
انتهت الحرب العالمية الأولى في الدقيقة ١١ والساعة ١١ واليوم ١١ من الشهر ١١ عام ١٩١٨ عندما وقّعت ألمانيا وثيقة استسلامها.
انتهت الحرب العالمية الأولى في الدقيقة ١١ والساعة ١١ واليوم ١١ من الشهر ١١ عام ١٩١٨ عندما وقّعت ألمانيا وثيقة استسلامها.
لا أعرف من أين أبدأ. ولا أعرف أيضاً لماذا قدرنا أن نشهد موت وربما جنازة وطن على يد حُكامِه وشعبهِ وأصدقائهِ وأعدائهِ.
لن تُكتب قيامة حقيقية للبنان من دون قيامة الدولة ولن تقوم الدولة إذا لم نضع بلدنا على سكة الإنتقال من هذا النظام الطائفي المقيت إلى رحاب نظام المواطنة.
إنها الذكرى الثالثة لإنتفاضة 17 تشرين. ذكرى عزيزة على قلوب الغالبية العظمى من اللبنانيين. يوم تاريخي وحّد اللبنانيين. رموا هوياتهم الطائفية والمذهبية والمناطقية وقرّروا في تلك اللحظة أن يكونوا لبنانيين وأقوى من محاولات القادة الطائفيين على منع "الدجاج" من مغادرة "القن الطائفي والمذهبي".
يقول المفكر عبد الرحمن الكواكبي عن انهيار الحاكم المستبد بأنه "كلما زاد المستبد ظلماً واعتسافاً، زاد خوفه من رعيته وحتى من حاشيته، وحتى من هواجسه وخيالاته. وأكثر ما تختم حياة المستبد بالجنون التام".
منذ أكثر من شهرين، "علّق" سعد الحريري عمله وعمل تيار المستقبل الحزبي الى وقت غير محدد. حتى الآن، لم نعرف الأسباب الحقيقية والعميقة التي أملت إتخاذ هذا القرار ولا نستطيع تحديد التداعيات التي ستترتب عليه، لكن حسابات الربح والخسارة من زاوية الوطن والمواطن، قد تكون مختلفة. لماذا؟
حتى الآن، لم تقدّم قوى الإعتراض اللبناني، نموذجاً في التفكير والأداء، يلامس لا الأزمات الكبرى ولا لحظة التغيير التاريخية ولا البدائل المطلوبة. أين مكمن الأزمة وهل الفرصة متاحة؟
كتبت منذ حوالي الاربع سنوات مقالة في جريدة "النهار" تحت عنوان "حتمية فشل التوريث السياسي في لبنان". لم أستسغ ظاهرة توريث السياسيين مقاعدهم النيابية لأبنائهم وكأنها ملك لهذه العائلة أو تلك وليست ملكاً للوطن والمواطن. بفعلتهم هذه يحوّلون العام الى خاص ويفرضون علينا ما يقع في صلب أولوية أن نعمل على تغييره.
يقول وزير خارجية لبنان الأسبق فؤاد بطرس في احدى المقابلات التلفزيونية إن أحدهم سأل وزير خارجية دولة خليجية في مطلع الحرب اللبنانية لماذا لا تتدخلون لوضع حد للحرب، فكان جواب الوزير الخليجي ان لبنان مثل شخص مرمي على ارض رخامية مليئة بالصابون فيخاف احد ان يتدخل لرفعه فيسقط الجميع معه وفوقه.
لكأن آب صار شهراً للموت المجاني البطيء و"المنظم" في لبنان. سنة تفصل بين مأساتي بيروت وعكار. المجرم واحد ولكنه ما زال متوارياً عن الأنظار!