لا أحد يحسد حكومة نجيب ميقاتي على المهمة الأصعب في تاريخ لبنان الحديث، بإمساكها كرة نار أزمة وجودية غير مسبوقة، يدرك الجميع صعوبتها، وبالتالي، يُسجل لرئيسها ولها، جرأة تحمل المسؤولية.. ويبقى الحكم على النتائج رهناً بالبيان الوزاري وتنفيذه.
لا أحد يحسد حكومة نجيب ميقاتي على المهمة الأصعب في تاريخ لبنان الحديث، بإمساكها كرة نار أزمة وجودية غير مسبوقة، يدرك الجميع صعوبتها، وبالتالي، يُسجل لرئيسها ولها، جرأة تحمل المسؤولية.. ويبقى الحكم على النتائج رهناً بالبيان الوزاري وتنفيذه.
ألم نتفق إنه زمن الانتصارات. هو كذلك، وما عملية تحرر الأبطال الستة من سجن "جلبوع" إلا نصراً جديداً يضاف إلى مسار انتصارات ٢٠٠٠، ثم تموز/يوليو ٢٠٠٦، وما بعدها من انتصارات، ولا يقل أهمية عن أي منها.
لم يكد يجف حبر القمة الأميركية - الروسية في جنيف بين الرئيسين الأميركي جو بادين والروسي فلاديمير بوتين، حتى إنطوت صفحة العالم الأحادي القطب وإنفتحت صفحة جديدة سيتعرف العالم على مضامينها في السنوات المقبلة.
من أهم العبر التي حقّقتها معركة غزة هي ترجمتها الفعلية لتطور أنماط القتال والحرب الهجينة التي باتت عقيدة عسكرية جديدة معتمدة لدى فصائل المقاومة، منذ أن أحبطت حرب 2006 المدارس العسكرية التقليدية وأدخلتها في مرحلة من العقم والفشل.
إعتقد كثيرون أن تدجين الفلسطينيين عبر اتفاقية "أوسلو" ممكنٌ، وأن إجهاض فكرة الكفاح المسلح متاح، وشطب حق العودة بات أمراً واقعاً، وما ضم القدس بصورة نهائية إلى الكيان المغتصب إلا مسألة وقت.
"القدس عروس عروبتكم"، قالها الشاعر العراقي مظفر النواب منذ عقود. لم يتلقف العرب النداء. كأن في داخل العرب ما يوحي أن القدس عروس العالم، وعاصمته، وليست حصراً عربية، ولا هي مسؤولية العرب. لذلك نرى كثيرين من غير العرب معنيين بقضيتها، ينتصرون لها، ويعتبرونها جزءاً من أفئدتهم.
حتى نهاية الألفية الثانية، كان إسم القيادي الإيراني قاسم سليماني ما يزال مغموراً، وصورته غائبة. لم يكن أحد يعرفه، خصوصا أجهزة مخابرات الدول التي كانت في صراع مع إيران، والبداية بالحرب العراقية - الإيرانية، ثم بالمقاومة العراقية ضد الوجود الأميركي.
ما زلنا نعيش تداعيات عدم إنجاز عملية التحرر الوطني من التبعية للغرب الامبريالي، ما حال دون تطوير مجتمعاتنا ودولنا، ودون تحقيق التنمية، فتراكمت مشاكلنا، ودخلت بلادنا فساداً سلطوياً محمياً من الغرب، زارع هذه السلطات، وحاميها من التغيير.
كثيرة هي الأمور المخفية في التاريخ، وكثيرة هي الأمور المطلوب أن لا تعرف، ويبقى للقوي، كاتب التاريخ، أن يحدد المفاهيم، المسموح منها والممنوع.