لا شك أن حدثاً بحجم "طوفان الأقصى" سيكون له تداعيات كبيرة على المستوى الجيوسياسي الإقليمي على الأقل. ومع أنه من المبكر التكهن بالتداعيات النهائية لهذه الحرب على المنطقة والعالم، إلا أنه سيكون لها آثار خطيرة على المستويين الإقليمي والعالمي.
لا شك أن حدثاً بحجم "طوفان الأقصى" سيكون له تداعيات كبيرة على المستوى الجيوسياسي الإقليمي على الأقل. ومع أنه من المبكر التكهن بالتداعيات النهائية لهذه الحرب على المنطقة والعالم، إلا أنه سيكون لها آثار خطيرة على المستويين الإقليمي والعالمي.
تُقدّم طهران وموسكو نموذجاً للفواعل الإقليمية والدولية صاحبة المصلحة في كسر الأحادية القطبية المُهيمنة على الواقع الدولي منذ إنهيار الإتحاد السوفياتي قبل أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، ومن يقرأ زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الحالية إلى موسكو يلمس أنها تصب في هذا الإتجاه.. وحتماً ستكون لها انعكاساتها في ساحة الشرق الأوسط الأكثر خطورة وحيوية في هذه المرحلة.
ما حدث يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر يُشكل حدثاً تاريخياً بكل ما للكلمة من معنى، ويقتضي الواجب أن نقرأ "طوفان الأقصى" بعين المتخصص بعلم العلاقات الدولية وبمستوى بلاغة حدث لا يقل قيمة عن أي حدث تاريخي غيّر مجرى العالم.
كما أن لاحتلال فلسطين أثر مهم على انتكاسة نهضة الأمة العربية، فإن لبدء نهوض المقاومة العربية في فلسطين أثر مهم في حماية المحيط العربي. وبما أن "إسرائيل" هي ذراع للأطلسية في منطقتنا، فإنه لا يمكننا قراءة المشهد الحاصل في عملية "طوفان الأقصى" إلا في ضوء عالم جديد يتشكل حالياً.
ثمة تطورات مهمة يشهدها العالم وتطورات أكثر أهمية يشهدها الشرق الأوسط؛ مع ما لها من تأثيرات جيوسياسية وجيواقتصادية على مساحة التوازنات الدولية؛ أخذاً في الإعتبار أن منطقتنا تُقيم فوق رمال ساخنة متحركة منذ مائة سنة حتى يومنا هذا.
نعيش مرحلة الخيارات الأهم في سياسات ومستقبل الدول العظمى ودول أخرى متأثرة بها أو مرتبطة بخيار أو آخر من هذه الخيارات.
لا حاجة إلی إعطاء الدليل تلو الدليل على أننا نتجه نحو ولادة نظام عالمي جديد سمته الأبرز التعددية القطبية بحيث يكون بديلاً لنظام أحادي ساد أكثر من ثلاثة عقود، وتحديداً منذ إنهيار الإتحاد السوفياتي حتى يومنا هذا.
أتفهم الظرف الذي جعل حكومة مصر تطلب الآن أو تقبل الانضمام إلى مجموعة "البريكس" بينما لم تطلب وفي الغالب رفضت عرض الانضمام لها قبل أكثر من عشرة أعوام.
أسبغ الزمان علينا بأوقات نغيب فيها عن بعضنا البعض وبأوقات تجمعنا لنناقش ما أنجزناه وما أخفقنا فيه خلال الغياب ولنحلم معاً ولأمتنا بأوقات هناء ورغد وكرامة.
هل يحتاج العالم إلى "أقطاب" لكي يستقيم وتجري فيه الأمور بشكل متوازن، وفق ما تقتضي مصالح شعب كل دولة تُقدّم نفسها قطباً؟ ألا يعد تفريخ أقطاب دولية زيادة في الضغط على الشعوب وسحب الامتيازات والمكتسبات التي حقّقتها بفضل نضالاتها الطويلة والمتراكمة من جيل إلى آخر؟