رأسمالية كرة القدم… “دوري السوبر الأوروبي” نموذجاً

توج فريق أتلتيكو مدريد بلقب الدوري الإسباني للمرة الـ11 فى تاريخه والأولى منذ 7 سنوات، بتغلبه على مضيفه بلد الوليد بنتيجة 2-1، خلال المباراة التى جمعت الفريقين مساء أمس (السبت) على ملعب "نيوفي جوسي زورييلا"، ضمن مواجهات الجولة الـ38 والأخيرة الحاسمة في الدوري الإسباني للموسم الحالي 2020-2021.

أن يتفوق نادي أتليتيكو مدريد على كبار الدوري الإسباني بل وكبار القارة الأوروبية، ناديي ريال مدريد وبرشلونة، هذا ليس وليد صدفة بل نتيجة خطة إستثمار طويلة تؤكد تغير فهم خريطة كُرة القدم العالمية، وكيف يمكن تحقيق النجاح فيها، وكتابة تاريخ قد يمحو تاريخ الفرق التقليدية الكبرى لو لم تسارع لإنقاذ نفسها.

يمكن لإنتصار الأتليتيكو أن يفتح النقاش مرة آخرى حول بطولة أوروبية جديدة وهي “دوري السوبر الأوروبي”، بعدما أعلنت أندية الصفوة في القارة قبل أشهر قليلة عن مشروع بطولة تضم 12 ناديا أوروبيا، وهم 6 أندية من إنجلترا (مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتشلسي وأرسنال وتوتنهام هوتسبير وليفربول)، و3 أندية إيطالية (يوفنتوس وميلان وإنتر ميلان)، و3 أندية إسبانية (ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد)، وكان يفترض أن تنضم إليها 8 أندية أخرى ليصل عدد “مؤسسي” البطولة إلى 20 ناديا، لكن المشروع أحبط في مهده بعدما أصدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” بيانا مشتركا مع كل من اتحاد الكرة الإنجليزي والإسباني والإيطالي وروابط الأندية المحترفة في الدول الثلاث حذر فيه من أن أي فريق سينضم إلى “دوري السوبر الأوروبي” سيتم منعه من اللعب في أي مسابقة، مضيفًا أن ذلك قد يحرم اللاعبين أيضًا من فرصة تمثيل منتخباتهم الوطنية. وأصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بيانًا أكد خلاله رفضه التام للفكرة نفسها.

هذه البطولة استحوذت على اهتمام الصحف العالمية، فصحيفة الإندبندنت جاءت إحدى افتتاحيتها بعنوان “دوري السوبر الأوروبي خيانة فادحة لكرة القدم”، بينما افتتاحية صحيفة الفايننشال تايمز، جاءت بعنوان “معركة من أجل روح كرة القدم الأوروبية”. هذا الضغط الإعلامي الهائل، جعل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” يعلن أن 9 أندية من أصل 12 ناديًا تخلت بشكل رسمي عن فكرة خوض السوبر ليغ وهي أرسنال، إنتر، تشيلسي، أتلتيكو مدريد، ميلان، ليفربول، مانشستر سيتي، مانشستر يونايتد، توتنهام. بينما رفضت أندية ريال مدريد وبرشلونة ويوفنتوس الضغوط، وأصدرت بيانا مشتركاً أعلنت فيه أسفها لإنسحاب مَن وصفوهم: “بأصدقائنا وشركائنا المؤسسين لمشروع دوري السوبر”. وتجدر الإشارة إلى أن المشاكل المادية التي دفعت الأندية الـ12 للإعلان عن دوري السوبر لم تختف.

عُقدت محادثات في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شملت بنك جيه بي مورغان، بشأن إطلاق بطولة جديدة بقيمة 4.6 مليارات جنيه استرليني لتحل محل دوري أبطال أوروبا. الإثنا عشر فريقاً المشاركين في الدوري الجديد لا يعتبرون أن الإصلاحات التي قررها “ويفا” كافية. وقالوا إن جائحة كورونا العالمية “سرّعت من حالة عدم الاستقرار التي يعاني منها النموذج الاقتصادي الحالي للكرة الأوروبية”.

رأسمالية كرة القدم

الصراع يطرح أسئلة حول طبيعة كرة القدم: هل هي تجارة مثل أي مجال تجاري، أم شيء آخر؟ ومع وجود مليارات اليورو من حقوق البث التلفزيوني وأموال الرعاية والعديد من الأندية المملوكة للمستثمرين، من الواضح أن كرة القدم عالية المستوى هي تجارة كبيرة، أي أن الحديث بلغة الجمهور عن الفقر/الغنى ليس مجرد تشويش عن أهداف التجاذب بين المؤسسات الخاصة باللعبة على تقاسم الأرباح، فالأندية المؤسسة للبطولة الجديدة تريد سيطرة أكبر على أرباح البث والاستفادة المادية، فى ظل مشاركة عدد كبير من الفرق الضعيفة والمتوسطة فى بطولة الأندية الأوروبية الأعرق، بحسب وصف مؤسسى البطولة الجديدة.

