

رحل رئيس الأورغواي السابق خوسيه موخيتو (89 عاماً) وهو من أبرز وجوه اليسار في أميركا اللاتينية في ربع القرن الأخير. لُقّب بـ"أفقر رئيس في العالم" بسبب تبرّعه بكامل دخله تقريباً لبرنامج إسكان اجتماعي. كشف في وقت سابق من هذا العام أنّ سرطان المريء الذي شُخّصت إصابته به في أيار/مايو 2024 انتشر في جسمه، مؤكدا أنّ جسده الواهن بسبب تقدّمه في السن لم يعد يتحمّل العلاج. وقال: "يستحق المحارب أن يستريح".
لو كنتُ أعيش في مونتيفيديو
لسرحتُ بباقات الورد
بائعةً في زمن آخر الأبطال.
***
لو أن لي رئيساً
مثل خوسيه موخيتو،
لكنتُ أحببت
أن يناديني:
“أيتها الجدّة الصغيرة،
تعالي نراقص الكروم،
ثم نؤممها،
ونوزّعها على الفقراء”.
***
لو أن لي رئيساً مثلك،
خوسيه موخيتو،
لكنتُ حجرتُ كلّ نسائي
بين العاصفة والعاصفة،
وأطلقتُ هرموناتهن
على صفحة الماء،
وعلى سنابل القمح،
وحوّلناه
خبزاً لذيذاً
ونبيذاً.
***

لو أن لي رئيسا مثلك،
كنتُ أعيش في مونتيفيديو،
وأعلّقُ صورتك
فوق أبواب العشب،
وأرسمُ شاربيك على كفّي
ليعرفني الفقراء إخوةً
حين أقرع أبوابهم بلا خجل.
***
لو أن لي رئيساً
لا يسكن القصر،
بل يسكن الوطن،
لما خجلتُ من فقر قميصي،
ولا من نعلي المقطوع،
ولا من دمعة أمي
حين تنام بلا عشاء.
***
لو أنّ..
لكنتُ كتبت في دفتر المدرسة:
“الرئيس لا يحتاج عرشاً،
بل ضميراً حياً،
ويدين تزرعان الباذنجان”.
***
لكن هنا الشرق،
وهنا نمشي على شظايا الخوف،
نحيا جنيناً في رحم الأسلاك،
نموت إذا صرخنا،
وننسى إذا تذكّرنا.
***
وحين يموتُ فقيرٌ نبيلٌ مثلك،
لا تُصدر الصحف نعياً،
بل تُعلن الطوارئ
ضدّ الذاكرة.
***
نم قريرَ العين، يا رئيساً
علّمَ الملوكَ أن المجدَ
ليس في الذهب،
بل في الطينِ إذا أنبتَ قمحاً.