الأرض مستديرة محدودة الحجم والمساحة، ما يعني أنها محدودة الموارد. تراكم الثروة غير محدود، ذلك أن جشع الرأسمالية غير محدود. تعتبر الرأسمالية وجودها مهدداً عندما تتوقف الثروة عن النمو، مهما بلغ قدرها.
الأرض مستديرة محدودة الحجم والمساحة، ما يعني أنها محدودة الموارد. تراكم الثروة غير محدود، ذلك أن جشع الرأسمالية غير محدود. تعتبر الرأسمالية وجودها مهدداً عندما تتوقف الثروة عن النمو، مهما بلغ قدرها.
قفز قاربٌ من قارب. واحدهما يغرق، فهو للموت، وثانيهما وطن للحياة، لكنه يغرق أيضاً. لا نعرف أيهما للموت وأيهما للحياة. لا نريد أن نعرف بسبب الكِبَر (من كبرياء). نحن نتغافل عن الحقيقة التي بشّرنا بها أحد المسؤولين الكبار منذ سنتين، بأننا في جهنم أو نحن واصلين إليها.
قال المتنبي في مدح سيف الدولة: فإنْ تَفُقِ الأنامَ وأنْتَ مِنهُمْ/ فإنّ المسكَ بَعضُ دَمِ الغزالِ
نظام يسرق أبناءه داخل البلد ويدافع في الوقت عينه عن حقوق البلد تجاه العدو الإسرائيلي والوسيط الأميركي الصهيوني. لا يدري المرء أيهما المأساة وأيهما الملهاة، أم أنهما شيء واحد في التشابه لدى نظام يريد المزيد من الموارد عبر الصراع مع الخارج، كي تصير الموارد داخلية، ليسرقها مرة أخرى.
تمر مجتمعاتنا بمرحلة خلاعة ثقافية لا سابق لها. هذه المرحلة ليست مقترنة بنهوض سياسي، ولا حتى أخلاقي، ولا اجتماعي؛ هي انحلال المجتمع الذي يتجلى في انحلال قيمه لا بمعنى زوال المعايير بل تضاربها، وتناقضها، وتشوّش الرؤية فيها، وانعدام البصيرة، واختفاء الدافع الذاتي، أو ما يسمى الضمير، واعتماد نظريات في الاقتصاد والاجتماع والسياسة والدين تتناقض داخل كل منها، لا تناقض الحيوية الديالكتيكية بل الاختلاف مع التجاور لأشلاء من كل نظرية في أي مجال ذكرناه.
التكافؤ مع العدو الامبريالي يتحقق بالنهوض الاجتماعي، أي الثقافي والسياسي. وذلك يُمنع بالتحنيط الفكري، والمحافظة على ايديولوجيا سلفية، واتخاذ أساليب في السياسة تمنع الجمهور من المشاركة في المجال العام وتدعم الديكتاتورية والطغيان، بما في ذلك الأنظمة الدينية.
الولايات المتحدة الأميركية امبراطورية تحكم العالم. الحكم عشوائي. ما يُسمى القانون الدولي هو الإرادة الأميركية. هذه لا تخضع إلا للقوانين الأميركية. أي معاهدة مع دولة أخرى لا تصير نافذة إلا إذا صوّت عليها الكونغرس بمجلسيه. فتصير المعاهدة قانوناً أميركياً.
أن يزول العرب وتبقى لغتهم حية، سؤال مبرر بسبب ما يتعرّض له العرب من تمزقات وشرذمات وحروب جديدة بتمويل مال النفط والتدخلات الامبريالية العظمى والعظيمى. في بعض الدول العربية، عاد الاحتلال بشكل الاستعمار القديم، ويشتد في بعضها الآخر النفوذ الأجنبي بشكل الاستعمار الجديد، وبعضها الآخر تمزقه الحروب الأهلية.
في لبنان، كما في كل أنحاء العالم، نظام رأسمالي يسيطر على الأرض والناس، ويعشعش في كل دماغ. هو نظام استلاب معنوي ومادي. يسلب الإنسان المعنى فيصير الى التفكير في الموت، وهذا يتودد الى الدين. يسلب الإنسان ثمرة شغله فيلجأ الى الدين أيضاً.
منذ أسابيع يتكرر على محطة تلفزيونية إعلان موضوع لجمعية المصارف، فحواه أن المصارف ضرورية للاقتصاد اللبناني. أخطر ما في الإعلان تهديد بأن زوال المصارف، أو انهيارها، فيه زوال للبنان. ما أُهين اللبنانيون بقدر ما تقصّد الإعلان إهانتهم. وقد تجاوزت المصارف حدود التهذيب بفظاظة وقحة واحتقار للمجتمع بأسلوب غير مسبوق.