
كيف يمكن استيعاب حجم فضيحة الـ«سيجنال» التى تعصف ببيت دونالد ترامب الأبيض، وبالأخص بفريقه للأمن القومى. خلال أحاديث مع عدد من المسئولين الأمريكيين، أصبح من المؤكد أن خوف الجمهوريين من دونالد ترامب هو ما أدى بصورة أو أخرى لوقوع هذه الفضيحة.
كيف يمكن استيعاب حجم فضيحة الـ«سيجنال» التى تعصف ببيت دونالد ترامب الأبيض، وبالأخص بفريقه للأمن القومى. خلال أحاديث مع عدد من المسئولين الأمريكيين، أصبح من المؤكد أن خوف الجمهوريين من دونالد ترامب هو ما أدى بصورة أو أخرى لوقوع هذه الفضيحة.
قبل أربعين عاما، نشرت "دار الشروق" كتابا للأستاذ محمد حسنين هيكل، بعنوان "زيارة جديدة للتاريخ" تحدث فى فصوله السبعة عن لقاءات منفصلة مع عدد من كبار الشخصيات العالمية، كل فى فصل خاص به، وكان آخرها فى الفصل السابع الذى عرض الأستاذ هيكل فيه تفاصيل لقاء طويل جمعه بديفيد روكفلر، فى خريف عام 1975، فى مكتبه فى منطقة وول ستريت، حى المال بجنوب مانهاتن بمدينة نيويورك. واختار هيكل سؤال «القرار الأمريكى من يملكه» كعنوان لهذا الفصل.
منذ وصوله للحكم بداية فى عام 2017، وبعد نجاحه فى الوصول للبيت الأبيض للمرة الثانية فى 2025، تجدد السؤال من الخبراء والمراقبين خارج وداخل الولايات المتحدة حول طبيعة محركات الرئيس دونالد ترامب فى قضايا السياسة الخارجية، وضاعف من صعوبة السؤال غياب وجود إطار أيديولوجى ينزع إليه ترامب أو يلتزم به. وتجدد النقاش مع بدء فترة ترامب الثانية وتبنيه نفس مبدأ «أمريكا أولا» مضيفا إليه توجهات رئاسية بالتدخل والتوسع فى الخارج.
«لا أعتقد أننا سنعود إلى ما كنا عليه من قبل»، كانت هذه كلمات أليكس يونجر، الرئيس السابق لجهاز المخابرات الخارجية البريطانى MI6، والتى جاءت فى حديث له مع شبكة BBC، فى إطار رده على حالة النظام الدولى بعد مرور 6 أسابيع فقط من رئاسة دونالد ترامب الثانية.
عقب دخول الرئيس دونالد ترامب التاريخ من أوسع أبوابه بانتخابه لفترة حكم ثانية منفصلة غير متتالية لفترة حكمه الأولى، لم يعد يهدف ترامب إلا لتحقيق إرث ونجاح شخصى يخلده فى التاريخ الأمريكى، وربما العالمى، كرئيس حقق ما لم يحققه قبله رؤساء أميركيون جمهوريون وديمقراطيون فى مختلف القضايا والأزمات التى يعانى منها عالم اليوم وأمريكا اليوم.
ينبع نهر بوتوماك من ولاية فيرجينيا الغربية، وتحديدا من منطقة فيرفاكس ستون الجبلية، ليقطع الولاية ويمر بعدها بولايات بنسلفانيا وفيرجينيا وميريلاند ومقاطعة كولومبيا حيث تقع العاصمة واشنطن، وذلك قبل أن ينتهى فى مصبه على المحيط الأطلسى.
لعبت الولايات المتحدة، وما تزال، الدور الرئيس فيما أُطلق عليه عملية سلام الشرق الأوسط خلال العقود الأخيرة. وشهدت هذه العقود لحظات نجاح محدودة وسط حالة «شبه مستمرة» من الفشل المتكرر سواء تواجد فى البيت الأبيض رئيس ديمقراطى أو جمهورى.
منذ نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية، عام 1979، كان العداء سمة العلاقة بين أمريكا وإيران؛ وعلى مدى ما يقرب من نصف قرن، شهدت العلاقات بين الدولتين صوراً مختلفة من التصعيد والترهيب واحتجاز الرهائن والاشتباكات المسلحة والردع المتبادل وفرض عقوبات قاسية وتصنيفات بالإرهاب وتنكيل دبلوماسى مباشر وغير مباشر.
قبل 8 سنوات، اعتلى دونالد ترامب المنصة أمام مبنى الكابيتول فى قلب العاصمة واشنطن، وبعدما ألقى القسم الرئاسى، خاطب الشعب الأمريكى وبقية العالم، بخطاب نارى لم يألفه أحد داخل الولايات المتحدة وخارجها. وقبل 4 سنوات، وفى المكان نفسه، اقتحم الآلاف من أنصار ترامب مبنى الكابيتول، فى محاولة لوقف التصديق على الانتخابات التى خسرها لصالح جو بايدن. وسيتحدث ترامب من جديد للشعب الأمريكى ولبقية العالم، يوم الإثنين القادم، مُدشناً بدء فترة حكمه الثانية والأخيرة، من المكان ذاته.
سيكون لأمريكا الدولة والقوة العالمية المهيمنة، بعد أربع سنوات من الآن، نفس المصالح والاهتمامات فى مختلف أركان العالم. بعد أربع سنوات، وربما قبل ذلك، سيكون الرئيس دونالد ترامب جزءا من التاريخ ينشغل به المؤرخون والأكاديميون، فيما سينشغل الأمريكيون بانتخابات جديدة ومرشحين جدد. وأستغرب ظهور مسئولين من دول عربية إلى جوار الرئيس ترامب فى مؤتمرات صحفية أو تجمعات احتفالية.