نقلت وكالة أسوشيتدبرس عن مسؤول وصفته بأنه “رفيع المستوى في الاستخبارات الأميركية” إن إسرائيل هاجمت ليل الثلثاء ـ الأربعاء الماضي، أهدافاً بينها مخازن أسلحة إيرانية في سوريا كانت بمثابة قناة لنقل مكونات مطلوبة للبرنامج النووي الإيراني، وقال إن الهجوم الذي إستهدف مدينتي بوكمال ودير الزور “كان في صلب المواضيع التي تم بحثها بين وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ورئيس جهاز “الموساد” الإسرائيلي يوسي كوهين خلال الاجتماع الذي عُقد بينهما في أحد مقاهي واشنطن في مطلع الأسبوع الحالي.
وكتب ينيف كوفوفيتش في “هآرتس” قائلاً إن هذه العملية الإسرائيلية وهي الرابعة في سوريا خلال أسبوعين، “تختلف عن سابقاتها في بُعد الأهداف وعدد القتلى”، وأشار إلى أن الغارات تأتي بعد أن قررت إيران تنفيذ خطة إعادة إنتشار نقلت بموجبها بعض ترسانتها إلى غرب العراق، حسب مصدر إستخباراتي إسرائيلي، وقال إن إيران “تنقل إلى هناك صواريخ يمكنها إصابة كل مناطق إسرائيل، ويمكنها تحريكها عبر محور التهريب إلى مواقع قريبة أكثر. وهي تنشئ أنظمة للطائرات بدون طيار وصواريخ كروز وصناعات عسكرية وجدت صعوبة في تشغيلها في منطقة دمشق”.
ويأتي الضغط العسكري الإسرائيلي في ظل مخاوف تل ابيب “من فقدان واشنطن الاهتمام بالعراق الذي سيتحول إلى محمية إيرانية”، وقالت “هآرتس” نقلا عن مصدر أمني (إسرائيلي) رفيع إن الولايات المتحدة “إذا عادت والتزمت بالاتفاق النووي فإن الإيرانيين قد يفهمون ذلك كضوء أخضر لمواصلة كل ما هو ليس نووياً”. وحسب أقوال هذا المصدر، “معنى الأمر أنهم سيبدأون بشد الحبل أكثر مما فعلوا حتى الآن، ويمكن أن يتأثر حزب الله من ذلك. هذا وضع لن توافق عليه إسرائيل.. والإيرانيون يعرفون ذلك”، أي رفض الفصل بين الملف النووي وأنشطة إيران الإقليمية.
يوآف ليمور: “في الهجمات الأخيرة، أرادت إسرائيل أن توضح لبايدن أيضاً بأن ليس هناك ما يمكن الحديث فيه عن سوريا، فإسرائيل ستواصل العمل فيها كما في الماضي، مع العلم أن من لا يحبط الإرهاب على الحدود السورية – العراقية، سيتلقاه لاحقاً على الحدود السورية – الإسرائيلية”
وتطرق الكاتب الإسرائيلي يوآف ليمور في “يسرائيل هيوم” إلى “الهجوم الاستثنائي” و”الأكثر تعقيداً وإتساعاً”، الذي نفذه سلاح الجو،
وقال إن من ثمار اللقاء الذي عقد بين يوسي كوهين ومايك بومبيو في مقهى شهير في العاصمة الأميركية “هو إصبع الاتهام الذي وجهه بومبيو نحو إيران، كونها توفر الرعاية على أراضيها للقاعدة وكبار مسؤولي التنظيم”.
ويضيف ليمور أنه “ابتداء من الأسبوع القادم، سيجلس في البيت الأبيض جو بايدن بدلاً من ترامب الذي منح إسرائيل ضوءاً أخضر لكل نشاط، وبسط فوقها مظلة حماية ودية واسعة. صحيح أن بايدن صديق قديم لإسرائيل، ولكنه رئيس جديد لم تُصمم العلاقات معه بعد، خيراً كان أم شراً، مع التشديد على الخلاف المرتقب حول نيته العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران”.
وختم “في الهجمات الأخيرة، أرادت إسرائيل أن توضح لبايدن أيضاً بأن ليس هناك ما يمكن الحديث فيه عن سوريا، فإسرائيل ستواصل العمل فيها كما في الماضي، مع العلم أن من لا يحبط الإرهاب على الحدود السورية – العراقية، سيتلقاه لاحقاً على الحدود السورية – الإسرائيلية”.
وفي “يديعوت أحرونوت”، كتب المحلل العسكري للصحيفة يوسي يهوشواع أن “ما يمكن افتراضه هو أن هذا الهجوم استهدف صواريخ طويلة المدى كانت في طريقها إلى حزب الله”، إنما “يُظهر قدرات عملانية مثيرة للانطباع لدى الاستخبارات وسلاح الجو في إسرائيل”.
وإعتبر المحلل العسكري في “هآرتس” عاموس هرئيل إن إسرائيل “تستغل ضعفاً إيرانياً نسبياً في سوريا – إلى جانب فترة الانتظار التي دخلت إليها طهران في الساحة الإقليمية قبل استلام إدارة بايدن مهماتها في الولايات المتحدة، وذلك من أجل رفع وتيرة هجماتها ضد مصالح إيرانية في سوريا”، وأشار إلى أن الهجمات “تكشف استغلال إسرائيل على ما يبدو ضعفاً تكتيكياً وبلبلة استراتيجية في الجانب الإيراني، منذ الاغتيال الأميركي لقائد قوة القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، في كانون الثاني/يناير العام الماضي”.
وقال المراسل العسكري لصحيفة “معاريف” طال ليف رام إن زيادة نافذة الفرص الإسرائيلية في سوريا مرتبط ببدء العد العكسي لإنتهاء ولاية دونالد ترامب وبدء ولاية بايدن، بالإضافة إلى توفر الظروف العملياتية المناسبة، والطقس الملائم”، فضلاً عن محدودية قدرة الطرف الآخر على الرد. وقال “يُنظر إلى الفترة المقبلة، بأن حزب الله وإيران في حالة ضعف، وبأنها فرصة لزيادة الضغط في محاولة لوقف التواجد في سوريا، يضاف إلى ذلك الرغبة في ضرب الأصول العسكرية والأسلحة المتطورة من أجل كبح اتجاه تكثيف الأسلحة وتسليح المليشيات الإيرانية وحزب الله، تشمل هذه الأسلحة صواريخ متطورة ودقيقة وأنظمة مضادة للطائرات عالية الجودة”.
وأشار إلى إن الجيش الإسرائيلي “سيُحافظ في المستقبل القريب على مستوى عالٍ من التأهب في جنوب البلاد في مواجهة التهديدات المحتملة من الحوثيين في اليمن تجاه مدينة إيلات ومناطق أخرى في المحيط”، وختم بالقول إن وسائل دفاعية، بما في ذلك بطاريات باتريوت وغيرها من الإجراءات المتعلقة بالدفاع الجوي، “منتشرة في المدينة الجنوبية، على الرغم من أنه في هذه المرحلة لا يوجد تحذير استخباري محدد”.
عاموس يادلين: على الرغم من أن شن الحرب ضد إسرائيل غير متوقع، إلا أن الأحداث الفردية يمكن أن تتصاعد إلى تصعيد كبير، بشكل أساسي على الجبهة الشمالية
الجبهة الشمالية لن تختفي