يُنْظَرُ إلى الدّولة في الفكر السياسيّ الحديث باعتبارها الإطار الجامع الذي ينظّم العلاقات داخل المجتمع، ويمنحها طابع الشّرعيّة والاستقرار.
يُنْظَرُ إلى الدّولة في الفكر السياسيّ الحديث باعتبارها الإطار الجامع الذي ينظّم العلاقات داخل المجتمع، ويمنحها طابع الشّرعيّة والاستقرار.
في أعقاب "طوفان الأقصى" في خريف العام 2023، لم تعد إسرائيل تكتفي بمراجعة إستراتيجيّتها الأمنيّة؛ بل شرعت في عملية إعادة بناء هندسةٍ كاملةٍ لدولتها من الدّاخل، بما في ذلك عقيدتها العسكرية، وذلك في خدمة رؤيةٍ أمنيّةٍ جديدةٍ متطرّفةٍ لا مكان فيها للخطوط الحمر التقليديّة التي كانت راسخة قبل السابع من أكتوبر.
العلاقة بين القانون والأخلاق هي واحدةٌ من أكثر القضايا إثارةً للجدل في الفكر الإنساني. من ناحية، يُنظَر إلى القانون على أنه الحارس الأمين للقيم الأخلاقية. ومن ناحيةٍ أخرى، قد يتحوّل القانون إلى أداةٍ قمعيةٍ تفرض قيمًا معينةً وتكمّم الأفواه بحجة الحفاظ على الأخلاق. إنّ فهم هذه الحدود الفاصلة ليس مجرّد تمرينٍ أكاديميّ، بل ضرورةٌ حيويةٌ حتى يخدم القانون العدالة والحرية، لا أن يصبح غطاءً للاستبداد.
في التجربة اللبنانيّة، يتجلّى نمطٌ من الممارسة السياسيّة يمكن وصفه بالطفولة السياسيّة، حيث تتحوّل السياسة إلى تكرار محفوظاتٍ وخطاباتٍ جاهزةٍ بدل أن تكون مساحةً لإبداع مشاريع تأسيسيّة أو تسويات سياسية. كثير من الفاعلين يتعاملون مع الساحة السياسيّة كمسرحٍ للأدوار الرمزيّة: يكفي أن يشغل الفرد موقعاً على الخريطة السياسيّة، حتى لو كان هامشياً، ليحسّ بفاعليةٍ رمزيّةٍ. هذا الحضور يبقى ناقصاً لأنه لا يتضمّن القدرة على المبادرة أو صياغة رؤيةٍ مؤسّساتيّةٍ جديدةٍ.
في عالمٍ يتّسم بتعدّد الثقافات واللغات والقصص، يُطْرَحُ سؤالٌ أساسيٌّ حول كيفيّة تمثيل الشعوب والهويّات المختلفة في الأدب، والإعلام، والسياسة. هذا السؤال قاد الكاتبة النيجيرية شيماماندا نغوزي أديتشي إلى صياغة مفهوم "خطر الرواية الواحدة" في محاضرتها الشهيرة على منصة (TED 2009). لكنّ هذا المفهوم، وإن نشأ من تجربةٍ ذاتيّةٍ وثقافيّةٍ خاصة، سُرعان ما تجاوز سياقه المحليّ ليغدو عدسةً نقديةً لفهم آليات إنتاج الصور النمطيّة وتعميمها عالمياً.
لطالما شكّل الشريط الحدوديّ الجنوبيّ في لبنان أكثر من مجرّد خطٍّ فاصلٍ على الخريطة؛ فقد كان عبر عقودٍ طويلةٍ فضاءً اجتماعياً واقتصادياً غنياً، حيث تتشابك حياة السكان مع تفاصيل المكان بشكلٍ عضويٍّ. هذه القرى والبلدات لم تكن مجرّد مواقع سكنية، بل كانت مساحاتً يوميةً تُمارَسُ فيها الزراعة، وتُبنى فيها روابط القرابة، وتُحيَى فيها الطقوس الاجتماعية والدينية.
في الجزء الأول، ركّزنا على دور وخطاب الحركات اليسارية الراديكالية التي ظهرت في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين؛ في الجزء الثاني، إستعرضنا سبع حركاتٍ يساريةٍ راديكاليةٍ بارزة في أوروبا وأميركا، مع التركيز على خصوصية كل منها في سياقها المحلّيّ وتأثيرها على المشهد العالميّ. في الجزء الثالث والأخير (اليوم)، أتناول تجارب الجيش الجمهوري الإيرلندي، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجيش الأحمر الياباني.
في الجزء الأول من هذا البحث، حاولنا تحليل دور وخطاب الحركات اليسارية الراديكالية التي ظهرت في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، فضلاً عن أسباب نشأتها والسياقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ساهمت في تشكيل هذه الظاهرة العالمية؛ وفي هذا الجزء (الثاني)، نستعرض سبع حركاتٍ يساريةٍ راديكاليةٍ بارزة، مع التركيز على خصوصية كل منها في سياقها المحلّيّ وتأثيرها على المشهد العالميّ.
هذا البحث هو تحليل معمّق في دور وخطاب الحركات اليسارية الراديكالية التي ظهرت في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، مستكشفًا أسباب نشأتها وتأثيراتها. متناولًا السياقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ساهمت في تشكيل هذه الظاهرة العالمية، مع التركيز على دراسات حالات مفصّلة لمنظمات محددة.
من يملك حق تشكيل الجسد ليس ككيان بيولوجي بل كنص ثقافي؟ هذا أحد أكثر الأسئلة إلحاحًا في الفلسفة وعلم الاجتماع المعاصر. فمنذ أن صاغ ميشيل فوكو مفهومه الثوريّ عن "الجسد كسطح لكتابة السلطة" في كتابه "المراقبة والمعاقبة" (1977)، انفتح الباب أمام تحليلات تكشف كيف تتنازع أربعة فواعل رئيسية: الدولة، الدين، السوق، والفرد، على حقّ تشكيل هذا الكيان الإنساني الأساسي.