
فى خضم التطورات والتحديات الإقليمية والداخلية التى يواجهها لبنان وبناء على تجارب ودروس الماضي القريب والبعيد، هنالك عدد من العناصر التى يعتبر توفرها أمرًا أكثر من ضرورى لبلورة سياسة خارجية فاعلة وناشطة ومبادرة للبنان
فى خضم التطورات والتحديات الإقليمية والداخلية التى يواجهها لبنان وبناء على تجارب ودروس الماضي القريب والبعيد، هنالك عدد من العناصر التى يعتبر توفرها أمرًا أكثر من ضرورى لبلورة سياسة خارجية فاعلة وناشطة ومبادرة للبنان
فى خضم الأزمات السياسية والاقتصادية مع تداعياتها المختلفة على المجتمعات التى تعانى من هذه الأزمات سواء فى عالم الشمال أو عالم الجنوب أو غيرها، ولو اختلفت درجة الحدة بين مجتمع وآخر لاختلاف الظروف الموضوعية بينها. الظروف التى تغذى هذه الأزمات وتتغذى عليها، يصبح الحوار، أو معرفة الآخر بشكل أفضل، أمراً أكثر من ضرورى. ويتفق الكثيرون أن العولمة الجارفة هى إحدى أهم العوامل وراء هذه الأزمات ولو استمر الاختلاف حول درجة تأثيرها.
فى ١٣ من هذا الشهر، يكون قد مرّ نصف قرن من الزمن على الحرب اللبنانية، الحرب التى استمرت حوالى ١٥ عامًا، والتى انتهت مع التوصل إلى اتفاق الطائف والذى شكل مع التغييرات الدستورية التى كان وراءها ولادة الجمهورية الثانية بعد الجمهورية الأولى التى ولدت مع الاستقلال.
جملة من الأسئلة والتساؤلات تُطرح اليوم بشأن المسار المستقبلى لعلاقات المواجهة المتعددة الأوجه والأشكال بين واشنطن وطهران، والسيناريوهات المحتملة وانعكاساتها فى ظل التغييرات الحاصلة فى المنطقة، وخاصة فى «المشرق».
سنوات ثلاث مرت على حرب أوكرانيا، وتحديدًا على بداية الغزو الروسى، باعتبار أن الحرب بين الطرفين بدأت منذ أكثر من سنوات عشر (فبراير/شباط ٢٠١٤) ولو بشكل محدود ومتقطع فى الجغرافيا وحدة القتال. ولم تمنع صيغ الوساطات المختلفة ودورها من الذهاب إلى الحرب الكلية، كما أشرنا.
تأتى القمة العربية الاستثنائية فى السابع والعشرين من هذا الشهر، التى دعت إليها مصر بالتنسيق والتشاور مع الدول العربية، بهدف اتخاذ موقف ضد سياسة التهجير التى تتبعها إسرائيل فى قطاع غزة؛ السياسة التى تُشجّع عليها تصريحات الرئيس دونالد ترامب غداة عودته إلى البيت الأبيض.
يرى كُثر أن إدارة دونالد ترامب لن تكون أكثر تاييدا لإسرائيل على الصعيد العملى من إدارة الرئيس جو بايدن الديمقراطية للدلالة على الدعم القوى الذى قدمته تلك الإدارة لإسرائيل فى حربها على غزة ولبنان على الصعيدين السياسى والعسكرى. لكن جملة من المؤشرات فى بداية وصول ترامب إلى البيت الأبيض أخذت بإسقاط تلك القناعة التى تكوّنت بعد عام ونيف من الحرب.
خطاب القسم الذى ألقاه الرئيس اللبنانى جوزيف عون، والذى أشار فى بدايته إلى أن لبنان يعيش أزمة حكم وحكام، قدّم فيه رؤيته حول ولوج باب الإصلاح الشامل والمترابط الأبعاد من السياسى إلى الأمنى الوطنى، إلى القضائى والإدارى والاقتصادى والاجتماعى، وإلى اعتماد مفهوم الحياد الإيجابى فى السياسة الخارجية لتحصين الأمن الوطنى، وتعزيز العلاقات مع الأسرة العربية.
الحدث الأهم هذا العام فى الشرق الأوسط تمثل فى السقوط السريع، والمفاجئ للكثيرين بالشكل الذى تم فيه، للنظام السورى برغم أن الكثير من مؤشرات الضعف حول قدرات النظام كانت قد ظهرت قبل ذلك.
اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل الذى دخل حيز التنفيذ الأربعاء الماضى يفترض أن يؤدى إلى انسحاب كلى للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان بشكل تدريجى فى فترة أقصاها 60 يومًا من تاريخه.