"لا يفعل ما تفعل إلّا الرجال العظماء.. وإنما أنت رجل حقيقي في زمان عزّ فيه الرجال.. فلا تقنط ولا تلم نفسك على ما لا تتحمل وزره، فهذا هو الزمن الذي نعيش فيه.." (قول منقول).
"لا يفعل ما تفعل إلّا الرجال العظماء.. وإنما أنت رجل حقيقي في زمان عزّ فيه الرجال.. فلا تقنط ولا تلم نفسك على ما لا تتحمل وزره، فهذا هو الزمن الذي نعيش فيه.." (قول منقول).
"عندما علت صيحات الحرب، ونفر نفيرها، وقُرعت طبولها، استدعى الأسد، زعيم الغابة، كل الحيوانات، ومن بينهم الحمار والأرنب، الأمر الذي دعا جنرالات الأسد للاحتجاج، وزعموا بأن لا انتصار يُرجى بحضور الحمار الأبله، والأرنب الخواف! حينئذ تأكد الأسد أن الملأ من حوله تنقصهم الخبرة فقال: الحمار الذي يملك صوتاً أقوى من صوتي أحقّ من ينفخ الأبواق، والأرنب هو أسرع من يوصل الرسائل". (قصة منقولة)
يعيش لبنان مجموعة تحولات بنيوية، إن لجهة إعادة تكوين السلطة فيه، أم لجهة التطورات المتسارعة في الإقليم، والتي سيكون لها تداعيات في المرحلة المقبلة، وستؤثر من دون أدنى شك على الوضع الداخلي وكيفية إدارة البلد وتحديد مراكز القوى فيه، أو شكل العلاقة بين مكوناته من جهة وبنية النظام ربطاً بوظيفة لبنان المقبلة من جهة أخرى.
ما تعيشه منطقتنا العربية أو "الشرق أوسطية" هي متاهة لا تعرف لها أول من آخر. السبب ليس استحالة فهم ما يجري وإدراكه، بل لأن المُعلن هو غير المخفيّ، والمُمارس هو غير المطلوب، فتتقاطع الدروب وتتناقض المنطلقات وتلتبس المواقف، فنصبح على واقع "إعجازي" في تفسيره، وصعب في فهمه ومُكلف في ترجمته.
تعيش منطقة الشرق الأوسط مخاض "إعادة تكوين"، يرتبط بجملة متغيرات بنيوية في طبيعة الصراعات وفي نظمها، ما قد يُحدث انتقالاً صعباً في الوظيفة والدور لكثير من المكونات السياسية والاجتماعية والعرقية والأثنية.. وبالتالي يجعل المواجهة تتخذ أشكالاً مغايرة تماماً عما كان سائداً.
"أولَئِكَ آبائي فَجِئني بِمِثلِهِم/ إِذا جَمَعَتنا يا جَريرُ المَجامِعُ" (الفرزدق)
الشرق الأوسط منطقة زلزالية بامتياز. فيها تلتقي الفوالق الصراعية. الأميركية الصينية. الأميركية الروسية. الأميركية الإيرانية. الإيرانية العربية. العربية الإسرائيلية. الإيرانية الإسرائيلية إلخ.. تعالوا نتأمل في أحوال منطقتنا والعالم.
ثمة أحداث تتقاطع، من حيث الشكل أو المضمون مع غيرها، من دون وجود أي رابط مباشر بينهما. هذا ليس بالأمر المستغرب، فأحياناً اسقاط واقع على آخر يكون من باب التدليل أو القياس أو الاستدلال أو حتى الصُدف.
إن ما يحصل في منطقتنا منذ قرن من الزمان ليس إلّا ترجمة عملية لأكبر عملية "تنصيب" في التاريخ، قامت بها إمبرياليات وافدة على ظهر الدبابات ودويّ المدافع، التي صمتت في القارة العجوز لتدوّي في كل ساحات العالم.
تعيش منطقة الشرق الأوسط حالياً مرحلة خطيرة من مراحلها. فهذه المنطقة الواقعة على فوالق زلزالية متعددة، لم تهدأ أو تستقر منذ أكثر من مئة عام حملت في طياتها دماءً ودموعاً وويلات؛ قامت دول وتلاشت أخرى؛ قامت حروب وحدثت ثورات وانقلابات. ماذا بعد؟