تحفل أسفار التوراة بإنزال الفينيقيين ـ الكنعانيين في منزلة المُشركين، ويكاد لا يكف سفر من الأسفار التسعة والثلاثين عن الدعوة للإستيلاء على أرض كنعان لأن أهلها على شُرك وضلال، وعليه: ماذا في نصوص التوراة وهل كان الفينيقيون وثنيين؟
تحفل أسفار التوراة بإنزال الفينيقيين ـ الكنعانيين في منزلة المُشركين، ويكاد لا يكف سفر من الأسفار التسعة والثلاثين عن الدعوة للإستيلاء على أرض كنعان لأن أهلها على شُرك وضلال، وعليه: ماذا في نصوص التوراة وهل كان الفينيقيون وثنيين؟
يخلص الجزء الثالث والأخير من هذه الثلاثية، إلى تقديم صورة عن نظرة التوراة إلى حدود إسرائيل التي تتعدى لبنان وتتجاوزه أحياناً إلى مدينة حماة السورية ومرات إلى نهر الفرات، كما يستعرض هذا الجزء نصوصاً من التوراة توازي بين الطغاة وأرز لبنان "المستكبر والمتعالي" فتدعو لإنكساره واقتلاعه.
استعرض القسم الأول من هذه السلسلة الثلاثية لعنات التوراة على الكنعانيين وكذلك الدعوات التوراتية لإبادة أرض كنعان وأهلها، ويتناول هذا القسم الثاني لعنات التوراة على مدينتي صيدا وصور اللبنانيتين والدعوات لخرابهما.
يستحضر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، نصوصاً تحفل بها أسفار التوراة الداعية إلى إبادة الكنعانيين والفينيقيين وتهجيرهم من أراضيهم ومحاربة عقائدهم وعاداتهم بما فيها انظمتهم الغذائية، ومن يقرأ تلك الأسفار، لا يأخذه العجب مما فعله ويفعله الإحتلال الإسرائيلي بالشعب الفلسطيني منذ أكثر من قرن.
في قراءة متجددة لكتاب "نشوء الأمم" للمفكر انطون سعادة مؤسس "الحزب السوري القومي الإجتماعي"، يتوقف القارىء ممعناً بقول سعادة "إن الكنعانيين من بين جميع شعوب التاريخ القديم، كانوا أول شعب تمشى على قاعدة محبة الوطن والإرتباط الإجتماعي وفاقا للوجدان القومي وللشعور بوحدة الحياة ووحدة المصير".