المركز الإستشاري: سيناريوهات أخيرة للإنتخابات الأميركية

Avatar18001/11/2020
أصدر المركز الإستشاري للدراسات والتوثيق نشرته التقييمية الأخيرة المخصصة لعرض "مؤشرات الإنتخابات الرئاسية الأميركية 2020"، وهي النشرة الأسبوعية الرابعة عشرة، وقد تضمنت الآتي:

أولًا، إستطلاعات الرأي:  

لا تزال استطلاعات الرأي عامة تمنح جو بايدن تقدمًا واضحًا على المستوى الوطني. بالمجمل، يتقدم بايدن بهامش مريح على المستوى الوطني يتراوح بين 4 و12 نقطة. لكن في النهاية يمكن أن يفوز مرشّح ما بالتصويت الوطني ولكن يخسر بالمجمع الإنتخابي (كما حصل مع هيلاري كلينتون 2016)، ولذلك الأهم مراقبة نتائج الولايات ولو أن حجم الفارق على المستوى الوطني يمكن أن يكون مؤشرًا مساعدًا على فهم اتجاهات الناخبين.

بحسب الولايات، وهي التي تحدّد الفائز في المجمع الإنتخابي الذي ينتخب الرئيس، يتقدم بايدن في معظم الولايات المتأرجحة مثل فلوريدا (تقدّم طفيف) وبنسلفانيا ونورث كارولاينا وويسكنسون وميشيغان، في ما يتقدم ترامب في ولاية تكساس (بشكل طفيف). بينما لا تزال ولايات جورجيا وأوهايو وأيوا متأرجحة مناصفة بين المرشحين.

وقد منح الإطار الإحصائي لمجلة “الإيكونوميست” المرشح بايدن حظوظًا بنسبة 96% للفوز بالمجمع الإنتخابي، بحسب مؤشرات يوم 31 تشرين الأول/اكتوبر 2020. بناء عليه، يحصل بايدن على 350 صوتًا في المجمع الإنتخابي مقابل 188 لصالح ترامب (يفوز من ينال 270 صوتًا). أما بحسب الإطار الإحصائي لـ”الفاينانشال تايمز”، في ما يتعلق بتوازنات المجمع الإنتخابي في نفس التاريخ، فإن بايدن يحصل على 273 صوتًا (203 أصوات مؤكدة و70 صوتًا مرجّحًا) أما ترامب فيحصل على 125 صوتًا (83 صوتًا مؤكدًا و42 صوتًا مرجّحًا) ويبقى هناك 140 صوتًا معلقًا بين الطرفين في المجمع الإنتخابي.

ثانياً، التصويت المبكر:

انطلق التصويت المبكر في العديد من الولايات الأميركية وقد بلغ عدد المصوتين حتى تاريخه (31 تشرين الاول/أكتوبر) حوالي 88 مليون مقترع (31 مليون تقريبًا بالاقتراع المباشر و57 مليون تقريبًا عبر البريد)، وهو رقم قياسي في تاريخ الإنتخابات الرئاسية الأميركية. مع العلم أن من يحق لهم الاقتراع في هذه الدورة هم تقريبًا 255 مليوناً. وبحسب الولايات التي يجري فيها تسجيل الانتماء الحزبي للناخب، فإن المشاركين في الإنتخابات المبكرة في هذه الولايات هم 46.2% ديمقراطيين و30% جمهوريين و23.2% غير منتمين و0.6% ينتمون لأحزاب صغيرة (..).

في المحصلة، هناك ثلاث ولايات تحديدًا ستكون نتائجها حاسمة لتقدير هوية الفائز وهي فلوريدا وبنسلفانيا وميشيغان  وتكساس (إن خسرها ترامب تكون هزيمته مؤكدة).

ثالثًا، السيناريوهات المتوقعة:

السيناريو الأول، فوز بايدن بفارق محدود: وهذا الإحتمال يجعل تحدّي نتائج الإنتخابات من قبل ترامب حتمياً، لأن الأصوات ستكون متقاربة وبالتالي سيتركّز الخلاف على عدد محدود من الولايات حيث سترفع حملة ترامب دعاوى قضائية لشطب أصوات بحجج مختلفة بالتزامن مع اضطرابات أمنية قد تشمل اتلاف أعداد من الأوراق الإنتخابية بما يعيق عمليات الاحتساب.

السيناريو الثاني، فوز ساحق لبايدن: وهذا الاحتمال يعني أن تصح أغلب الاستطلاعات. هذا الاحتمال يفترض فوز بايدن تقريبًا بكل الولايات المتأرجحة، مع بقاء ولاية تكساس مع ترامب. أهمية هذا السيناريو أنه سيجعل من تحدي النتيجة أصعب وسيدفع الحزب الجمهوري إلى القبول بالنتيجة في وقت مبكر بما يعيق مساعي ترامب للطعن بالنتائج.

السيناريو الثالث، فوز ترامب بـ 270 صوتًا أو أكثر قليلًا: يكون هذا السيناريو ممكنًا إذا استطاع ترامب الفوز في فلوريدا وبنسلفانيا على وجه التحديد، مضافًا إليها ميشيغان وويسكونسن ونورث كارولينا وساوث كارولينا واوهايو. فمن دون فلوريدا وبنسلفانيا لا يمكن لترامب الفوز. وفي هذه الحالة سيكون تحدي النتيجة من قبل الديمقراطيين في المحكمة ممكنًا لأن الخلاف سيتركّز حول العملية الإنتخابية في ولاية واحدة أو إثنتين – خصوصًا إذا كانت الأصوات متقاربة جدًا كما حصل في 2016 – الفارق في بعض الولايات في 2016 كان أقل من 1% من الأصوات في عدة ولايات.

