الزر الإسرائيلي “الأحمر” لجر حزب الله بيده.. إلى الحرب!

ماذا بعد الهجوم الإسرائيلي السيبراني ضد "حزب الله" العسكري والمدني، في اليومين الماضيين، وكيف يمكن "تقريش" هذا الإنجاز سياسياً وعسكرياً وأمنياً وهل من شأنه أن يؤدي إلى تسوية مع الحزب (وقف جبهة الإسناد) وإعادة سكان الشمال الإسرائيلي إلى مستوطناتهم، أم سيدفع طرفي المواجهة إلى حرب مفتوحة؟ هذا التقرير يُسلّط الضوء على الصحافة العبرية.

لم يعتد حزب الله على هكذا نوع من الاستهدافات طيلة مسيرته الجهادية على مدار أربعة عقود ونيف، بحيث تصاب فيه بعض شبكات اتصالاته مقتلاً. هذه من المحرمات، وأحد أبرز مرتكزاته الأمنية والعسكرية، ومن دونها يفقد الحزب قدرة القيادة والتحكم والسيطرة.

يقول المحلل العسكري عاموس هرئيل في “هآرتس”، “يبدو أن أحداً نجح في التسلل إلى داخل شبكة الاتصالات السرية للحزب، وأخفى في أجهزة الاتصال عبوة ناسفة، في وقت سابق، يمكن تشغيلها عن بُعد عند الحاجة. وتُعرف هذه العمليات في المنظومة السيبرانية، وفي إطار عمليات التخريب باسم “الزر الأحمر”. أي إن العملية مُعدّة منذ وقت طويل، ويمكن تفعيلها عندما يحين الوقت، ومفاجأة العدو مفاجأة كبيرة”.

ويضيف الكاتب، “بعد فترة من الإحباط استمرت عاماً تقريباً، لم تنجح إسرائيل في تحقيق الحسم في أيّ جبهة، وازداد الضغط على رؤساء المنظومة الأمنية من أجل تحقيق نتائج، ومعه ازداد الإغراء بانتهاج حلول هجومية، يكون تأثيرها مضموناً. هذا ما جرى عندما اغتيل كلٌّ من الجنرال الإيراني في دمشق (محمد رضا زاهدي)، وإسماعيل هنية، وفؤاد شُكر، ولدى قصف مرفأ الحُديدة في اليمن. كل هذه الأحداث حظيت بتأييد نسبي من الجمهور، وتفاخر (بنيامين) نتنياهو بها، لكن حتى الآن، لم تؤدّ إلى إحداث تغيير واضح في تطورات الحرب”.

وبعد ضرب شبكات اتصالات حزب الله واستشهاد العشرات وجرح الآلاف من عناصره، يقول هرئيل، “في الوقت الذي تعهّد نتنياهو للجمهور منذ وقت قصير أننا على بُعد مسافة قصيرة من النصر المطلق على “حماس”، يبدو الآن أننا قريبون من حرب واسعة النطاق ضد حزب الله. والحسم على كل الجبهات لا يظهر في الأفق”. ويختم “هل نُفّذت العملية التي أُعدت منذ وقت طويل في التوقيت الصحيح؟ وهل تريد إسرائيل ردع حزب الله عن الاستمرار في إطلاق النار على شمالها، وفرض تسوية عليه، تتضمن انسحاباً لقواته من الحدود اللبنانية أم أن الهدف هو جرّه إلى حرب»؟

بدورها، تقول أورنا مزراحي في مقالة لها في موقع “معهد دراسات معهد الأمن القومي”، “من السابق لآوانه معرفة ما إذا كان (السيد حسن) نصرالله، بالتعاون مع شريكته الكبيرة إيران (التي أصيب سفيرها في لبنان مجتبي أماني)، سيختار التمسك باستراتيجية الاستنزاف التي ينتهجها حتى الآن، والاكتفاء بردّ غير مسبوق، لكن محدود الحجم، لمنع التدهور نحو حرب واسعة النطاق، أم أن الحدث سيؤدي إلى تغيير استراتيجية الحزب الذي سيسعى لاستغلال الفرصة للمبادرة بنفسه إلى توسيع الحرب”.

أما يوسي ميلمان (الخبير الأمني) الكاتب في “هآرتس”، فيخشى وقوع الحرب بسبب ما قامت به حكومة نتنياهو تجاه لبنان، ويُحذّر من محدودية قدرة أنظمة الدفاع الجوي بطبقاتها الست – القبة الحديدية، ومقلاع داود، والسهم (حيتس)، والطائرات في مهماتها الاعتراضية الجوية، وأنظمة تعطيل الـGPS، وحتى إعادة تشغيل “شعاع الضوء” (نظام الاعتراض الصاروخي بواسطة الليزر الذي لا يزال في قيد التجربة). في وقوع الحرب، ويؤكد بأنه “ستواجه هذه المنظومات صعوبة في التعامل مع سماء مليئة بالصواريخ والقذائف والطائرات المسيّرة، وستكون حماية الجبهة الداخلية أمراً شديد الهامشية في أفضل الحالات. فالحرب ضد حزب الله في لبنان لن تكون مجرد ضربة سريعة وتنتهي، بل ستتطلب وجوداً عسكرياً واسع النطاق هناك، وتعني حرب استنزاف وحرب عصابات من النوع الذي عاشه الجيش الإسرائيلي في الجنوب اللبناني حتى انسحابه في سنة 2000”.

ويضيف الكاتب، إذا ما وقعت حرب متعددة الجبهات، فهذا يعني “أن إسرائيل قد تجد نفسها تقاتل في غزة ولبنان والضفة، وتتعرض للقصف الصاروخي من اليمن، وربما مواجهة الميليشيات الشيعية في هضبة الجولان، بدعم من إيران. تُعتبر هذه الحملة على عدة حدود فعلاً حرب وجود، بكل ما تحمله من معنى، على غرار حرب سنة 1948”.

وينقل الكاتب المقرب من أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية رونين بيرغمان عن “مصدر رفيع”، في مقالة له في “يديعوت أحرونوت” أن تحركاً عسكرياً ضد منظمة حزب الله، يجري في وقت وظروف مناسبين لإسرائيل “وليس عندما تكون ممزقة بين جبهتين، تحت التهديد الخطير المتمثل في تطوير جبهة أخرى في الضفة الغربية، ومن المحتمل أن تفتح جبهات أخرى النار في مواجهة أي هجوم إسرائيلي في لبنان”.

ويشير الكاتب نقلاً عن مصادر رفيعة المستوى في الجيش، وصفها الخطة العملياتية الحالية التي هدفها فرض تسوية سياسية على “حزب الله”، بأنها “مُحاكة حياكة فظة للغاية وخطيرة جداً مع احتمال الوصول إلى تدهور شديد”.(المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية).

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  حماس تغازل طهران وتصالح دمشق ولا تغادر الدوحة وأنقرة!
مهدي عقيل

أستاذ جامعي، كاتب لبناني

Download WordPress Themes
Download WordPress Themes
Download Premium WordPress Themes Free
Premium WordPress Themes Download
free download udemy course
إقرأ على موقع 180  حماس تغازل طهران وتصالح دمشق ولا تغادر الدوحة وأنقرة!