يبدو هذا صادمًا، لكن التحول في النظام الإقتصادي للعبة ليس جديداً أو وليد صدفة، فبالنظر لأكثر الأندية الداعمة للبطولة الجديدة سنجدها مِن بيئة كرة القدم الحديثة في إنجلترا، وهي نتاج الحكومات المتعاقبة لمارجريت تاتشر وجون ميجور وتوني بلير في الثمانينيات والتسعينيات الماضية. وقد أطلقت تاتشر تحرير القطاع المالي، وفككت ملكية الدولة، ودافعت عن حرية حركة رأس المال، وهي السياسات التي حافظ عليها كل من خلفائها. وكانت هذه الشروط هي ما وفر الظروف لنمو رأسمالية كرة القدم.

بدأ عصر رأسمالية كرة القدم الإنجليزية بشكل جدي عندما اجتذبت ثروة الدوري أفضل لاعبي الكوكب، وبالتالي جذبت أنظار أغنى رجال الكوكب

وأخذت كرة القدم الإنجليزية زمام المبادرة منذ عام 1983 من قبل اتحاد كرة القدم الذي سمح للأندية بالتهرب من قاعدة تحظر على المديرين دفع رواتبهم، وأعطت هذه الخطوة الضوء الأخضر بشكل فعال لطرح الأندية في البورصة، مما يوفر للمساهمين أرباحًا وفيرة وفورية. لكن استغرقت الأندية وقتًا طويلاً لإدراك قيمة كرة القدم للتلفزيون. عندما كان جريج دايك رئيس مجلس إدارة ITV Sport في المملكة المتحدة في الثمانينيات، عرض على خمسة أندية كبرى مليون جنيه إسترليني لكل منها مقابل حقوق البث التلفزيوني لكرة القدم الإنجليزية. يتذكر دايك، رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم اليوم، باعتزاز تلك اللحظة: “إنه أمر مضحك الآن، عندما نتذكر حجم الأموال آنذاك، كانت عيون رؤساء الأندية منتفخة من رؤية هذا المبلغ، لم يصدقوا. إجمالاً، اشترى Dyke حقوق التلفزيون الكاملة لكرة القدم الإنجليزية المحترفة مقابل 12 مليون جنيه إسترليني سنويًا – أقل قليلاً من 20 مليون دولار في ذلك الوقت. لقد أدى ذلك إلى تدفق الأموال إلى الرياضة، والتي، بسبب شهية البلاد النهمة لكرة القدم الحية المتلفزة، زادت قيمة البث مع كل عقد جديد، حتى جاءت اللحظة الحاسمة حقًا في عام 1992، عندما شكل أكبر 22 ناديًا في البلاد قسمًا منفصلاً وأبرموا صفقة غير مسبوقة مع BSkyB لحقوق البث التلفزيوني مقابل 61 مليون جنيه إسترليني سنويًا لعرض المباريات؛ وفي آخر إحصاء، قدرت حقوق البث الخاصة بالدوري الإنجليزي بـ 3 مليارات جنيه إسترليني في الموسم الواحد.

بدأ عصر رأسمالية كرة القدم الإنجليزية بشكل جدي عندما اجتذبت ثروة الدوري أفضل لاعبي الكوكب، وبالتالي جذبت أنظار أغنى رجال الكوكب. في صيف 2003، كان الأوليغارشي الروسي رومان أبراموفيتش يستقل طائرته الهليكوبتر فوق غرب لندن عندما لفت إنتباهه أحد الملاعب. في غضون أسابيع، تولى أبراموفيتش منصب مالك نادي تشيلسي، لتبدأ حقبة أصبحت فيها أندية كرة القدم الإنجليزية تباع لمن يدفع أكثر.

وبعد سبعة عشر عامًا من وصول أبراموفيتش، أصبح لكل نادٍ في الدوري الإنجليزي مالك جديد، معظمهم من أصحاب المليارات والعديد منهم ليسوا من الإنجليز. كان بعض هؤلاء الوافدين الجدد متبرعين باهظين، وكان البعض من رجال الأعمال مسؤولين عن تطوير اللعبة، لكن ببساطة هناك مبدأ واحد في خلفية المشهد هو السعي وراء ربح سريع ومتزايد.