السيناريو الرابع، فوز ساحق لترامب: أي تكرار سيناريو 2016 حين حصل ترامب على 306 أصوات من أصوات المجمع الإنتخابي. هذا يفترض أن هامش الخطأ في الاستطلاعات أكبر مما يظن أصحاب الاستطلاعات. ففي 2016، كان الفارق في عدة ولايات أقل من 1% لصالح ترامب. إحصائيًا هذا السيناريو هو الأقل احتمالًا، لكن حصوله يُصعّب على الديمقراطيين تحدي النتيجة في المحكمة.

رابعًا: احتمالات النزاع على النتائج:

في حال كانت النتائج متقاربة بحيث أنه يمكن أن تتغير هوية الفائز من خلال نتائج ولاية واحدة أو ولايتين فسنكون أمام نزاع محموم على النتائج لا سيما في حال كان الخاسر هو ترامب. ويمكن أن تسلك الأمور المسار الآتي:

1– أن يسارع ترامب إلى إعلان فوزه بالإنتخابات قبيل بدء صدور نتائج التصويت البريدي الذي يُرجح أن يكون لصالح بايدن. هذه المسارعة ستكون مقدّمة لإعلان حصول تزوير في البطاقات البريدية والمطالبة بعدم احتسابها. يعتقد ترامب أنه قادر على رفض النتيجة بسبب ميول الأصوات لصالحه في المحكمة العليا (6-3)

إقرأ على موقع 180  "منين بييجي الشجن".. يا رفيق وسام؟

2– ستتركز المنازعات بشأن هوية الرابح في عدد من الولايات الهامة وحيث تكون النتائج متقاربة. في هذه الولايات يمكن أن يتأخر صدور النتائج نتيجة النزاع القضائي حتى تاريخ 8 كانون الأول/ديسمبر 2020 أي قبل أن يجتمع المجمع الانتخابي في 14 كانون الأول/ديسمبر 2020 لاختيار الرئيس ونائبه. ولكن لا يُستبعد أن يستمر الخلاف الديمقراطي – الجمهوري حول هوية الفائزين في ولاية أو أكثر بعد هذا التاريخ.

3– في 23 كانون الأول/ديسمبر 2020 يُفترض أن ترسل نتائج التصويت إلى رئيس مجلس الشيوخ. ويُفترض أن يجتمع الكونغرس في 6 كانون الثاني/يناير 2021 لاعلان هوية الرئيس ونائبه. ويمكن وفق سلسلة من الشروط والمراحل أن  يتحول الكونغرس إلى هيئة ناخبة (وفق أصول محددة) في حال لم يجرِ البت في النزاع القائم قبل 20 كانون الثاني/يناير 2021. وهذا السيناريو تحقق مرتين فقط في أعوام 1800 و1824.

4– بتاريخ 20 كانون الثاني/يناير 2021 يجب أن تجري مراسم التتويج ويستلم الرئيس الجديد ونائبه مقاليد الحكم. لا يمكن تجاهل أن يرفض ترامب مغادرة البيت الأبيض في حال إعلان خسارته ولكنه احتمال ضعيف جدًا لا سيما أن هذا الأمر لن ينال تأييد الحزب الجمهوري أو أجهزة الدولة.

في حال طال أمد المنازعات القانونية في ولاية أو أكثر فمن المحتمل أن يصاحبه في بعض الولايات:

أولاً، أعمال عنف واحتجاجات من قبل أنصار الحزبين، وخصوصًا أنصار ترامب، ولكن من المستبعد حصول مواجهات دامية واسعة النطاق إذ أن استعراضات المليشيات المسلحة تهدف إلى ترهيب الناخبين.

ثانياً، مظاهرات شعبية حاشدة لكلا الطرفين لتأكيد فوزهما والضغط على عملية تحديد هوية الفائز.

ثالثاً، محاولات لاقتحام مراكز الفرز واتلاف الأصوات بحجة حصول عمليات تزوير.

رابعاً، قد تهدد بعض الولايات برفض الخضوع للرئيس الجديد، لا سيما تلك الولايات المصنّفة بشكل حاسم لأحد الحزبين.

خامساً، قد يطلق ترامب قناة تلفزيونية ضمن مرحلة الاضطرابات وما بعدها للترويج لخطابه ومواقفه ولتأكيد وجود مؤامرة ضده وضد أنصاره. قد يخرج ترامب من البيت الأبيض لكنه قد يسعى للبقاء في المواجهة السياسية واستكمال مشروعه ويتحوّل رمزًا لدى أنصاره بما يتجاوز الانقسام التقليدي بين الجمهوريين والديمقراطيين.

Print Friendly, PDF & Email
Avatar

Free Download WordPress Themes
Premium WordPress Themes Download
Download WordPress Themes Free
Download Premium WordPress Themes Free
udemy paid course free download
إقرأ على موقع 180  من يُصارح "الرفيق بوتين" بالخبر اليقين؟