
خلفت تجاربي مع الميادين أحاسيس وعلاقات تجمع بين الأبهة والفخامة والعظمة والزعامة والنظافة والقوة والوطنية والجيوش الجرارة والخطب الرنانة والفراغ المهيب والازدحام المخيف والتاريخ الذي لا يغيب والأضواء الكاشفة والفن الجميل.
خلفت تجاربي مع الميادين أحاسيس وعلاقات تجمع بين الأبهة والفخامة والعظمة والزعامة والنظافة والقوة والوطنية والجيوش الجرارة والخطب الرنانة والفراغ المهيب والازدحام المخيف والتاريخ الذي لا يغيب والأضواء الكاشفة والفن الجميل.
عاشت البشرية حوالي القرن، أو أقل قليلاً، في ظل مرحلة نشأنا على تسميتها بمرحلة "السلم الأمريكي". الزعم سائد بأن هذه التسمية مدينة بابتكارها لصاحب إحدى أشهر مجلات القرن الماضي، وهي مجلة "لايف" الأمريكية.
قضيتُ جُلَّ العمر بين الدبلوماسية والصحافة، أي بين تنفيذ السياسة والتعليق عليها. تعلّمتُ الكثير خلال ممارسة المهمتين ولكنني الآن وقد قاربت نهاية المشوار أشهد بأن أقسى وأصعب ما تعلّمت كان ما تعلّمته عن ممارسات إسرائيل وبخاصة ما تعلّمناه مؤخراً ونتعلّمه الآن على يد المعلم بيبي نتنياهو وجماعته.
كانت نيتي أن أجمع تجاربي مع المقاهي الداخلية والخارجية في مكان واحد. لم يسعفني المكان الواحد. ضاق عن استضافة جل ما تذكرت فاخترت مجبراً أن أكتب عن التجارب الداخلية الآن لتلحق بها الخارجية في تاريخ مقبل.
يُفكّرون ويكتبون عن اليوم التالي للحرب ضد الفلسطينيين. ونحن من هؤلاء. آخرون خطّطوا ونفذّوا، أو مستمرون في تنفيذ الخطط، ليأتي اليوم التالي متوافقا مع أهدافهم وأطماعهم وربما أيضاً مع أساطيرهم. عادة في مثل هذه الحروب يلعب العالم من حولها دوره في إحباط هذه الخطط أو في تسهيل تنفيذها وتحقيق أهدافها.
أكتب هنا عن قمم الجبال في حياتى؛ قممٌ صادفتنى وقممٌ سعيت إليها، قممٌ تأثرت بها وقممٌ علمتني الكثير، وكلها، على عكس قمم البشر، لم تتأثر بوجودي سواء كنت مقيما عند سفحها أو صاعدا نحوها أو مستقرا في حضنها.
علّموني أن الحرب العالمية الأولى كانت وراء رسم حدود دول كثيرة في منطقتنا. علّموني أيضاً أن حرباً عالمية ثانية كانت وراء تثبيت هذه الحدود التي رسمتها الحرب العالمية الأولى. استدعى التثبيت أن تقوم منظمة إقليمية تستند إلى شرعيتين، شرعية التميز في الهوية عن الهوية العثمانية وشرعية إرادة القوى الاستعمارية المنسحبة من الإقليم كنتيجة حتمية لحرب عالمية ثانية. بمعنى آخر، كانت الحرب العالمية سبباً وراء رسم خريطة سياسية مختلفة للشرق الأوسط، وكانت حربٌ عالميةٌ أخرى سبباً وراء إقامة جامعة الدول العربية كمنظمة إقليمية ولكن عربية بوظيفة تثبيت الحدود السياسية المقررة للدول أعضاء هذه المنظمة.
أسبابٌ كثيرةٌ سوف تكون وراء ضرورة اهتمامنا، نحن العرب والمصريون بينهم، بدول أمريكا اللاتينية. أكتبُ بصيغة المستقبل وأنا مدركٌ لشدة انشغالنا بتطورات غير مسبوقة في منطقتنا. أكادُ أعمّمُ فأجزمُ بأنه لا توجد في المنطقة العربية دولة لا تواجه تحديات تتفوق على قدراتها الفاعلة وإمكاناتها المعبّأة مما يجعلها غافلة في اللحظة الراهنة عن أهمية أمريكا اللاتينية في حسابات المستقبل.
كنت في السادسة من عمري عندما أنجبت كل من أمي وشقيقتي مولودا جديدا، وكان في الحالتين أنثى. الأكبر فيهما بشهور قليلة كانت شقيقتي الجديدة وسميت نبيلة، والأخرى اختاروا لها اسم أميرة. بما أنني لم أكبرهما بسنوات عديدة تحدد لي دور. تقرر لي في السنين الأولى أن نلعب سويا ومعنا مشيرة الشقيقة الأكبر لأميرة بسنتين، وفي سنين المراهقة أن ندرس ثلاثتنا سويا في غرفة درس واحدة في بيت شقيقتي حين كان البيت في شارع الفلكي وبعده في الدقي وبعدهما في شارع خيرت.
كثيرٌ جداً ما فعلته حرب غزة بنا وبغيرنا، وأكثر منه تكشف عنه الأيام يوماً بعد يوم. كله، على كل حال، أثار ويثير جدلاً، وسوف يثير المزيد مع مرور الوقت. من الآن نختلف في ما بيننا. نختلف في صمت غالباً ولكن نختلف بانفعال أحياناً. أشاهد فضائيات عربية وأعجب لفداحة الاختلافات ليس بين بعضها البعض بقدر ما هو بين شهر وآخر وأحيانا بين نشرة وأخرى.