المال والفقر والرياضة

عندما تتوقف الدولة عن منح مُخصصات للعبة ما سيكون من الخطأ الإشارة لقواعد تخيلية قائمة على مُثل عُليا مثل متعة اللعبة، أو إعتماد قاعدة أن الأموال مفسدة لكرة القدم، ففي كتاب “Soccernomics” نجد دراسة شاملة حول علاقة المال بالألعاب الرياضية. كثير من الفقراء صاروا من أشهر اللاعبين الموهبين في العالم، لكن المال يوفر البنية التحتية الأساسية، والدعم الغذائي والصحي اللازم، والمعدات الرياضية، التي تؤهل اللاعبين الجماعيين، أو الفرديين للتتويج بالألقاب. أبعد مِن ذلك، أعلن كريستوفر أندرسون، عالم السياسة بجامعة كورنيل، ومؤلف مشارك لاحقًا في The Numbers Game، أن وضع الثقل على الثروة وحده ليس كافياً، بعدما قام بتحليل جميع مباريات كأس العالم لكرة القدم من عام 1950 حتى عام 2006، وتوصل إلى أن البنية المؤسساتية الديومقراطية والشفافة إلى جانب الثروة تحقق البطولات.

إقرأ على موقع 180  اليسار العربي المهزوم، فلسطين تُوحّدهُ.. ماذا بعد؟

يعد التعليم مقياسًا جيدًا لمدى جودة توجيه الدولة للموارد لجميع أفرادها. إذا كنت جيدًا في توفير المدارس للجميع، كما هو الحال في معظم أوروبا، فمن المحتمل أن تكون جيدًا أيضًا في توفير ملاعب كرة قدم ومدربين جيدين للجميع. ومن المستحيل القول ما إذا كانت النرويج جيدة في الرياضات الفردية لأنها غنية فقط، أو لأنها ديموقراطية فقط، أو لأن لديها تعليماً عاليًا فقط. لكن، كيفما كنت تقيسها، فإن الدول الفقيرة بشكل عام أكثر فقراً في الرياضة.. ولعل أفضل مكان لمعرفة دور المال والرياضة والتتويج هو جنوب إفريقيا، حيث توجد بعض الأحياء الفقيرة جدًا والغنية جدًا جنبًا إلى جنب، ولا يفصلها سوى طريق سريع أو ملعب جولف. وبالرغم من أن جنوب إفريقيا هي الدولة الإفريقية الوحيدة التي سجلت أعلى النقاط الرياضية في بحث Soccernomics. ومع ذلك، فالإنجاز محصور فقط في الفئة التي تحتكر الثروة ولا تزيد نسبتها عن 10% من سكان البلاد.

وبالعودة إلى بريطانيا كمثال، أدى نقص المال إلى إختفاء أندية مثل: بلاكبول، بولتون، وويغان. وغالبًا ما يتم إلقاء اللوم على الممارسات الخاصة لأصحابها، الذين أصبحوا بدورهم رموزًا للفشل والكراهية من الجماهير – وغالبًا ما يستحقون ذلك، لكن التركيز على الأفراد يتجاهل الواقع المنهجي لهذه الأزمات، التي هي نتاج نظام مالي ما دام لا يلوح بالأفق أنه سيتغير، وأن الدولة ستعود لدفع الأموال لتنمية الروح الرياضية للمجتمع.

أموال وتتويج

قد يعزو البعض التطور المفاجئ للتدفق المالي غير الطبيعي للمستثمرين في تشيلسي وباري سان جيرمان ومانشستر سيتي عن أولئك الذين اشتروا في أرسنال وليفربول ومانشستر يونايتد، لكن حتى مع الاستثمارات النقدية الكبيرة في هذه الأندية، فإن برشلونة وريال مدريد، اللذين لا يملكان مستثمرًا يضخ مبالغ جنونية، تمكنا من توفير امتيازات جعلتهما في الصدارة حيث احتل برشلونة المركز الأول للمرة الأولى في عام 2020، مدعوماً بإيرادات بلغت 841 مليون يورو. يحتل ريال مدريد المركز الثاني بإيرادات بلغت 757 مليون يورو. ولإدراك أهمية المال فقد شهد الدوري الأسباني صعود أتلتيكو مدريد، الذي اقترب من أكبر اثنين في إسبانيا، منذ عام 2010،عندما بلغت عائدات الأتليتيكو قرابة 220 مليون يورو.

في كل من ألمانيا وإيطاليا، هيمنت الأندية ذات القوة المالية، حيث زاد بايرن ميونخ ويوفنتوس الدخل بنسبة 111٪ و 124٪ على التوالي. كما شهد العقد سقوط ثنائي ميلان وإنتر الذي إستعاد بعض توازنه ونمت إيراداته خلال هذه الفترة بنسبة 62 ٪، لكنهم ما زالوا بعيدين عن مكانتهم التاريخية.

