنسان عن تفعيل إنسانيته، فيحيا كأن لا أهوال حوله، ولا معاناة تستصرخ ضميره، ويشغله (أي ضميره) بطبق لذيذ رائحته تشبه رائحة المحروقين أحياء في خيام قريبة وكأس من نبيذ لونه بلون دماء الأطفال من جيرانه.