
بأى قياس فهو يوم استثنائى لا مثيل له فى التاريخ. بقدر استثنائيته جرى الطعن لأسباب سياسية فى حقائقه الماثلة، التى رأيناها رأى العين وحفظت الكاميرات مشاهدها. كان ذلك صراعا على الذاكرة العامة حتى لا ينسب رفض الهزيمة إلى بطله الأول، الشعب المصرى.
بأى قياس فهو يوم استثنائى لا مثيل له فى التاريخ. بقدر استثنائيته جرى الطعن لأسباب سياسية فى حقائقه الماثلة، التى رأيناها رأى العين وحفظت الكاميرات مشاهدها. كان ذلك صراعا على الذاكرة العامة حتى لا ينسب رفض الهزيمة إلى بطله الأول، الشعب المصرى.
برغم مضي العقود على هزيمة (5) يونيو/حزيران (1967)، هناك من يطلب حتى الآن تكريسها في الوجدان العام كأنها قدر نهائي ومصير محتم عند طلب الحقوق الوطنية. مراجعة أسباب الهزيمة عمل ضروري لعدم تكرار أخطاء الماضي. هذه مسألة تختلف تماما عن تكريسها كعقدة يجري إنتاجها دون توقف لمصادرة أي أمل في المستقبل.
فى حملة تجديد ولايته الرئاسية، دعا «رجب طيب أردوغان» إلى أن يكون القرن الحالى قرنا «تركيا» فى الشرق الأوسط. لم يكن ذلك شعارا جديدا، فقد طرحه هو نفسه عند مطلع القرن وتردّد صداه فى جنبات الحياة السياسية والأكاديمية قبل أن تتآكل رهاناته وحساباته.
بعد (75) عاما على حرب فلسطين تتبدى ضرورات المراجعة من جديد حتى تستبين الحقائق بأكبر قدر ممكن من التوثيق لنعرف ما الذى جرى بالضبط؟ لماذا هزمنا فى (1948)؟ هذا سؤال فى الحاضر لا فى التاريخ.
مرة بعد أخرى يطرح سؤال الهوية نفسه على الرأى العام فى مصر بصيغ عديدة وأزمان مختلفة.
فصم الصلات والوشائج بين مصر والسودان مستحيل تماما. شريان الحياة يجمعهما ووحدة المصير تتجاوز أى حسابات متغيرة. كان استقلال السودان (١٩٥٦) صدمة كبيرة فى مصر أسندت مسئوليتها إلى «جمال عبدالناصر» دون تدبر وإنصاف.
لم يكن تقويض العملية السياسية فى السودان بأثر مباشر للحرب المأساوية بين طرفى المكون العسكرى خروجاً عن سياق الإخفاقات التى لاحقت الثورات والانتفاضات العربية.لماذا.. وكيف انكسرت فى كل مرة الرهانات الكبرى التى تبدت فى الشوارع الغاضبة؟ هذه الظاهرة برسائلها ورهاناتها وإخفاقاتها تستحق التوقف عندها بالدرس والتعلم.
بالوثائق البريطانية، التى أزيح الستار عنها مؤخرا، تأكدت الحقائق الأساسية فى أزمة السويس عام (1956). لم يكن تأميم قناة السويس عملا متهورا افتقد صوابه فى لحظة طيش، ولا العدوان الثلاثى على مصر جرت وقائعه بردة فعل فى لحظة غضب.
«يا للهول.. إنهم يريدون أن يعتقلونى، لا أكاد أصدق أن هذا يحدث فى أمريكا التى كانت ذات يوم عظيمة». كان ذلك تصريحا مثيرا بنصه ودلالاته، فالرئيس السابق «دونالد ترامب» يعتقد حقا أنه فوق القانون، وأن التفكير فى اتخاذ إجراءات قضائية بحقه «مؤامرة» وفعل «سوريالى» غير قابل للتصديق.
كأى ألعاب خطرة على الحافة يصعب التحكم تماما فيما قد يفضى إليه اللعب بالورقة النووية.