تشير بيانات جامعة جون هوبكينز إلى تسجيل 33.5 مليون إصابة بالفيروس بين الشعب الأمريكى، وشفاء 28 مليون شخص، ووفاة 615 ألف آخرين بانتهاء يوم العاشر من الشهر الجارى.
وبلغ متوسط الوفيات اليومى بسبب فيروس كورونا خلال الأسبوع الماضى أقل من 500 شخص، وتعد تلك النسبة مقبولة وجيدة، حين نعلم أن متوسط الوفيات بلغ خلال شهر يناير الماضى ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص يوميا.
وانخفضت أعداد الأمريكيات والأمريكيين ممن يخضعون لاختبار الكشف عن فيروس كوفيد بعدما وصلت فى شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضى لمتوسط مليونى اختبار يوميا بلغت نسبة الإصابة بينهم 9.5%، لتصل الأسبوع الماضى لمتوسط يقل عن 700 ألف اختبار يوميا ونسبة إصابة 3.2% فقط، ويرجع الخبراء ذلك لزيادة أعداد متلقى اللقاحات وانعدام الحاجة للكشف عن الإصابة بالفيروس.
أما في ما يتعلق بأعداد المرضى الذين يتم علاجهم من الإصابة بالفيروس فى المستشفيات، فقد بلغ متوسط الأسبوع الماضى 21 ألف شخص فى كل الولايات الأمريكية، منهم 6 آلاف فى غرف العناية المركزة، ويعد ذلك انخفاضا كبيرا مقارنة بمعدلات شهر كانون الثاني/ يناير الماضى حين بلغت أكثر من 100 ألف مريض بالفيروس فى المستشفيات، وتخطى متوسط أعداد حالات غرف العناية المركزية 25 ألف حالة.
وأثر الانخفاض الكبير فى أعداد الإصابات والوفيات على نظام العمل داخل المستشفيات، فبعدما كان هناك طابق كامل مخصص لمرضى كوفيدـ19، فى كل المستشفيات، ناهيك عن مستشفيات خصصت بالكامل للمصابين والمصابات بالفيروس، عادت المستشفيات الأمريكية إلى سابق عهدها الطبيعى.
***
يرى الكثير من خبراء الصحة العامة أن الولايات المتحدة أخيرا قد بدأت فى كسب معركتها ضد فيروس كوفيدــ19 بسبب سلاح واحد على وجه الحصر ألا وهو اللقاحات. واستهلكت أمريكا ما يقرب من 305 مليون جرعة لقاح بنهاية يوم 10 حزيران/ يونيو الجارى. وتلقى أكثر من 150 مليون أمريكى وأمريكية (ما يقرب من 48% من كل البالغين)، جرعات اللقاح كاملة، سواء جرعتين فى حالة لقاحى فايزر وموديرنا، وجرعة واحدة فى حالة جونسون أند جونسون. وتلقى ما يزيد على 175 مليون أمريكى وأمريكية (55% من كل البالغين) جرعة واحدة على الأقل حتى الآن.
وأثبتت اللقاحات فعالية كبيرة، وتكشف بيانات تجمعها صحيفة نيويورك تايمز أن 99.7٪ من المرضى الذين يتلقون العلاج داخل المستشفيات بسبب إصابتهم بفيروس كورونا التاجى فى المستشفى غير مطعمين، وذكر بيان لمؤسسة كليفلاند كلينك الشهيرة أن «اللقاحات نجحت فى مواجهة هذا النوع من العدوى الخطيرة التى كانت تقتل أكثر من 3000 من الشعب الأمريكى يوميا قبل بضعة أشهر فقط».
جيسون فورمان: «لم ينته تفشى الفيروس بعد، ولا يجب أن تخاطر الولايات المتحدة بالاعتقاد بأننا هزمنا فيروس كوفيدــ19، ومن ثم نحزم حقائبنا ونمضى قدما»
وخلال الأسبوع الماضى انخفضت حالات الإصابة بالفيروس والوفيات بسببه فى 41 ولاية من ولايات أمريكا الخمسين، وانخفضت كذلك أعداد من يحتاجون دخول المستشفيات للعلاج من الإصابة بالفيروس.
وتقدم الكثير من الولايات والشركات والمنظمات المختلفة حوافز للمواطنين والمواطنات للحصول على التطعيم، بدأت بتقديم قطعة الكعك المجانى، إلى تلقى مشروب الجعة مجانيا، وصولا إلى رحلات الطيران المجانية. وسمحت ولاية أوهايو للأشخاص متلقى اللقاح الدخول فى مسابقة اليانصيب التى تتيح فرصة للفوز بمبلغ مليون دولار، ودفع ذلك إلى ارتفاع معدل التطعيم فى ولاية أوهايو بنسبة 55٪ بين الشباب فى الأيام التى تلت الكشف عن البرنامج.
من جهة أخرى، وافقت هيئة الدواء والأغذية الفيدرالية قبل أسابيع على السماح بتلقيح الفتيان والفتيات ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما، فى الوقت الذى تجرى فيه مزيدا من التجارب على الأطفال الأصغر سنا.
ويتزامن ذلك مع بدء العودة الآمنة إلى أماكن العمل والمدارس والمطاعم، وزادت أعداد المسافرين والمسافرات جوا، بعد أكثر من عام من إغلاق وإجراءات احترازية غيرت شكل الحياة اليومية العادية.
***
برغم ارتفاع معدلات التطعيم بصفة عامة، تعانى الولايات الجنوبية من تدنى معدلات متلقى اللقاح وسط مواطنيها ومواطناتها. وتكشف بيانات جامعة جون هوبكينز أن الولايات المعروفة بتصويتها الواسع لصالح الحزب الجمهورى مثل ولايات ميسيسيبى وألاباما ولويزيانا وأركنساس، تعد من أقل الولايات من حيث معدلات التطعيم.
وتحذر بعض التقارير من أن ظهور أشكال جديدة من الفيروس أشد عدوى فضلا عن عودة ظهور حالات الإصابة بالعدوى فى بعض أجزاء من الغرب الأوسط يثير مخاوف لا يعرف الأطباء كل تداعياتها بعد.
وقال جيسون فورمان، الخبير الاقتصادى فى جامعة هارفارد والرئيس السابق لمجلس المستشارين الاقتصاديين التابع للرئيس السابق باراك أوباما، فى حديث مع الإذاعة الوطنية، «لم ينته تفشى الفيروس بعد، ولا يجب أن تخاطر الولايات المتحدة بالاعتقاد بأننا هزمنا فيروس كوفيدــ19، ومن ثم نحزم حقائبنا ونمضى قدما».
(*) بالتزامن مع “الشروق“