“سيدي الرئيس : لستُ واحداً من أنصارك، ولكن في ما يتعلق بمحاربة فيروس كورونا وإنقاذ الأرواح وإعادة أكبر عدد ممكن من الأميركيين إلى العمل بأسرع وقت ممكن، أدعو الله أن يلهمك التوفيق والسداد لأن الكثير يتوقف على القرارات التي تستطيع وحدك اتخاذها. وعليه، فما سأقوله هنا يصبّ في صميم النقد البنّاء: إنك في حاجة إلى خطة. وهناك درجة عالية من الاتفاق بين أبرز خبراء الصحة العامة حول ملامح ما يمكن أن يكون “خطة ترامب” ثلاثية المراحل.
بتبنيك مقاربتهم الاستراتيجية باعتبارها مقاربتك، وهي أن الجمهور على المدى القصير يريد الاطمئنان إلى أن لدينا بالفعل خطة لمحاربة الفيروس، وإنقاذ الجميع، وإعادة فتح الاقتصاد بسرعة استناداً إلى العلم والبيانات. دعني أشرح: ما يقض مضجع كل الناس المتزمين بالبقاء في البيت اليوم هي هذه الأسئلة: هل أنا بأمان؟ وهل أطفالي بأمان؟ وهل سأتلقى راتباً من جديد؟ وهل ستدوم مدخراتي، إن كانت لدي مدخرات؟ ومتى سيعود أطفالي إلى المدرسة؟ ومتى سأكون قادراً على العودة إلى العمل؟ وهل سيغلق مكان عملي للأبد؟
وما يقض مضجع كل صاحب متجر، ومدير شركة صغيرة، ومدير شركة متعددة الجنسيات، ومصرفي، ومستثمر، ورائد أعمال هي هذه الأسئلة: متى يمكنني أن أتوقع على نحو واقعي استئناف أعمالي؟ وأين ومتى أعيد توظيف عمالي أو رأسمالي القليل؟ ومن أسرّح وعلى من أبقي؟ حقيقة أن سوق الأسهم انتعشت بسبب حزمة الإنقاذ المالي التي تبلغ تريليوني دولار لا يخفف من قلقهم.
لن يخفف من قلقهم كلياً سوى نهاية لهذه الأزمة ولقاح؛ غير أن ما سيعطي الجميع دفعة، من رجل الشارع العادي إلى رجل “وول ستريت” إلى نخبة المديرين، هو أن يروا أنك تملك خطة محددة ومتعددة المراحل لمحاربة فيروس كورونا استناداً إلى العلم. خطة تبدأ بالبقاء في البيت اليوم، ثم تتحول إلى فتح تدريجي وفرص العودة إلى العمل، حالما تقول لنا البيانات إن ذلك بات آمناً، مع قيام خبرائك بتقديم إحاطات منتظمة حول آخر المستجدات بخصوص تقدم بلدنا في بلوغ الأهداف التي سطرتها هذه الخطة.
إن الناس يريدون أن يعرفوا أن لديك خطة وتعمل بمقتضاها. والحال أنهم في الوقت الراهن يعتقدون أنك تعتمد على حدسك ومزاجك فقط.
وعلى أمل إطلاق نقاش حول خطة، ساعد الدكتور ديفيد كاتز، الخبيرُ في الصحة العامة، وأنا وآخرون في نهاية الأسبوع الماضي، على بدء نقاش حول أفضل السبل لتحقيق ضرورتي بلدنا حالياً: أي، الحد من حالات الإصابة بالفيروس، وبالتوازي مع ذلك، زيادة السرعة التي نستطيع بها إعادة العمال إلى مكان العمل بأمان، استناداً إلى أفضل البيانات ونصائح الخبراء.
