"أنتِ لن تهزميني/ لن أكون بيضةً لتشرخيها/ في هرولتكِ نحو العالم/ جسر مشاة تعبرينه/ في الطريق إلى حياتِك/ أنا سأدافع عن نفسي".
"أنتِ لن تهزميني/ لن أكون بيضةً لتشرخيها/ في هرولتكِ نحو العالم/ جسر مشاة تعبرينه/ في الطريق إلى حياتِك/ أنا سأدافع عن نفسي".
تعتمد أجيال كاملة من الأطفال السوريين الذين ولِدوا في لبنان أو حتى هربوا بأعمار صغيرة على أحاديث أهاليهم عن الحرب، أحاديث هي قصص وتجارب، لحظات ثقيلة وطويلة تحولت لتكون أياماً وشهوراً وربما سنوات، لحظات تركت الإنسان عاجزاً أمام مواجهة الأقوى منه، سطوة الآلة العسكرية وقدرتها على تدمير كل شيء.
"أكثر شيء جرحني بكل حياتي"، قالت سهى محدقة إلى البعيد، تحاول عصر ما تبقى من ذكرياتها المكبوتة في مكان بعيد من الذاكرة السوداء، نعم إنّ ذاكرتها سوداء لكثرة المظالم التي تعرضت لها بسبب كونها امرأة، إمرأة من لبنان، ليست لاجئة وليست مهمشة وليست جاهلة.
يقفُ مُتسمّراً حامِلاً جهاز الراديو بيديه، وهو يستمع إلى تصريح وزيرة الإعلام في تلك الليلة، شاهراً كف يده بوجه من يريد أن يتكلّم. الكهرباء مقطوعة والمولدات الخاصّة لا تصل إلى بيته المترامي الأطراف. يستمر على حالته هذه، لأكثر من نصف ساعة وزوجته وأولاده يتجنبون الحديث معه، وعندما ينتهي التصريح، يخيّم الصمت إلاّ من صوت نرجيلته تحيط به غيمة رمادية كثيفة.. وهو يردد، أقفلوا البلد بعد أن أعلنوا التعبئة!