إسرائيل تترقب رداً قبل الأضحى.. والهدف يحدّده نصرالله

Avatar18026/07/2020
تتصرف إسرائيل على أساس أن رد حزب الله صار وراء ظهرها، أي أنه واقع حتماً، رداً على مصرع أحد عناصر الحزب بغارة إسرائيلية قرب مطار دمشق يوم الإثنين الماضي، لكنها تترقب التوقيت أولاً والهدف الذي سيتم إختياره ثانياً. وقد توقع رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي أن يرد حزب الله في الفترة الممتدة من الآن وحتى عيد الأضحى (يوم الجمعة المقبل)!

تستمر حالة التأهب في صفوف الجيش الإسرائلي على طول الحدود مع لبنان وسوريا، لليوم الخامس على التوالي، وتشمل حالة التأهب وحدات جوية وبرية وبحرية وإستخباراتية، وذكرت “معاريف” أن السيناريو الأرجح هو إطلاق قذيفة مضادة للمدرعات أو إطلاق نيران قناصة على القوات الإسرائيلية المنتشرة على طول الحدود الإسرائيلية – اللبنانية.

وفيما تحدثت قناة “الميادين” عن أن إسرائيل بعثت “رسائل تهدئة” إلى حزب الله عبر طرف ثالث (اليونيفيل)، أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن “رسائل التهدئة هي دليل ضعف وفقدان الردع”، وقالت إن “أحداث الأسبوع الأخير تطرح مرة أخرى النقاش حول توازن الردع بين الجانبين”. وأضافت أن تقديرات الجيش الإسرائيلي تفيد بأن إستهداف أحد عناصر حزب الله قرب مطار دمشق “لن يمر بهدوء، لكنه سيفعل ذلك من خلال الامتناع عن تدهور الوضع”.

ووفقا للمحلل العسكري في “معاريف”، طال ليف رام، فإن الاعتقاد في إسرائيل في الأيام الأولى بعد غارة دمشق، رجح أن حزب الله لم يتخذ قرارا بالرد، لكن كلما مرت الأيام تعزز الاعتقاد في جهاز الأمن الإسرائيلي أن حزب الله يعتزم الرد ضد أهداف عسكرية إسرائيلية على ما يبدو.

وأضاف ليف رام أن “التقديرات في جهاز الأمن هي أن مستوى التأهب المرتفع قد يرافقنا لفترة طويلة، فيما سيستمرون في حزب الله بالبحث عن نقطة ضعف عملانية في محاولة لاستهداف قوات الجيش الإسرائيلي”. وتابع أن “عملية انتقامية من جانب حزب الله باتت الآن حدثا يكاد يكون مؤكدا، فيما السؤال حول توقيته لا يزال مفتوحا”.

عاموس هرئيل: نصرالله لم يتحدث حول الموضوع منذ غارة دمشق، لكن ثمة تقديرات في إسرائيل أن حزب الله سيبذل جهده حتى يكون رده محدوداً “كي لا يجرّ المنطقة إلى مواجهة عسكرية في توقيت خطير”

وتستند التقديرات الإسرائيلية، حسب المحلل العسكري في صحيفة “يسرائيل هيوم”، يوءاف ليمور، إلى تصريح للأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، قال فيه إن الحزب سيرد من لبنان على أي استهداف لعناصره حتى لو تم ذلك في الأراضي السورية. وأضاف ليمور أنه “هكذا حدث في أيلول/سبتمبر الماضي، في أعقاب تصفية خلية مطلقي درونات مفخخة في الجولان السوري (غير المحتل). وهو يعتزم القيام بذلك الآن”، وذلك في إشارة إلى الرد الذي قام به حزب الله في الأول من أيلول/سبتمبر 2019 بإستهداف دورية في مستوطنة أفيفيم في الجليل الأعلى قبالة بلدة مارون الراس اللبنانية.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، إلى أن نصرالله لم يتحدث حول الموضوع منذ غارة دمشق، لكن ثمة تقديرات في إسرائيل أن حزب الله سيبذل جهده حتى يكون رده محدوداً “كي لا يجرّ المنطقة إلى مواجهة عسكرية في توقيت خطير”.

