هل آن أوان المفاوضات من أجل التوصل إلى تسوية روسية أوكرانية، أم أنه آن أوان الضربة الروسية ذات الطابع النووي التكتيكي؟
هل آن أوان المفاوضات من أجل التوصل إلى تسوية روسية أوكرانية، أم أنه آن أوان الضربة الروسية ذات الطابع النووي التكتيكي؟
في 37 دقيقة، هي مدة الخطاب الذي ألقاه في القاعة الفسيحة للقديس جرجس بالكرملين، لخّص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رؤيته للصراع المصيري مع الغرب، محدداً موقع روسيا، تاريخياً وحاضراً ومستقبلاً، في أوروبا والعالم، إنطلاقاً من الحرب التي تخوضها اليوم في أوكرانيا.
وفي الشهر السابع، دخلت الحرب الروسية-الأوكرانية في نطاقها العالمي فعلاً. أضحت مواجهة صريحة بين روسيا والغرب. ما كان يتجنبه فلاديمير بوتين منذ بداية الهجوم على أوكرانيا، وجد أنه لا مفر منه، وهو إعلان التعبئة العامة الجزئية والبدء بإجراءات ضم مناطق لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا وجعلها في وضع مماثل لشبه جزيرة القرم، أي تحت المظلة النووية الروسية، والتلويح علناً بإحتمال إستخدام أسلحة غير تقليدية. إذن إنتهت العملية العسكرية الخاصة وبدأت الحرب.
تتضمن هذه المقالة المشتركة للباحثين ليانا فيكس ومايكل كيميغ، في "الفورين أفيرز" مقاربة من وجهة نظر غربية لإحتمالات تعامل الكرملين مع مرحلة ما بعد تعرض قواته لإنتكاسات عسكرية متتالية على أرض أوكرانيا، ولعل أخطرها إعلان التعبئة العامة. مع هذا القرار "سيصبح من المستحيل إبقاء الحرب بعيدة عن حياة الروس اليومية"، يقول الكاتبان.
يدخل لبنان إعتباراً من يوم غد الجمعة في مرحلة شبيهة بإعلان حالة الطوارىء، وتحديداً تلك التي شهد لبنان مثيلا لها في العامين 1982 و1983 مع بداية عهد الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل وشملت، وقتذاك، بيروت الكبرى.
بإعلان لبنان "التعبئة العامة" في مواجهة كورونا، تدشن الحكومة اللبنانية مرحلة جديدة من التعامل مع هذا الوباء العالمي العابر للقارات والدول والحدود والمدن وكل شيء. إعتبارا من الأربعاء المقبل، تقفل حدود لبنان الجوية والبرية والبحرية، لمدة أسبوعين، بإستثناءات محددة، وذلك في محاولة لإحتواء الفيروس والتحكم بالحالات المسجلة ومنع تسجيل أرقام قياسية. فهل تنجح الحكومة في الإختبار الجديد؟
يدور أبو أحمد في سيارته منذ السابعة والنصف صباحاً. الطرقات فارغة. المحال والمطاعم مغلقة. الرياح تعصف بما تبقى من ضجيج المدينة. بيروت لم تعتد هذا النمط الطارىء. سجن كبير بشرفات عديدة. أبو أحمد "ينقّب" عن زبائنه، عسىاه يجد مضطراً للخروج من بيته لقضاء حاجة ما، لكنّه، وبعد جولات عدة في سيارة الأجرة، يعود إلى بيته خالي الوفاض. يتوقف قرب دكان اعتاد أن يستدين منه، مضيفاً كارتونة بيض وربطة خبز إلى لائحة طويلة، ممازحاً صاحب الدكان بقوله:"سجّل أنا عربيّ".