أي خطة لما سماه كاتز تقليل الأذى العام إلى الحد الأدنى، لأنه إذا كان الناس يمكن أن يموتوا جراء فيروس كورونا، فإنهم يستطيعون أيضاً الموت جراء الاكتئاب والقلق والإدمان الذي ينتج عن فقدانهم لوظائفهم ومدخراتهم ومستقبلهم بسبب اقتصاد في حالة إغلاق دائمة.
وكما كتب “توم فريدن”، وهو مدير سابق لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، في واشنطن بوست إن الاختيار “ليس بين الصحة والاقتصاد وإنما يتعلق بتحسين رد الصحة العامة من أجل إنقاذ الأرواح، مع العمل بالتوازي مع ذلك على تقليل الأذى الاقتصادي إلى الحد الأدنى”.
غير أنه بكل صدق، سيدي الرئيس، قفزتَ إلى ذاك النقاش بشكل فوري وفظ بتغريدة ليلة الأحد – “لا يمكنا أن نسمح للعلاج بأن يكون أسوأ من المشكلة نفسها” – أحدثت انقساماً. والأكيد أننا في حاجة إلى دفعة شاملة وفورية (محلياً) من قبل الولايات و(اتحادياً) على مستوى الحكومة الفدرالية من أجل مد المستشفيات بالمعدات التي تحتاجها من أجل التعاطي مع ارتفاع المصابين بفيروس كورونا، وهو جهد بدأ أخيراً بعد طول انتظار. ولكن علاوة على ذلك، ينبغي على المرء شرح الخطة ثلاثية المراحل الموجودة وهذا أمر في متناول يديك.
نستخدم فترة الإغلاق هذه لجمع أكبر قدر ممكن من البيانات حول الأشخاص المصابين بفيروس كورونا، وأين يعيشون، وما هي أعمارهم، ودرجات مرضهم، وما هو معدل الوفيات بالنسبة لكل فئة عمرية، وما هي الأمراض الأخرى أو نقص المناعة الذي قد يكون لديهم
الخطوة الأولى: ينبغي أن تدعو إلى برنامج للبقاء في البيت والتباعد الاجتماعي في كل الولايات الخمسين. وإذا كان الخبراء يختلفون حول المدة التي ينبغي أن يستغرقها الإغلاق الوطني – أسبوعين، أو أربعة أسابيع، أو ثمانية أسابيع، أو أيا تكن الفترة التي يوصي بها مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها- فإنهم جميعهم تقريباً متفقون على أنه ضروري من أجل كسب الوقت المهم الذي نحتاجه لجمع البيانات المطلوبة من أجل إرشاد وتوجيه كل عملية لصنع القرار في المستقبل.
الخطوة الثانية: نستخدم فترة الإغلاق هذه لجمع أكبر قدر ممكن من البيانات حول الأشخاص المصابين بفيروس كورونا، وأين يعيشون، وما هي أعمارهم، ودرجات مرضهم، وما هو معدل الوفيات بالنسبة لكل فئة عمرية، وما هي الأمراض الأخرى أو نقص المناعة الذي قد يكون لديهم.
الخطوة الثالثة: هذه البيانات يمكن أن تشكّل، بعدئذ، الأساس بالنسبة لما يسميه كاتز “التحول”. ذلك أننا حينما نبطئ انتقال عدوى فيروس كورونا على الصعيد الوطني – ونرسم خريطة خطر وطنية مفصلة ـ نستطيع حينئذ، استناداً إلى تلك البيانات، الشروع في إعادة الناس تدريجياً إلى أماكن العمل لاستئناف النشاط الاقتصادي من جديد، كما يقول كاتز.
ختاماً، سيدي الرئيس، بسماحك للبيانات حول الحالة الوبائية بأن تكون المحدِّد لتوقيت ذاك التحول، ستُطمئن الناس بأن تصريحاتك تستند إلى العلم والمنطق الاستراتيجي لخطة، وستكون قادراً على تعبئة البلاد برمتها وراءك، وليس قاعدتك الانتخابية فقط”.