“منتخب الإحتياطي” متى يستعين به الجيش الإسرائيلي؟ (2)

Avatar18014/09/2022
كتب نير دفوري، المحلل العسكري في محطة التلفزة الإسرائيلية (القناة 12)، مقالة تحليلة في موقع " N12" عرض في الجزء الأول منها لواقع ما أسماه "منتخب الإحتياط" في الجيش الإسرائيلي وعدم جهوزيته لخوض حرب جديدة متعددة الجبهات. في ما يلي الجزء الثاني من هذه المقالة التي تتضمن أيضاً معطيات لافتة للإنتباه.

هل وحدات الاحتياط “فارغة”؟ من جانب، فإن [الجيش] النظامي اليوم أذكى، من حيث نوعية الأشخاص ونوعية السلاح والتكنولوجيا المتطورة، وهو ما يعمّق الفجوة بينه وبين الاحتياط. وجنود الاحتياط يتم استدعاؤهم مرة في العام، ولا ينجحون في إغلاق الفجوة التي حدثت، وبذلك يكونون أقل جهوزية للحرب، وأقل مهنية، وأقل جهوزية للمعركة في ساحة المعركة المستقبلية.

إن هذه الحقيقة تُثقل كاهل الجيش النظامي، المشغول كثيراً بالأمن الجاري، والتحضير للحرب وأمور أُخرى. هذا الاتجاه يؤثر أيضاً، وبالأساس في إجراء مناورة برية، وقدرة الجيش على القيام بمناورة برية واسعة وناجعة تؤثر في قدرة سلاح البر برمته. ولا بد من القول إنه عندما يدير الجيش “حملات استعراض” في غزة، كـ”حارس الأسوار” و”مطلع الفجر”، يمكن الصمود هكذا، ولكن ماذا سيحدث في حرب في الشمال؟

إن المعنى واضح: يجب تجديد رؤية الأمن في إسرائيل، وكجزء منها إقرار أي قوات احتياط يريد الجيش اليوم. على الدولة أن تقرر أمام من ستقف، وما الأهداف التي على الجيش تحقيقها في كل نوع من أنواع المعارك في الشمال والجنوب. وأمام هذه التفاصيل، يجب بناء جيش ملائم للمهمات المحدثة. لذلك، يجب تعريف التهديدات الممكنة، وفي مقابلها بناء الاستجابة، أي مشاريع مرتفعة الثمن، وللمدى البعيد.

يتفحصون اليوم في الجيش إن كان من الصواب استعادة مصطلحات من أيام ديفيد بن غوريون، مثل الدفاع المناطقي: الدفاع عن قواعد القوات والسكان داخل الحدود، إلى جانب تدريب هذه القوات طوال العام. والحديث يدور حول قوة احتياط مناطقية يتم تجنيدها سريعاً لمهمات الدفاع عن المناطق التي يسكن فيها الجنود. هذه الطبقة يمكنها مثلاً الرد بشكل أولي على قيام حزب الله أو “حماس” باختراق الحدود.

سيناريو الامتحان: حرب متعددة الجبهات

إن الشعور السائد بين الجنود والضباط في الاحتياط هو أن أغلبية القوات في جيش الاحتياط غير جاهزة، وليست ملائمة. جزء من هذه الوحدات في مستوى جيد، وآخر في مستوى مقبول. لكن إسرائيل ستُمتحن في السيناريو الأصعب: معركة متعددة الجبهات، ويمكن أن تتضمن أيضاً “جبهة داخلية”، بما معناه مواجهات عنيفة وتحديات أمنية داخل الحدود. على الجيش أن يتجهز لكيفية التجنيد في هذه الحالات، وأن يفهم مستوى الجاهزية الملائم، وأن يعرف ما إذا كان جنود الاحتياط سيتركون الجبهة الداخلية (العائلة) التي تتعرض للقصف ويخرجون للحرب.

قريباً، سيتم البدء بتطبيق الفكرة التي خرجت من صفوف الاحتياط: إقامة “لوحة مطلوبين” تنشر فيها الوحدات أيّ مهن تريد، ويستطيع جنود الاحتياط أصحاب الشأن تقديم طلب الالتحاق بهذه الوحدة. وفي المقابل، لا يزال سؤال المقابل قائماً، وصرّح رئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي أنه “علينا أن نتبنى ونطبق المبدأ الذي يقول إن مَن يعطي أكثر، يأخذ أكثر. في مجال التقدير والمقابل، تم القيام بالكثير خلال الأشهر الماضية، واشترينا أدوات، وتزودنا بمنظومات مختلفة، وطورنا قدرات.”

