آدم كنعان, Author at 180Post

George-Abdullah.jpg

ثمة خيط رفيع بين حرية جورج عبدالله ورحيل زياد الرحباني. الأول، لا يملك في أولى ساعات حريته إلَّا قاموس فلسطين وغزتها الجريحة. الثاني قرّر، أن يتوقف عن الكلام والعلاج والدواء منذ 18 شهراً، تاريخ "الطوفان". لماذا فعلت ذلك يا زياد؟ جوابُه المُضمر: فلسطين، بحسب رواية ثلة المقربين منه حتى أيامه وساعاته الأخيرة. في زمن الالتباسات، سأتحدث عن جورج عبدالله وربما تكون لنا عودة لاحقة إلى زياد الرحباني.

1212121212121212.jpg

ثمة ما يُحضَّر في الخفاء. جيوش الإعلام والثقافة وصناعة الوعي تحتشد على الجبهة المعادية. الغاية: إعادة إعمار الكيان بعد ارتكابه جريمة الإبادة الجماعية. إعمارٌ ليس على مستوى البنيان، بل على مستوى الصورة. إعادة تأهيل صورة "إسرائيل" حتى تعود كما كانت؛ قاعدة متقدمة لحماية المصالح الجيوسياسية الغربية في المنطقة. بعد أكبر جريمة عرفها التاريخ، يُصبح السؤال: هل أصبحت الإبادة ممكنة في أي وقت وأي مكان، تُشرّعها مؤسسات ونظم وأيديولوجيات تحكم العالم وتتحكم بمصائر الشعوب؟ 

800-4.jpg

لم تكن محطة السابع من أكتوبر كما يحلو لإعلام الهزيمة أن يصفها "عملية فدائية عالية الكلفة" ولا "مغامرة غير محسوبة العواقب". إنها انعطافة نوعية في مسار التاريخ، وبدء رحلة الخروج من الزمن الصهيوني إلى زماننا نحن. خلق "الطوفان" معطيات جديدة ووقائع راسخة، ومتغيرات سريعة، تحتاج جميعها إلى القراءة والتحليل بوعي تاريخي حاد، متأصل في ثقافة الممكن والإيمان بحتمية الانتصار.

222222.jpg

يقول لنا التاريخ إنه في المعارك الوطنية، وأقصد تحديداً معارك التحرير، ليس بالضرورة أن يكون مسارك ثابتاً، لكن أبعد من معادلة الربح والخسارة، لا بد أن تكون حريصاً على عدم هزيمة وعيك. هنا المقتلة؛ لذا لا أولوية تتقدم على أولوية البرنامج الوطني، على أن يتناول كل أبعاد وعناصر قضيتنا الوطنية، من سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية واجتماعية وثقافية وتربوية واعلامية إلخ..