وقّعوا بيان “فلسطين تُقرّر وحدها.. لا وصاية على شعبها”

Avatar18025/10/2025
تحت عنوان "فلسطين تُقرّر وحدها.. لا وصاية على الشعب الفلسطيني"، أصدرت شخصيات فلسطينية مستقلة، اليوم (السبت) بيانًا صحفيًا أكدت فيه رفضها القاطع لأي وصاية أو إدارة دولية على قطاع غزة، معتبرة أن ذلك يُعدّ "شكلًا جديدًا من أشكال الاحتلال وتقويضًا لحقّ الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره".

وأكد البيان أن غزة “ليست كيانًا منفصلًا بل جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة”، مشددًا على أن الحل لا يكون بفرض وصايات أو إدارات انتقالية، بل بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي بكل أشكاله وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني. ودعا الموقعون إلى توحيد الصف الوطني، واستثمار التضامن الدولي الواسع مع غزة لمحاسبة الاحتلال على جرائمه، بدل البحث عن صيغ التفاف على الإرادة الفلسطينية. واختتم البيان بالتأكيد أن “غزة لن تُدار إلا بأيدي أبنائها، وأن السيادة الفلسطينية ليست موضوعًا للتفاوض أو الوصاية”.

وإضافة إلى التواقيع الفلسطينية على البيان، حظي البيان بتوقيع عشرات الناشطين والمثقفين والكتّاب من جنيسات عربية وأجنبية، على أن تستمر حملة التواقيع في الأسابيع والأشهر المقبلة.

وفي ما يلي النص الكامل للبيان:

“نثمّن نحن أبناء وبنات الشعب الفلسطيني صمودَ شعبنا العظيم في قطاع غزة، الذي واجه على مدى عامين متواصلين الإبادةَ الجماعيةَ والحصارَ والتجويعَ والدمارَ الشاملَ الذي مارسه الكيان الاستعماريّ الصهيونيّ بكل همجية، ونُقدّر الموقفَ الوطنيّ المسؤولَ لفصائل المقاومةِ.

سطّرَ أبناءُ وبنات شعبنا في غزة أروعَ صورِ البطولةِ والثباتِ في وجه محاولاتِ التهجيرِ والمشروعاتِ “الدوليةِ” بهدف اقتلاعِه من أرضه، وأثبتوا أنَّ المقاومةَ ليست خيارًا بل قدرُ شعبٍ يرفض الخضوع.

ومن هذا الصمود نستلهمُ موقفَنا وقرارَنا، ونعلنُ بكلّ وضوحٍ: لن يُكتب مستقبلُ فلسطينَ إلا بأيدي أبنائها الأحرار.

نعلنُ نحن أبناءُ وبنات الشعب الفلسطينيّ تصدينا المطلقَ لكلِّ أشكالِ الوصايةِ أو الانتدابِ أو الإدارةِ الدوليةِ المفروضةِ على غزة أو أيِّ جزءٍ من أرضِ فلسطين، تحت أيِّة تسميةٍ أو غطاءٍ سياسيّ أو إنسانيّ.

فما يُطرحُ اليوم من مشروعاتٍ أميركيةٍ عن تشكيلِ «مجلسِ سلام» لإدارةِ شؤونِ غزة أو فرض الوصايةِ على قرارِها ما هي إلا إملاءاتٌ استعماريةٌ لا تمتُّ للسلام بأيِّ صِلةٍ، وتستخدمُ لغةَ “وعدِ بلفور” الإجراميةَ لاستحضارِ سُبلِ السيطرةِ على حريةِ الشعوبِ وحقِّها في تقريرِ المصير.

وإمعاناً في الاستهتار نُصّبَ على رأسِ هذهِ المشاريعِ مجرمُ الحربِ البريطانيُّ توني بلير، وجاريد كوشنر ومجموعةٌ من اللصوصِ في محاولةٍ مكشوفةٍ لمصادرة القرارِ الفلسطينيِّ والتمثيلِ السياسيِّ الوطنيِّ، بهدفِ إعادةِ إنتاجِ الاحتلالِ بثوبٍ “دوليٍّ” جديد، وتوهّمَ أصحابُ هذه المشاريعِ أنهم قادرونَ على سلبِ شعبِنا حريّتَه وكرامتَه ووطنَه، واستكمال التهجيرَ استغلالاً للدمارِ الذي مَوّلوه وسلَّحوه هم أنفسهم، ولاستخدام من تبقّى عمالًا في مشاريعَ استعماريةٍ أوسع.

