يمكن توصيف الوضع الحالي في الحروب الإسرائيلية المستمرة من جبهة غزة إلى جبهة جنوب لبنان مرورًا بالضفة الغربية التي تخضع لحرب من نوع آخر منخفضة الوتيرة، وبشكل متقطع من طرف المستوطنين، بالتعثّر والضبابية فيما يتعلق بمحاولات وقفها وليس بالضرورة إنهائها.
يمكن توصيف الوضع الحالي في الحروب الإسرائيلية المستمرة من جبهة غزة إلى جبهة جنوب لبنان مرورًا بالضفة الغربية التي تخضع لحرب من نوع آخر منخفضة الوتيرة، وبشكل متقطع من طرف المستوطنين، بالتعثّر والضبابية فيما يتعلق بمحاولات وقفها وليس بالضرورة إنهائها.
لم يكن قرار تسمية السفير اللبناني السابق سيمون كرم لرئاسة الوفد اللبناني المشارك في اجتماعات لجنة "الميكانيزم" وليد لحظة مفاجئة. إنّه تعبير عن مسار متدحرج منذ وقف النار قبل سنة، حيث كان الأميركيون يُذكّرون السلطة السياسية اللبنانية بوجوب الانتقال من التفاوض العسكري إلى التفاوض السياسي مع إسرائيل.. وصولا إلى تحقيق ما يسميه الأميركيون "فرص السلام" بين الجانبين!
يحتاجُ المشرّعُ الإسرائيلي، اليوم، إلى اعدام الأسير الفلسطيني؛ حاجةٌ بات يُعدّها «ضرورة»، إذ لم يعد السجنُ قادرًا على أداء وظيفته التاريخية. لم يعد الزمنُ يتباطأ داخل الزنزانة، ولم يعد المجتمعُ المنظّم يخضع لتلك المعايير البيروقراطية التي تنظّم أعداد الأسرى وتضبطهم. لقد أصبح مطلبا "تبييض السجون"، و"اختراق الحدود"، يُبعدان السجنَ عن غايته الأصلية: شلّ قدرة الفلسطيني على نقش الزمن ومحو أثره وتعليق وجوده؛ وهي الغاية التي شكّلت جوهر المؤسسة السجنية في كل تاريخٍ استعماري. وحين يفقد السجنُ وظيفتَه، يصبح اعدام مكوّنِه الأساسي (السجين) حاجة ملحة عند السجّان.
على مدى يومين من زيارة البابا لاوون الرابع عشر التاريخية إلى لبنان، هلّلَ الجنوبيون لاستراحة ماكينة القتل الإسرائيلية التي لم ترحمهم منذ تاريخ وقف إطلاق النار قبل حوالي السنة، حتى تجاوز عدّاد الشهداء الـ335 شهيداً، أي بمعدل شهيد يومياً، ناهيك بنحو ألف جريح وعشرات الآلاف من النازحين عن قراهم، لكن ما كسر فرحتهم هو الوعيد والتهديد الأميركي-الإسرائيلي بأيام قتالية صعبة آتية فور مغادرة رئيس الكنيسة الكاثوليكية في العالم الأراضي اللبنانية.
لم يغب مخطط التهجير القسري لسكان قطاع غزة عن الأجندة السياسية للحكومة الإسرائيلية بل ما زال حاضرًا بقوة في التفكير السياسي الإسرائيلي، برغم الإعلان عن اتفاق شرم الشيخ ضمن ما يُعرف بـ"خطة دونالد ترمب".
قاربت المرحلة الأولى في قطاع غزة على الانتهاء، وهى أسهل المراحل، وذلك بالرغم من كل العراقيل التى استخدمتها إسرائيل، وبالرغم من الخروقات الكثيرة التى ارتكبتها. وباتت المرحلة الثانية، وهى الأصعب، على الأبواب، وهى الأصعب لأسباب كثيرة، لعل أهمها نزع سلاح حماس وتدمير الأنفاق وضمان عدم عودة حماس لتشكيل تهديد للاحتلال الإسرائيلى.
في حزيران/يونيو ١٩٨٢، اجتاح الجيش الإسرائيلي لبنان في إطار عملية أطلق عليها تسمية "سلامة الجليل" بهدف القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية واضعاف الحركة الوطنية اللبنانية واخراج الجيش السوري من بيروت. خلال أيام قليلة بلغت الدبابات الإسرائيلية مشارف العاصمة بيروت وحاصرتها. تدخّل الوسيط الأميركي فيليب حبيب (مبعوث الرئيس رونالد ريغان في حينه)، وتوصّل إلى اتفاق يضمن انسحاب القوات الفلسطينية من العاصمة عبر مرفأ بيروت إلى دول عربية، والقوات السورية برًا إلى البقاع اعتباراً من الأول من أيلول/سبتمبر ١٩٨٢. بعدها، انتشرت قوة متعددة الجنسيات معظم جنودها من قوات البحرية الأميركية (المارينز).
اكتشفت مؤخراً، بل ومؤخراً جداً، أنه بعد عقود عديدة قضيت بعضها أدرس علوم السياسة وقضيت أكثرها أعمل في جانب أو أكثر من جوانبها وأعيش في دهاليزها ما زالت تحدث أمور وتغيب، أو تحدث وتستقر، ويبقى فهمي لها متعثراً.
منذ الاحتفاء بوقف إطلاق النار قبل أسابيع، أرصد فى واشنطن آراء وتعليقات وكتابات وتصريحات، تشير بطرق مباشرة وغير مباشرة، إلى ضرورة التعامل مع خط الانسحاب الإسرائيلى طبقا للمرحلة الأولى من الاتفاق على أنه خط حدودى جديد بين «شرق غزة» حيث يسيطر جيش الاحتلال الإسرائيلى على ما يزيد على نصف مساحة القطاع، ويوجد بها عدة آلاف من السكان فقط، و«غرب غزة» حيث تسيطر حركة حماس على أقل قليلا من نصف مساحة القطاع، ويكتظ فيها ما يقرب من مليونى شخص.
تحت عنوان "التدخل الإقليمي في قطاع غزة: السيناريوهات والدلالات"، نشر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي دراسة مشتركة لكل من يوئيل غوزنسكي وعوفر غوتمان وغاليا ليندشتراوس، تولت "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" ترجمتها من العبرية إلى العربية، وهذا نصها الحرفي نظراً لأهميتة مضمونها: