ما اعتبر في أواخر سبعينيات القرن الماضي صحوة إسلامية كان توسعاً في المزاج الديني وتوسعاً في ممارسة الطقوس الإسلامية، وتراجعاً في الإيمان وفي الفكر عامة والسياسة. كان الأمر نهوضاً دينياً ولم يكن نهوضاً في الدين.
يؤكّد العارفون في علم الأحياء، أنّ الضفادع إذا وُضعَت في مياهٍ ساخنة لدرجة الغليان، فإنّها تقفز منها على الفور لتنقذ حياتها. أمّا إذا وُضعَت في مياهٍ عاديّة، ثمّ قُمنا بغلي تلك المياه (مع الضفادع) على مراحل، فإنّها تبقى ساكنة في داخلها حتّى تموت.
السياسة واجب كل مواطن في كل بلد، ما عدا البلدان التي يحكمها طغاة ديكتاتوريون فهي ممنوعة. أما المواطن المثقف فواجبه مضاعف الأهمية، نظراً لإتساع معرفته وقدرته على التحليل.
أنشأت النيوليبرالية أمميتها. فشلت الطبقة العاملة وأخواتها في إقامة أمميتها. النيوليبرالية تمارس مهامها التي رسمتها لنفسها وهي مراكمة الثروة على حساب الفقراء وعلى حساب من يعملون. الطبقة العاملة والفقراء جرّدوا من كل وسائل النضال تقريباً.
دولنا العربية حازت الإستقلال منذ عقود طويلة. الجامعة العربية تأسست عام 1947. هي أول منظمة إقليمية في العالم. ما زلنا لم نصدق أننا مستقلون، ولم نقرر أن الإستقلال نحميه بالاتكال على النفس وليس بتحليلات ديبلوماسية، وتحليل القوى الدولية لدعم الإستنتاج المسبق أن المنطقة تديرها، بالأحرى تقرر مصيرها، القوى الدولية والإقليمية.
لا بدّ من السياسة لإدارة المجتمع. لا بدّ من العلم لتلبية الفضول عند البشر لمعرفة العالم الذي نعيش فيه. لا بدّ من التقنيات كي نستخدم نظريات العلم في صنع أشياء تنفعنا. لا بدّ من الإيمان كي نرتاح الى صلة مع كائن أعلى نعتقد أنه أصل الخليقة.