وفي فرنسا، تكشف المقارنة بين 2010 و2019 أن باري سان جيرمان سجل نمواً في الإيرادات بنسبة مذهلة بلغت 663٪ في ذلك الإطار الزمني، وهو مثال حقيقي على كيف يمكن للمال رفع النادي إلى مستويات غير مسبوقة. عندما تفكر في أن أولمبيك ليون قد شهد ارتفاعًا بنسبة 51٪ منذ عام 2010، فإن النطاق الهائل لميزة باريس سان جيرمان في الدوري الفرنسي عن أي فريق آخر يصبح مفهومًا.

ربما تكون عائدات البث قد بلغت ذروتها، على الرغم من وجود منافسة أكبر مع دخول شركات التكنولوجيا، مثل أمازون، إلى السوق. الدوري الإنجليزي الممتاز، على سبيل المثال، يبيع الآن حقوقه الرئيسية بمبلغ يزيد عن 5 مليارات جنيه إسترليني، متقدمًا على بطولات الدوري الرئيسية الأخرى. العائدات التي تكسبها الأندية من البث سمحت لها بأن تصبح أكثر تنافسية، حتى أن الأندية الإنجليزية متوسطة الحجم صارت “أكبر” من “الملوك” الأوروبيين مثل إيه سي ميلان وأياكس.

الخطر يكمن في أن أندية كرة القدم قد تقع في نفس الفخ الذي أضر ببعض الشركات في الماضي، وهو ممارسة المضاربة إلى حد ما لتوقع الإيرادات. إذا حدث شيء غير متوقع، مثل انفجار فقاعة التلفزيون، فقد تكون العواقب وخيمة. حققت الأندية العشرة الأولى في دوري كرة القدم حوالي 40٪ من دخلها من البث. هناك عنصر من الإفراط في الاعتماد على ذلك.

إعادة تشكيل كرة القدم

تغير سوق كرة القدم بشكل كبير منذ عام 2010. أفاد الفيفا في ديسمبر/ كانون الأول أنه من بين 17000 عملية انتقال تم إنجازها، شارك أكثر من 3500 وسيط واحد على الأقل. تتزايد تكلفة التعامل مع الوكلاء طوال الوقت. في عام 2019، تم إنفاق ما يزيد عن 650 مليون دولار أمريكي على العمولات، بزيادة تقل قليلاً عن 20٪. وحوالي 80٪ من هذا الرقم دفعته أندية من إيطاليا وإنجلترا وألمانيا والبرتغال وإسبانيا وفرنسا. كانت التحويلات تُدفع على أقساط، لكن الأندية تسعى الآن بشكل متزايد للحصول على تمويل يسمح لها بتلقي أموالها عاجلاً وفي دفعة واحدة.

كما نمت أجور اللاعبين بشكل كبير. ففي عام 2010، بلغت فاتورة أجور تشيلسي 175 مليون جنيهًا إسترلينيًا، وهو ما يمثل 82٪ من حجم الأعمال، وهو رقم مرتفع وفقًا لمعايير أي شخص. تم انتقاد تشيلسي على نطاق واسع بسبب حجم ميزانيته في عام 2010. وبعد عشر سنوات، ارتفعت عائداتهم وكذلك ميزانيتهم، لكن نسبة الأجور إلى الدخل أصبحت الآن أكثر قابلية للإدارة بنسبة 64٪. في غضون ذلك، شهد أرسنال زيادة نسبته من 47٪ في عام 2010 إلى 63.5٪ في عام 2019.

تعتبر فاتورة رواتب برشلونة الأكبر في عالم كرة القدم. في 2018-2019، وصلت إلى أكثر من نصف مليار يورو (59٪ من الدخل). في عام 2010، كانت نسبتهم 68٪ على مبيعات أقل من 400 مليون يورو. تعتبر برشلونة أيضًا من أكثر الأندية التي تدفع رواتب في الرياضة العالمية، وفقًا لمسح الرواتب الرياضي لشركة Sporting Intelligence. في الواقع، فإن المراكز الثلاثة الأولى في الاستطلاع هي جميع أندية كرة القدم – ريال مدريد ويوفنتوس خلف برشلونة مباشرة.

يمكننا أن نتوقع إعادة تشكيل كرة القدم باستمرار من خلال الابتكار والبحث عن التميز. لنكن صادقين، يجب أن يكن هناك ما يكفي من المال للتأكد من أن المتفرج/المشجع يحصل على أفضل منتج ممكن، وذلك مع التأكد من أن السعي وراء المال لا يعيق الطريق.

Print Friendly, PDF & Email
Free Download WordPress Themes
Download Premium WordPress Themes Free
Download WordPress Themes Free
Premium WordPress Themes Download
free online course
إقرأ على موقع 180  هنا بغداد.. دفاعاً عن وزارة الدفاع