
أعود راضياً إلى قناعة تولدت في شيخوختي المبكرة عندما اكتشفت في أطفالنا مصدراً للحكمة وتفسيراً أو تبريراً لبعض تصرفاتنا.
أعود راضياً إلى قناعة تولدت في شيخوختي المبكرة عندما اكتشفت في أطفالنا مصدراً للحكمة وتفسيراً أو تبريراً لبعض تصرفاتنا.
في سفر أشعيا (49/23) أن الرب أمر كل أجنبي إذا لقي يهودياً أن يسجد له على الأرض ويلحس غبار نعليه. وفي سفر التثنية "وقد اختارك الرب لكي تكون له شعباً خاصاً فوق جميع الشعوب".
أن تعيش العمر ممتناً لطفولة سعيدة، أن تُقدّر بأغلى المعايير صدفة أن تولد في عائلة ممتدة، أن تتعرف مبكراً على حضن الجدة والخالات وتذكره إلى نهاية المشوار وكأنه حدث بالأمس.
شبّت مراهقتي في مصر على سنوات رخاء أعقبت مرحلة الحرب العالمية الثانية.. وهذه بعض قصص علاقتي بمقاهي القاهرة والإسكندرية وبورسعيد.
استقبلني عند سلم الطائرة في مطار شامبينو، نبيل العربي الصديق والملحق السياسي بالسفارة المصرية ليصطحبني مع عائلتي الصغيرة إلى فندق متواضع في أحد أزقة وسط العاصمة الإيطالية لنقضي فيه بضعة أيام في انتظار إيجاد شقة مناسبة في حي غير سياحي. ودّعني بعد إنهاء إجراءات التسجيل على وعد أن يعود في صباح اليوم التالي ليقلني إلى حيث يوجد مقر سفارتنا. حضر مبكراً واستأذن أن نتوقف معاً في مقهى بعينه تعوّد أن يتناول فيه إفطاره كل صباح.
أتيحت لي فرصة استدراج الآراء حول التوصيف المناسب لمواقف عديد الأطراف من المشروع الذي أقسم بنيامين نتنياهو وحكومته وبعض حلفائه على تنفيذه في الشرق الأوسط وجاري بالفعل تنفيذه بتكلفة مادية وبشرية باهظة. تجمعت عندي أوصاف كثيرة لهذه المواقف بعضها غير لائق تكراره وبعض آخر يعكس حيرة وارتباك وبعض ثالثٍ راضٍ ومؤيد مع تحفظ وبعض رابعٍ راضٍ ومؤيد بدون قيد أو شرط.
خلفت تجاربي مع الميادين أحاسيس وعلاقات تجمع بين الأبهة والفخامة والعظمة والزعامة والنظافة والقوة والوطنية والجيوش الجرارة والخطب الرنانة والفراغ المهيب والازدحام المخيف والتاريخ الذي لا يغيب والأضواء الكاشفة والفن الجميل.
عاشت البشرية حوالي القرن، أو أقل قليلاً، في ظل مرحلة نشأنا على تسميتها بمرحلة "السلم الأمريكي". الزعم سائد بأن هذه التسمية مدينة بابتكارها لصاحب إحدى أشهر مجلات القرن الماضي، وهي مجلة "لايف" الأمريكية.
قضيتُ جُلَّ العمر بين الدبلوماسية والصحافة، أي بين تنفيذ السياسة والتعليق عليها. تعلّمتُ الكثير خلال ممارسة المهمتين ولكنني الآن وقد قاربت نهاية المشوار أشهد بأن أقسى وأصعب ما تعلّمت كان ما تعلّمته عن ممارسات إسرائيل وبخاصة ما تعلّمناه مؤخراً ونتعلّمه الآن على يد المعلم بيبي نتنياهو وجماعته.
كانت نيتي أن أجمع تجاربي مع المقاهي الداخلية والخارجية في مكان واحد. لم يسعفني المكان الواحد. ضاق عن استضافة جل ما تذكرت فاخترت مجبراً أن أكتب عن التجارب الداخلية الآن لتلحق بها الخارجية في تاريخ مقبل.