
المعارضة عمرها من عمر هذا الكيان اللبناني. يتقدم حضورها أو يتراجع تبعاً لعوامل سياسية متحركة، ولا سيما ما يتصل بدينامية القرار، وكلما تراجع العامل الخارجي، صار العامل الداخلي أكثر حضوراً.. والعكس صحيح.
المعارضة عمرها من عمر هذا الكيان اللبناني. يتقدم حضورها أو يتراجع تبعاً لعوامل سياسية متحركة، ولا سيما ما يتصل بدينامية القرار، وكلما تراجع العامل الخارجي، صار العامل الداخلي أكثر حضوراً.. والعكس صحيح.
ليس تفصيلاً أن يُعقد لقاء للقوى المعارضة لحزب الله في معراب، ولا يمكن القفز فوق الغياب الواسع لمكونات رئيسية عن "مشهدية القرار 1701" التي أريد لها أن تُتوّج سمير جعجع زعيماً وطنياً للمعارضة. هذا الدور الذي لعبه سابقاً سعد الحريري، وريثاً لدم والده رفيق الحريري ومُستظلاً بوهج لحظة 14 آذار/مارس 2005، لا يبدو أنه سهل المنال قواتياً. لماذا؟
عندما حدثت ثورة 17 تشرين/أكتوبر 2019، ظهر فجأة لدى اللبنانيين "سوبر هوية"، أو هوية فوق الهويات الطائفية. انفردت تنظيمات طائفية شيعية، وهاجمت المتظاهرين، وهي تهتف "شيعة-شيعة"، لتأكيد الانفصال عن هذه الهوية "السوبر". أصر أكباش الطائفة الشيعية على طابع الجماعة المغلقة. أسدل الستار على الثورة وجاءت الانتخابات النيابية.
منذ إنتخابهم في أيار/مايو 2022، نال ممثلو الشعب الـ13 الذين لُقّبوا بـ"التغييريين" انتباه الرأي العام والإعلام، وهو ما لم يحظ به آخرون عند انتخابهم للمرة الأولى في البرلمان اللبناني.
إنها الذكرى الثالثة لإنتفاضة 17 تشرين. ذكرى عزيزة على قلوب الغالبية العظمى من اللبنانيين. يوم تاريخي وحّد اللبنانيين. رموا هوياتهم الطائفية والمذهبية والمناطقية وقرّروا في تلك اللحظة أن يكونوا لبنانيين وأقوى من محاولات القادة الطائفيين على منع "الدجاج" من مغادرة "القن الطائفي والمذهبي".