وقال العقيد إحتياط في الجيش الاسرائيلي كوبي ماروم: “هناك توازن ردع متبادل بين إسرائيل وحزب الله. في السنوات الأخيرة امتنع الجيش الاسرائيلي عن مهاجمة أهداف للحزب خوفا من التصعيد، والنابع من امتلاك حزب الله ترسانة صاروخية ضخمة. الوضع صعب للغاية فيما يتعلق بالردع الإسرائيلي، نصرالله يتحدى إسرائيل”..

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال الجلسة الأسبوعية لحكومته، اليوم (الأحد)، إن لبنان وسوريا “يتحملان مسؤولية أي هجوم يخرج من أراضيهما ضد إسرائيل”. وأضاف “أننا نعمل وفقا لسياسة مثابرة بألا نسمح لإيران بالتموضع عسكريا عند حدودنا الشمالية. ولن نسمح بأن يقوّضوا أمنننا وتهديد مواطنينا، ولن نتحمل استهدافاً لقواتنا. وأجري تقييمات متواصلة للوضع مع وزير الأمن ورئيس أركان الجيش. والجيش الإسرائيلي جاهز للرد على أي تهديد”.

بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الذي أوصى بتعزيز حالة التأهب، إن إسرائيل “لن تتحمل أي استهداف لسيادتها. والجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن كله سيعملون ضد أي تهديد على مواطني إسرائيل، ودولتا لبنان وسوريا ستتحملان المسؤولية المباشرة عن أي عمل ينطلق من أراضيهما”.

وترأس غانتس جلسة تقدير للموقف، أمس (السبت) شارك فيها رئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي ورئيس شعبة الإستخبارات العسكرية (“أمان”) تامير هامان ورئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي أهرون خليفة وقائد المنطقة الشمالية أمير برعام. وجاء الإجتماع في أعقاب جولة تفقدية قام بها كوخافي إلى منطقة الحدود الشمالية. وذكرت تقارير تلفزيونية إسرائيلية أن كوخافي أجرى محادثات مع قادة وجنود “الفرقة 91” التابعة للقيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي المتمركزين قرب الحدود مع لبنان، وأمرهم بحصر الأهداف المحتملة التي قد يستهدفها حزب الله ردًا على مقتل أحد عناصره في محيط مطار دمشق الدولي.

واشارت قناة “كان” العبرية، الى أن أفيف كوخافي، أعطى تعليماته خلال جلسات تقدير الموقف بإغلاق بعض الطرق الرئيسية القريبة من الحدود مع لبنان، وتقليص حركة المركبات العسكرية بهذه المناطق الحدودية، بدءاً منذ الساعة الثامنة من مساء أمس (السبت)، وحتى إشعار آخر.

إقرأ على موقع 180  الحريري بين الإشتباك والإنتظار.. وأولوية السراي

 وأشارت القناة الى أن قائد المنطقة الشمالية بالجيش الإسرائيلي اللواء أمير برعام، اجتمع أمس (السبت) برؤساء مستوطنات الشمال، وقال لهم إن “مهمتنا المركزية في هذه الأيام هي الحفاظ على أمن السكان بالشمال، ونحن نستعد لعدة سيناريوهات، منها المساس بحياة السكان بالشمال، وخصوصا المزارعين”.

وأفاد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، هيدي زيلبرمان، في مؤتمر صحافيّ، بأن احتمال ردّ “حزب الله” يزداد. وذكر أن “القوات الجوية وقسم المخابرات، والقوات في الشمال، تعمل بشكل متزايد”. وأضاف: “نتفهم أن هناك احتمالا بشن هجوم من حزب الله في المنطقة. سنزيد القوات في كتيبة غولاني”، وتابع: “لا نعرف الهجوم الذي سيحاول حزب الله القيام به، ولكن التقييمات (تُشير إلى أنه) سيحاول (الرد)”. وأفاد موقع 0404 العبري بأن الجيش الإسرائيلي قام بتجهيز أنظمة الدفاع على طول الحدود الشمالية وقرر إبقاء القوات الجوية على أتم الاستعداد لأي طارئ.

Print Friendly, PDF & Email
Avatar

Download WordPress Themes Free
Download Best WordPress Themes Free Download
Download WordPress Themes
Download WordPress Themes
free online course
إقرأ على موقع 180  رئيسي رئيساً: الحزب اللهيون يحكمون إيران!