
بدل توزيع الخسائر، اختارت السلطة في لبنان، تخصيص الخسائر. حصة اللبنانيين الغلابى، الرضوخ للأسوأ. لا يُنتظر من هذه الحكومة، أو غيرها، إلا تعاظم المأساة ومراكمة أوهام "الإنتعاش والمساعدات".
بدل توزيع الخسائر، اختارت السلطة في لبنان، تخصيص الخسائر. حصة اللبنانيين الغلابى، الرضوخ للأسوأ. لا يُنتظر من هذه الحكومة، أو غيرها، إلا تعاظم المأساة ومراكمة أوهام "الإنتعاش والمساعدات".
الخلاصة أولاً: تعبنا. فشلنا. يئسنا. خسرنا.. لبنان ليس لنا. ولن يكون أبداً. كان الظن أن لبنان ملك ملوك الطوائف الحقيرين. تبين لنا، بعد تأليف الحكومة الحالية، أن لبنان موطئ أقدام دول وممالك وإمارات وحكومات من كل القارات، وأن ملوك الطوائف عندنا مطيعون لأسيادهم. يسيرون حذو الجبهة بالنعل.
لا تقل وداعاً. قف وتأمل زمنك المهشم. إنه فرصتك الأخيرة. هذا كل ما تبقى لك. إنه المنطفىء. الأمكنة مقفلة. الهروب معدوم. أمامك الهاوية التي ستتهشم وأنت تفقد خطواتك.
"القوة هي القول الفصل". السلطة الراهنة هي الأقوى. لم تتغيَّر. قوتها تتجلى عندما تنقسم. كل زعامة طائفية راهنة متخندقة ومحروسة. المعارك لم تحسم بعد. المطلوب تسوية سخيفة في تأليف الحكومة. عبث.
لبنان لن يموت ولكنه لن يحيا. التغيير يبدو بعيداً أو مستحيلاً. اعداء التغيير أقوياء ومستعدون لإجهاض أي مشروع متواضع. لقد أصبحوا الأصل ولا بديل لهم، إلا اشباههم. أي محاولة تغيير، يلزم ان تأتي من الخارج.
هل لبنان قابل للحياة، مرة أخرى؟ تجربة المائة عام الماضية أسفرت عن نتيجة مبرمة: "لبنان دولة فاشلة". البراهين كثيرة، متتالية، متراكمة، وأوضحها ما وصل اليه لبنان راهناً. انه موجود فقط على حافة موته.
من يتأمل غيابنا العربي، ومن يبحث عن ضوء ضئيل، عليه أن يبدأ بالسؤال: "أيها الإنسان هل أنت هنا في هذه البقعة الجغرافية إنسان، أم مجرد شيء"؟
الكذب قاموس لبناني فريد. من يصدق بعد ان للكلمات معنى؟كلمات لكل التناقضات. القاموس اللبناني فرغ من صدقيته. امتلأت السياسة بالهراء. كل ما يقال او سيقال قد قيل. هراء بهراء. لا أحد من "النوابغ" اللبنانية يستطيع ان ينطق بالحقيقة الممنوعة، بل، بالحقائق الممنوعة.
لبنان الى أين ومن أين؟ من قال إن الخطأ لا يغتفر. التاريخ مكتظ بالأخطاء. لا أحد يستطيع كنس الماضي أو نفيه. هو كان في الماضي. وسيكون في المستقبل.