خولة مطر, Author at 180Post

سلايدر.jpg

.. والعام يعتزم الرحيل أو يوصد أبوابه ويرحل، يترك لنا مساحات مكتظة بصور من المذابح المتنقلة من بيت لبيت، وشارع لشارع، ومدرسة لمدرسة، ومستشفى لمستشفى، وجامع لجامع آخر، وكنيسة لأخرى، وهكذا تطارد صواريخهم وأدواتهم «الحديثة والذكية جدا!» كل الأرواح الواقفة فى وجهها بلا سلاح سوى ربما اليقين أن الحق معهم.

كاريكاتور-ناجي-العلي-267.jpg

فى اليوم الخامس والثلاثين من حرب الإبادة الصهيونية على غزة اجتمع العرب والمسلمون! نعم سيُدوّن التاريخ بعد أكثر من 35 يوما من الإبادة ومن القذائف التى طاردت الأرواح البريئة حتى فى غرف العناية المركزة بالمستشفيات أو فى حديقة المستشفى التى تحولت إلى ملجأ جديد، بعد كل ذلك دعا القادة إلى اجتماع «طارئ»! ومستعجل أيضا! ربما تغيرت مفاهيم ومعانى هذه المفردات حتى العربية منها.. "ربما»!

خولة.jpg

تُواصل الليل بالصباح، وأنت تُردّد على الآخرين، وهم فى مجملهم أصدقاء مقربون وأعينهم وقلوبهم على فلسطين ودمعهم وغضبهم متساوون معك، إلا أنهم ونحن بشر وما يجرى منذ أكثر من شهر هو بعيد عن أى وصف كان، لا تفى به كلمة مجزرة ولا حتى إبادة.. كلها تتهالك أمام عين محمد وعائشة وكل أطفال غزة وهم ينظرون نحونا جميعا.. نحونا كلنا ليس كعرب ومسلمين ومسيحيين ويهود بل كبشر قبل أى أمر آخر، فغزة عرّتنا جميعا دون استثناء كعرب ومسلمين وكبشر أيضا وهو الأهم.

سلايدر-13.jpg

الأيام تتشابك وتتحد مع الليالى، والموت فى غزة لا يتوقف ووجوه الأطفال ــ صبيانا وبنات ــ تذرف الدم كثيراً، والوجع المتنقل بين ساق بترت وعين خلعت ويد قذفت بعيداً فراح يبحث عنها المسعفون بين الأنقاض، وصور لحياة كانت هنا مليئة بالفرح والحب وكثير من الدفء.

elaosboa20947.jpg

هي الحرب، نعم كرّروها وما زالوا حتى آخر مقالة لهم وهناك سيل منها. وهي أيضا نتيجة لـ«الحيوانات البشرية» القاطنة غزة كما سماها وزير الحرب الصهيوني يوآف جالانت، هي أصلا كيان لا يعرف سوى الحرب والموت والدمار والدماء.. كثير منها والأشلاء الندية لأطفال غزة وفلسطين.

123.jpg

لم يكن محمد حسنين هيكل أو الأستاذ هيكل شخصية إعلامية وصحفية عربية تخطت حواجز الحدود الجغرافية واللغوية والفنية البحتة، تلك التى يمتهنها الصحفيون العالميون وهم قلة وفى تناقص مستمر. ولم يكن من الشخصيات التى يتفق معها الكثيرون فى الآراء والمواقف. وقد يختلف معه كثيرون من «أهل الكار» عشاق مهنة المتاعب ولكنهم لا يستطيعون أن يوصموه بصفة الصحفى العادى كما كثيرون من المعتدين على المهنة اليوم أو حتى من يدعون الاحتراف وأحيانا يبالغون فى تملقهم وكأنهم مسكونون بمهنة المتاعب التى تطاردهم أينما ارتحلوا.

الغياب.jpg

وقلبك يعصره وجع الفقدان.. اكتبى. وهمك يصبح أكبر من حجم تلك الغيمة البعيدة فى جحيم صيف 2023.. اكتبى. وأنت تمسكين بيده وهو ممدد فوق سرير ليس سريره فى غرفة العناية الفائقة.. اكتبى. والصور تتداعى بل تعود لها الحياة بقدرة قادر من صنعاء إلى القاهرة مرورا ببيروت.. اكتبى.

history-05.jpg

بعض التاريخ يُحرف، وبعضه ينسف، وكثير منه يشوه، وبعض التاريخ أيضا ينسى سريعا. كانوا يقولون أن التاريخ يكتبه المنتصرون أو الأقوياء، وتبقى روايتهم له هى الأكثر حضورا رغم كل ما يتسرب من الذاكرة لرواية أخرى لنفس التاريخ. كان ذلك منذ المطبعة الأولى التى كانت ترافق كل رحلة أو غزوة أو استعمار هنا أو هناك.