
في بلد متصدع، مأزوم ومحاصر، يوشك على الانهيار تحت ضغط تحدياته، واحتقاناته الاستراتيجية والاقتصادية والطائفية، تأكدت مسئولية الصحافة، وضروراتها حتى لا يفقد بوصلته وقدرته على البقاء حيا.
في بلد متصدع، مأزوم ومحاصر، يوشك على الانهيار تحت ضغط تحدياته، واحتقاناته الاستراتيجية والاقتصادية والطائفية، تأكدت مسئولية الصحافة، وضروراتها حتى لا يفقد بوصلته وقدرته على البقاء حيا.
بتوقيته ورسالته لم يكن «أوبنهايمر» مجرد شريط سينمائى متقن فنيا حاز إقبالا جماهيريا حيثما عرض. إنه رسالة من الماضى المروع بقنبلتى «هيروشيما» و«نجازاكى» الذريتين إلى الحاضر المهدد بحرب نووية مدمرة على خلفية احتدام الأزمة الأوكرانية دون أفق سياسى يوقف تصعيدها.
كأنه مشهد مقتطع من التراجيديات الإغريقية بدت فيه السيدة التسعينية «حورية درويش» مستغرقة فى أحزانها، الألم يعصف بها على فقد ابنها «الغالى» كما كانت تصفه دائما، وتوأمه الشعرى «سميح القاسم» يتقدم نحوها ليعزيها ويعزى نفسه.
إنه التنازع الدولى على القوة والنفوذ فى القارة الإفريقية. لا يوجد سبب جوهرى آخر يستدعى كل هذه التعبئة السياسية والإعلامية والتوسع فى فرض العقوبات الاقتصادية المشددة والتلويح بتدخل عسكرى من دول الجوار إثر انقلاب فى النيجر.
فى توقيتها وظروفها اكتسبت القمة الروسية الأفريقية الثانية، التى انعقدت فى سان بطرسبورج، طابع المواجهة الدولية المفتوحة على القوة والنفوذ.
لا توجد ثورة واحدة فى التاريخ تستعصى على النقد والمراجعة. المراجعة غير الهدم، والنقد غير التشهير.
هواجس الأمن تتصدر المشهد الدولى تصعيدا وتسليحا واندفاعا إلى المجهول. العسكرة المفرطة تغلب أى حسابات واعتبارات أخرى.
بعد عشر سنوات على إطاحة جماعة «الإخوان المسلمين» من السلطة فى (30) يونيو/حزيران (2013) يطرح السؤال نفسه: لماذا كان الصدام محتما؟
«إنها ضربة فى الظهر». كان ذلك توصيفا أطلقه الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» للتمرد العسكرى الذى قادته قوات «فاجنر»، الشركة العسكرية الخاصة، التى نشأت تحت عباءته.
فى اختبار الزمن لم تتغير بوصلته ولم تنل منه التحولات والتغيرات. حافظ طوال الوقت على سماحته الإنسانية والسياسية، التى استدعته قبل هبوب عواصف ثورة يناير لتصدر «الحركة المصرية من أجل التغيير»، التى اشتهرت باسم «كفاية». عند رحيله لم تكن مصادفة أن كل ما يتحرك بالحيوية فى البلد استشعر افتقادا حقيقيا للرجل والمعنى.