وفاء أبو شقرا, Author at 180Post - Page 8 of 15

IMG-20210703-WA0003.jpg

عرفناهم. اختبرناهم. شتمناهم. لم يرفّ لهم جفن حياء. هم يحتقروننا كشعب. وصفناهم بالتافهين والعاجزين والحمقى. لم يرفّ لهم جفن حياء. هم يحتقروننا كمواطنين. نعتناهم بالانتهازيّين والفاسدين والمرتكبين. لم يرفّ لهم جفن حياء. هم يحتقروننا كبشر. صرخنا "أنتم أسوأ المتآمرين والأعداء والقَتَلَة". لم يرتجف لهم ضمير. إنّهم مجرمون.

IMG-20210625-WA0116.jpg

أكتبُ هذه المقالة وأنا أسابق الوقت. إذْ لا يمضي أسبوعٌ علينا بلا ذعرٍ كبير. فلبنان موعود بانهيارٍ وشيك. لا وقت، إذاً، للانشغال بـ"تفاهات". لا وقت لبعثرة الحروف في مواضيع "خفيفة"، على مقياس ريختر للزلازل اللبنانيّة. في مواضيع "لايت"، إذا ما قورنت بتلك التي يُتقِن حُكّامنا اجتراحها. "يُدَوْزنونها"، لتأتي على مستوى الأوجاع المبتغى إثارتها.

WhatsApp-Image-2021-05-26-at-12.18.59.jpeg

حاولتُ جاهدةً اختراق الجمهور المحتشد على تقاطع المتحف في بيروت. كنتُ "أقاتل"، لكي أصل إلى برميلٍ حديدي يعتليه رجلٌ ذو نظّارات سميكة. صرتُ أناديه بأعلى صوتي، وكأنّ بيننا خبزاً وملحاً. ألوِّح له من بعيد، لينتظر مسجّلي الصغير: "يا ريّس أنطوان عَ مهلك.. طوِّل بالك شويّة.. أنا من صوت الشعب.. انطرني"!

طابور.jpg

"أين كنت في 16 أيلول/ سبتمبر 1943، عند الساعة 4:35 بعد الظهر"؟ سؤال طرحه، بعد ستّين عاماً، طلّاب مدرسة Michelet على الناجين من القصف الذي تعرّضت له مدينتهم نانت الفرنسيّة. أحد المُجيبين كان الفيلسوف بول فيريليو. فروى، كيف ذهب برفقة أمّه، في ذاك اليوم، إلى متجرٍ لشراء البسكويت.

IMG-20210604-WA0155.jpg

ما تقرؤونه ليس مقالة. هو أشبه بحفريّات الروح. روحي الغائرة في جحيم "الغولاغ". هل قرأتم يوماً عن "الغولاغ"؟ إنّه معسكرات السُّخرة والاعتقال في الزمن السوفياتي البائد. سُجِن فيها أو نُفِي إليها، أكثر من 28 مليون شخص بين 1918 و1987. دخل "الغولاغ" التاريخ. كإحدى أبرز جرائم القرن العشرين ضدّ الإنسانيّة.

gettyimages-482842564-2048x2048-1-1280x854.jpg

"يعبرون الجسر في الصبح خفافاً.. أضلعي امتدّت لهم جسراً وطيدْ.. من كهوف الشرق.. من مستنقع الشرق.. إلى الشرق الجديدْ". مقطعٌ صغير من قصيدةٍ طويلة للشاعر اللبناني الراحل خليل حاوي، بعنوان "الجسر". قصيدة، عرّفت الجمهور العريض بحاوي، وبمسيرته على درب الآلام.

gettyimages-1141989263-2048x2048-1-1280x865.jpg

"إرفع رأسك يا أخي.. فقد مضى عهد الاستعباد.. وحان للاستعمار أن يحمل عصاه على كتفه ويرحل". بضعُ كلماتٍ، ضمّنها رئيس مصر "الأسطوري" جمال عبد الناصر في خطابه عقب ثورة 1952. فلقد أتقن عبد الناصر مخاطبة الشعب. والأهمّ، مخاطبة الأعداء. كان ذلك، "موهبة" ناصريّة حسده عليها كثيرون من "نظرائه" العرب.

IMG-20210517-WA0004.jpg

إلتقيتُ في صيف 1995 في إحدى التظاهرات في باريس، بإلياس صنبر الكاتب والمؤرّخ الفلسطيني. كنتُ مع مجموعة أصدقاء نتظاهر باتجاه السفارة الإسرائيليّة. لا أذكر، بالضبط، الدافع المباشر لتلك التظاهرة. فليس أكثر من الدوافع التي كانت تُخرِجنا إلى الشارع نصرةً لفلسطين. لكنّني ما زلت أذكر لقائي بصنبر العائد للتوّ من حيفا.

the_war_and_leaders__osama_hajjaj.jpg

غفوتُ متأخّرةً في تلك الليلة، لكن مطمئنّة. إذْ أكّدت لي "مصادر موثوقة" في الأمانة العامّة لمجلس الوزراء، أنّ اسمي مُدرَجٌ بين أسماء الأساتذة المرشّحين للتفرّغ في الجامعة اللبنانيّة. فموضوع التفرّغ، كان أحد البنود المطروحة على جدول أعمال تلك الجلسة الوزاريّة الشهيرة، في ذاك الخامس من أيّار/مايو 2008. لماذا "الشهيرة"؟ لأنّها أرَّخت لحربٍ أهليّة، من نوعٍ جديد.

grande-abbuffata-o452t7w68p9ea7mrfe5nwqpxld6mrz90e09hv84t2o.jpg

سأبدأ هذه السطور من أرشيف السينما العالميّة. من فيلمٍ لا أعرف لماذا يخطر ببالي كثيراً، هذه الأيّام. ربّما بسبب ما ينتابني من "عوارض صحيّة"، كتلك التي شعرتُ بها قبل عشرين عاماً. أي، عندما شاهدتُ فيلم "الوليمة الضخمة". القرف نفسه. الدوار عينه. الغثيان ذاته. ومن ثمّ .. رغبة جامحة للتقيُّؤ!