
رأينا في الحلقة السابقة كيف أن الصين محصورة وراء سلسلة من الجزر التي تمنعها من الانطلاق جنوباً عبر بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي. وكما ذكرنا فإن تاريخ الامبرطورية الصينية مرتبط بوسط آسيا الذي هو البعد الطبيعي لتمددها.
رأينا في الحلقة السابقة كيف أن الصين محصورة وراء سلسلة من الجزر التي تمنعها من الانطلاق جنوباً عبر بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي. وكما ذكرنا فإن تاريخ الامبرطورية الصينية مرتبط بوسط آسيا الذي هو البعد الطبيعي لتمددها.
نسمع ونقرأ أن الصين «تتوجه» جنوباً، وترسل أساطيلها نحو بحار الجنوب، وتنادي بسيادتها على كامل «بحر الصين الجنوبي وقسم من بحر الصين الشرقي». لنعرف أولاً أن هذه تسمية «بحر الصين الشرقي» هي تسمية جغرافية، وليست مرتبطة بدولة الصين، ذلك أن البحارة الأوائل كان يطلقون اسم الصين على كل المناطق التي يتواجد فيها «سكان عيونهم مائلة» ويشيرون إليهم بالـ «صينيين»!
إن الأرقام التي تدور حول انجازات الصين مذهلة وتسبب نوعاً من الصداع. عدد السكان، يليها تعداد الانجازات الصناعية والاقتصادية، ثم بعد ذلك يأتي التحدي الذي تشكله الصين للولايات المتحدة. هذا الذهول والإعجاب ليس منحصراً فقط في العالم العربي والعالم الثالث حيث "كانت الصين" قبل أن يرتفع نجمها في سماء الإعلام، بل يطال أوروبا وأميركا أيضاً. نقول الإعلام لأن الميديا ساهمت بشكل مباشر في صقل صورة الصين وتلميع انجازاتها الاقتصادية. وقد ساهم الاسم السحري "طريق الحرير" الذي أطلق على مشروع الصين للوصول إلى أسواق العالم، في إضفاء بعد خيالي على هذا الواقع الإعلامي.