ونؤكد أنَّ أيَّ وجودٍ أجنبيٍّ عسكريٍّ أو إدارةٍ مدنيةٍ دوليةٍ على الأراضيِ الفلسطينيةِ، وتحديدًا في قطاعِ غزة، هو وجودٌ عدوانيٌّ غيرُ شرعيٍّ، ويُمثّل امتدادًا مباشرًا للاحتلال مهما اختلفت الشعاراتُ أو التفويضات.

كلُّ قوّةٍ أجنبيةٍ تطأُ أرضَنا ستُعاملُ قوّةَ احتلالٍ معاديةٍ، ويُعدّ التصديُ لها حقًا وطنيًا مشروعًا ومكفولًا بكافةِ أشكالِ المقاومة.

يعتبرُ الموقعونَ/ات أدناه أنَّ كلَّ من يشاركُ أو يسهّلُ أو يباركُ أيَّ مشروعٍ لإدارةٍ دوليةٍ أو وصايةٍ أجنبيةٍ على غزة أو أيِّ جزءٍ من فلسطين، يضعُ نفسه خارجَ الصفِّ الوطنيِّ وخارجَ الشرعيةِ الفلسطينيةِ.

ونعلنُ أنَّ أيَّة حكومةٍ أو إدارةٍ تُقامُ تحت إشرافٍ أجنبيٍّ أو برعايةٍ “دوليةٍ” تُعدُّ كيانًا تابعًا للاحتلال، ويتعامل معها شعبنا في كل مكان ومقاومته كجزءٍ من المنظومةِ المعاديةِ لحقوقِ شعبِنا العظيم .

يُحيّي الموقعونَ/ات الأحرارَ في العالمِ- من أحزابٍ ونقاباتٍ وحركاتٍ ومنظماتٍ ومجتمعاتٍ مدنيةٍ- الذين ظلّوا مستنفِرين في الشوارعِ لمدّةِ عامين يعبرونَ عن الغضبِ تجاهَ جرائمِ الإبادةِ والتواطؤِ الاستعماريِّ بحقِّ الشعبِ الفلسطيني، والذين ساهموا في عزلِ العدوِّ وراعِيه. ونهيب بهم ألاّ ينخدعوا بألفاظِ «السلامِ الاستعماري»، وندعوهم إلى استمرارِ وتصعيدِ حراكِهم الجادِّ لوقفِ مشروعاتِ إعادةِ إنتاجِ الاحتلال، ومحاسبةِ مجرمي الحربِ الإسرائيليين على جرائمِ الإبادةِ في غزة، وتوسيعِ مساحاتِ المقاطعةِ العالميةِ للكيانِ الإباديِّ والشركاتِ الدوليةِ الداعمةِ له ونزعِ الشرعيةِ عنه.

إنّ أيَّة مبادرةٍ لا تُفضي إلى الانسحابِ الإسرائيليِّ الكاملِ من قطاعِ غزة ورفعِ الحصارِ عنه وإطلاقِ سراحِ كافةِ الأسرى والمختطفين في سجونِ الاحتلال، والبدءِ الفوريِّ بإعادةِ الإعمارِ لن يكتب لها النجاح ولتدرك الدولُ أنَّها مبادرةٌ تهدفُ فقط إلى إنقاذِ إسرائيلَ من هزيمتِها في غزة وعزلتها الدولية، وتمهيدِ الطريقِ لإعادةِ إدماجِ القتلةِ والمجرمينَ في المجتمعِ الدوليّ.

لا انتدابَ، لا وصايةَ، لا إدارةً أجنبيّةَ، لا مساومةَ على الحريةِ. فلسطينُ تُدارُ فقط بإرادةِ أبنائها ولمصلحتِهم. إنّ أيَّ وصايةٍ أجنبيةٍ هي احتلال، وأيُّ اتفاقٍ استعماريٍّ ينتقصُ من حقوقِنا هو طعنةٌ في قلبِ الوطن، وسنواجهه معًا بكلّ الأدوات.

النصر لشعبنا ومقاومته

الخلودُ للشهداءِ،

الحريةُ للأسرى،

والسيادةُ لشعبٍ لا يركع.

نرجو توقيع البيان ومشاركته على أوسع نطاق.

فلسطين؛ تشرين الأول/أكتوبر 2025“.

(*) المُوقّعون/ات:
https://docs.google.com/spreadsheets/d/1c9LyzuHutqioOg8aQ0HX7U9Kv60qSLXcJ2IIsntRmz8/edit?usp=sharing

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  هل يكون رد "المحور" مُشتركاً على الإغتيالات الإسرائيلية في بيروت وطهران؟
Avatar

Download WordPress Themes Free
Download WordPress Themes Free
Download Nulled WordPress Themes
Download Nulled WordPress Themes
udemy paid course free download
إقرأ على موقع 180  أنس الشريف في نصّين.. الصحافة من مهنة إلى شهادة