في مقالٍ سابقٍ تناولت انقسام العالم والمجتمعات إلى طابقين: علوي وسفلي. الأول يُمكن الهبوط منه إلى الطابق الأسفل، وأفضل مثال على ذلك هو ما حصل ويحصل في فلسطين المحتلة، وأيضاً الثاني يُمكن الصعود منه إلى الأعلى وثمة أمثلة كثيرة عليه..
في مقالٍ سابقٍ تناولت انقسام العالم والمجتمعات إلى طابقين: علوي وسفلي. الأول يُمكن الهبوط منه إلى الطابق الأسفل، وأفضل مثال على ذلك هو ما حصل ويحصل في فلسطين المحتلة، وأيضاً الثاني يُمكن الصعود منه إلى الأعلى وثمة أمثلة كثيرة عليه..
في مقالة سابقة ذكرنا أنّه لا يوجد على مستوى العالم إلا اليمين الليبرالي واليسار الليبرالي، أي أن جميع البلدان باتت تتبع طريق الليبرالية الاقتصادية، وبالتالي اندمجت تحت سماء العولمة الليبرالية كل مفاهيم وتجارب اليمين واليسار.
أجد أنه من المضحك جداً الحديث عن اليسار واليمين في السياسة وبخاصة في الاقتصاد. إن الاعتقاد الدائم بوجوب التمييز بين الحركات السياسية التي تدعي أنها يمينية أو يسارية أصبح بلا معنى. يسري ذلك على من يُصنِّف أو يُقسِّم البلدان أو الشعوب بين تقدمية يسارية وليبراليية يمينية.
فشل حزب "التجمع الوطني" (RN) اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان في تأكيد النجاحات التي حقّقها في الانتخابات الأوروبية وفي الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية المسبقة. ونظراً لعدم وجود «أكثرية صريحة» في تشكيلة الجمعية الوطنية الجديدة، يُواجَه "التجمع" بأسئلة كثيرة حول الأسباب التي كلّفته النصر المُعلن سابقاً بثقة وتعالٍ كبيرين.
الذين يتوثبون شاشات وصفحات الإعلام للتنديد بحصول "التجمع الوطني" (RN) على أكثرية أصوات الفرنسيين، أكان ذلك في الانتخابات البرلمانية الأوروبية الأخيرة أم في الدورة الأولى للسبق البرلماني في فرنسا، هؤلاء أصاب العمى بصيرتهم أو استفاقوا متأخرين بعدما وجدوا أنفسهم على شفير الهاوية. كل من يقول أنه فوجئ يكون قد وضعه نفسه ضمن هذه الفئة أو تلك.
عندما قرّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حل الجمعية الوطنية، إنما قرّر أن ينظر فقط إلى الساحة الداخلية، لينقلب السحر على الساحر. نعم، انقلبت السياسة الداخلية رأساً على عقب ولكن ليس لمصلحة الأكثرية التي كانت تلتف حول ماكرون.
تشهد فرنسا بعد أيام قليلة انتخابات مهمة جداً. السؤال لمن يُصوّت اللبنانيون المجنسون وهم يشكلون جالية لا بأس بها؟ وهل يُسقطون خلافاتهم الموروثة من لبنان على هذه الانتخابات؟
نسمع دائماً عن نظرية الـ«دومينو» للإشارة إلى تدحرج مواقع أو.. دول نتيجة سقوط موقع أو دولة مثلما تكر السبحة.
ما يحصل في الجنوب اللبناني مؤشر له أهمية كبرى تتجاوز "المناكفة" في لبنان بين مؤيدي حزب الله ومعارضيه، كما في إسرائيل بين سكان شريط مستوطنات الشمال والحكومة أو الجيش.
ليس من الضرورة أن يكون المتابع للأحوال في فرنسا خبيراً متخصصاً في علوم الاتصال والتواصل حتى يُدرك أن لحظة هجوم حركة "حماس" في 7 تشرين الأول/أكتوبر والحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة على غزة شكّلت لحظة تحول جذري في ساحة الاعلام الفرنسي، بوسائله كافة من مرئية ومسموعة ومكتوبة ورقمية عبر مواقع التواصل.