
الإعصار آتٍ إلى الشرق. العربُ قبل غيرهم هم المستهدَفون. وجودياً هذه المرة لا سياسياً فحسبُ. كيف ولماذا؟
الإعصار آتٍ إلى الشرق. العربُ قبل غيرهم هم المستهدَفون. وجودياً هذه المرة لا سياسياً فحسبُ. كيف ولماذا؟
التقيت بالصديق هادي، وهو من بلدة كفرتبنيت في جنوب لبنان، البعيدة نسبياً عن الحدود، وقد نالت حصتها من الدمار، وعاد إليها مع عائلته بعد التهجير القسري الذي فُرض عليهم خلال العدوان "الإسرائيلي" الأخير على لبنان. قال لي هادي إنه كان محظوظاً لأن منزله ما يزال موجوداً مع بعض الأضرار التي سارع إلى اصلاحها والتي اقتصرت على النوافذ والأبواب فقط.
علّمونا في المدارس ثم في الجامعات ثم في سنوات الممارسة العملية كما العلمية قراءة وتحليل علامات الطرق الموصلة إلى المستقبل. كنا نخطئ، وفي بعض الأحوال ومع مرور الوقت والاجتهاد كنا نصيب. أصبنا في بعض محاولات استشراف مستقبل المراحل الانتقالية في النظام الدولي وهي بلا شك الأصعب في الرؤية أو التخمين وأخطأنا في أكثرها.
تتجه الأنظار إلى القمة العربية المرتقبة في مصر اليوم (الثلاثاء) لتقديم خطة بديلة عن خطة دونالد ترامب التي باتت تعرف باسم "ريفييرا الشرق الأوسط" والتي تهدف إلى تهجير أهل غزة إلى مصر والأردن، وتحويل القطاع إلى مستعمرة أميركية-إسرائيلية. بالطبع، لا يحتاج أحد إلى التذكير بخطورة هذا المخطط الموجود على الأجندة الإسرائيلية منذ العام ١٩٤٨، بدعم وتمويل أميركيين، على الأمن القومي العربي وعلى مصالح الدول العربية قبل مصالح فلسطين والفلسطينيين.
هل نتجه نحو نظام عالمي جديد أكثر شراسة من تفرد الرأسمالية الأمريكية بقيادته منذ انهيار الاتحاد السوفياتي ومعسكره الاشتراكي في العام 1991، حتى يومنا هذا؟
ترددت كثيراً قبل أن أسمح لنفسي باستهلال مقالتي بعنوان: لمن نهدي نصر غزة؛ فكيف لي ان أبادر للإهداء وأنا لست غزاوياً ولا فلسطينياً، ولم أكن عضواً في حركة (حماس) أو (الجهاد الإسلامي) أو في ايّ من التشكيلات السياسية لهذه الحركات الجهادية؟
فى اللحظة الحرجة الحالية تكاد مصر أن ترفع رأسها من جديد وتستعيد ذاكرتها التاريخية كدولة لها دور محورى فى حسابات محيطها وعالمها.
تُثير التصريحات التي يطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وطاقمه منذ تولّيهم السلطة الكثير من الاضطرابات والتساؤلات. فهل يجب أخذَها على محمل الجد؟ وذلك فيما يخصّ ضمّ كندا أو غرينلاند أو إعادة الاستيلاء على قناة بنما؟ أو فيما يخصّ صيغة السلام الذي يزعم ترامب إقامته بين روسيا وأوكرانيا؟ أو في التدخّل السياسي لصالح اليمين المتطرّف في الانتخابات في أوروبا؟ أو أيضاً في مشروع استملاكه أراضي قطّاع غزّة وتهجير الفلسطينيين منه إلى مصر والأردن.. وربّما السعوديّة؟
العلاج بالصدمات، قد يصح وصفاً للأسلوب غير المألوف الذي يعتمده الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سياسته الخارجية لحل الأزمات المستعصية من الشرق الأوسط إلى أوروبا، بما يشكل افتراقاً عن السياسات الأميركية التي سادت لعقود.
في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، يُقدّم الكاتب البارز ديفيد والاس ويلز (*)، تحليلاً وافياً كيف أن ما أسماه بـ"الامبرطورية الأميركية" دخلت في غسق الانحدار الحقيقي، وكيف أن كل أنواع "الهيمنة" التي كانت تتلطى بها قوتها الامبريالية "سقطت" تحت شعار "النظام العالمي الليبرالي" الذي أسّسته الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية. ويوثق ذلك بمراجع بعض المفكرين الاستراتيجيين والمؤرخين الأميركيين الذين أدلوا بدلوهم في هذا الاتجاه مؤخراً.