ألوية الاحتياط التي تُعرف بأنها “رأس حربة”، تتدرب كل عام، لكن لدى الضباط شعور بأن هذا غير كافٍ بالنسبة إلى الجهوزية المطلوبة للسيناريوهات المطروحة. وعلى الرغم من ذلك، فإنه من المهم الشرح أن المهمات الملقاة على عاتق منظومة الاحتياط اليوم تتطلب جهوزية بمستوى وحدات نوعية في الجيش النظامي.

إن وجه المجتمع الإسرائيلي يتغير. لكن الجيش لن يستطيع الانتصار في المعركة المتعددة الجبهات المقبلة من دون منظومة الاحتياط، لذلك، يجب زيادة المساعدات الممنوحة لها من جانب، ورفع جهوزيتها من جانب آخر

الجيش يحدّث رؤيته الأمنية ويقوم بتنظيم القوات النظامية من جديد. عملياً، يُطرح التساؤل: متى يجب الاستعانة بقوات الاحتياط؟ هل من الصحيح إدخالها إلى مناطق نزاع؟ في كل الأحوال، الجيش لا يستطيع الاستغناء عنها، وعلى الرغم من أعدادها الآخذة بالانخفاض، فإنه سيتم استدعاؤها في حالات الطوارئ، من الوحدات المقاتلة، مروراً بـ”القبة الحديدية”، وصولاً إلى الجبهة الداخلية.

الأسئلة الحارقة

إن سؤال التعامل مع جنود تشكيلات الاحتياط مركّب على عدة صعد أساسية: كيفية الحفاظ على جنود الاحتياط الجيدين، وكيف يمكن تجهيزهم، من أي ميزانية سيتم ذلك، وكيف يمكن الحفاظ على جهوزيتهم، وكيف يمكن الحفاظ على التكاتف داخل وحداتهم التي تؤثر في الدافعية إلى الالتزام بالخدمة في الاحتياط، وما هو العدد الذي يجب الحفاظ عليه من الجنود، وما هو مستوى الجهوزية المطلوب منهم، ولأيّ مهمات يتم تخصيصهم؟

تقدّر مصادر في الجيش أنه يجب بناء نموذج احتياط جديد يكون قادراً على الاستجابة الناجعة بالضبط كما الوحدات النظامية. وفي المقابل، يجب تطوير وحدة مخازن الطوارئ بأدوات ذات مستوى عالٍ، وبأدوات لوجستية وموارد بشرية ملائمة، مهنية، وتتلقى المقابل، تقوم بتفعيل هذه المخازن وتعمل على تجهيزها لحالات الطوارئ.

إقرأ على موقع 180  تحديات أوروبا الداخلية.. الوحدة والتصالح مع الجغرافيا (2)

إن وجه المجتمع الإسرائيلي يتغير. لكن الجيش لن يستطيع الانتصار في المعركة المتعددة الجبهات المقبلة من دون منظومة الاحتياط، لذلك، يجب زيادة المساعدات الممنوحة لها من جانب، ورفع جهوزيتها من جانب آخر. في سنة 2021، تمت مضاعفة تدريب الاحتياط في الجيش. وهذا مركّب مركزي في إطار خطة “تعزيز الاحتياط”، إذ يشدد الجيش على الجهوزية بصورة خاصة، جهوزية الضباط وجهوزية الكتائب المقاتلة. هناك رضى في الجيش في أعقاب الالتزام التام من جنود الاحتياط خلال حملة “كاسر الأمواج” في الضفة الغربية، لكنهم يعترفون بأنه يجب شكرهم ومنحهم مقابلاً ملائماً من أجل الحفاظ على نوعية مَن يخدمون والضباط في الاحتياط. ثمة خطوات كثيرة تتطرق إلى المقابل المادي لجنود الاحتياط والضباط عموماً، والتي خرجت إلى حيز التنفيذ، لكن لا يزال هناك ما يمكن القيام به، ومن المفضل أن يتم ذلك في أسرع وقت. (المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية).

(*) الجزء الأول بعنوان: إسرائيل وجيش الإحتياط.. “من دونه لا جهوزية للحرب“.

Print Friendly, PDF & Email
Avatar

Download Best WordPress Themes Free Download
Download Premium WordPress Themes Free
Download Premium WordPress Themes Free
Download Nulled WordPress Themes
free online course
إقرأ على موقع 180  لو كان الإنهيار رجلاً.. لأحببته ثم قتلته