
في الأول من أيلول/سبتمبر المقبل، تحل الذكرى السنوية لإعلان دولة لبنان الكبير في عام 1920، هذه الفترة كافية لتشكيل أمة ودولة ووطن، لمن أراد إليهم سبيلا.
في الأول من أيلول/سبتمبر المقبل، تحل الذكرى السنوية لإعلان دولة لبنان الكبير في عام 1920، هذه الفترة كافية لتشكيل أمة ودولة ووطن، لمن أراد إليهم سبيلا.
لطالما حاولت المنظومة الحاكمة في لبنان تغييب الناس ومطالبهم الحقيقية، لكن نتائج الإنتخابات النيابية التي جرت في الخامس عشر من أيار/مايو 2022 تشي بأن ثورة 17 تشرين تحفر في وجدان ووعي الغالبية العظمى من اللبنانيين.
المجتمع المغلق ساكن في الماضي. خارج الحاضر. عاجز عن صنع المستقبل. وعيه ذو عقل مستسلم مرتاح.
في الوعي السائد لدينا تتقدم الأمة على الدولة وتعلوها. يعتبر معظمنا أن الأمة كيان عضوي ينام ثم ينبعث وإن اختلفوا على كون التعبير أمة الإسلامية أو أمة عربية، لكن الأمر سيّان.
الدولة انتظام. الانتظام يحفظ الجميع. نقيض الدولة هو النزاع. النزاع يدمّر المجتمع. يستقيم أمر الدولة عندما يستوعبها الفرد، كل فرد، في ضميره؛ عندها تتماهى الدولة مع الفرد ومع كل أفراد المجتمع. تنغرز في وعيهم. يشكّلون أجزاءها ومكوناتها.
حرّم الدين الانتحار. من أعطى الحياة يأخذها. من يخلق الإنسان يميته. لا تدخل الروح جسم الإنسان إلا عن طريق الله، ولا تخرج إلا بإذن منه. المسلم إذا انتحر لا يُصلى عليه. إنتحل صفة من أعطاه الحياة، فانتزعها بيده من نفسه. إذا فعل ذلك صار بمنزلة الكافر أو المشرك. هل يكون الانتحار الجماعي بمثابة الانتحار الفردي؟
ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الذين في السلطة عصابة واحدة وإن اختلفوا. هم لا يختلفون على مصالح العباد، وليس لهم برامج بذلك ليعدوا بها الناس. لا يهمهم إلا أنفسهم وعائلاتهم والمقربين إليهم.
ما يحدث لم نكن نتوقعه. ما كنا نتوقعه لم يحدث. هذه قصة جيلنا. هزائم وخيبات. تحرير فلسطين. الوحدة العربية. التنمية، الحرية، العدالة، المواطنة، والحداثة. كل ذلك لم يحدث.
كلُ وجود إنساني يعبّر عن نفسه. العروبة وجود إنساني حي. جماعة تتواصل في ما بينها باللغة العربية. تعتبر نفسها قومية أساسها اللغة.
ما اعتبر في أواخر سبعينيات القرن الماضي صحوة إسلامية كان توسعاً في المزاج الديني وتوسعاً في ممارسة الطقوس الإسلامية، وتراجعاً في الإيمان وفي الفكر عامة والسياسة. كان الأمر نهوضاً دينياً ولم يكن نهوضاً في الدين.