سيف الدولة Archives - 180Post

moutanabi.jpg

من خلال استخدام أدوات وتقنيّات اللّغة والمجاز والتّشبيه والتّصوير والموسيقى وما إلى ذلك؛ يهدفُ شعر أبي الطّيّب (الحربيّ) إلى "نقلك" من واقعٍ إلى "واقعٍ" آخر أكثر تعالِياً، ترى فيه وتشعر بـ"الحقائق" المقصودة من قبل الشّاعر.. بشكل أوضح وأعمق وأجمل. هكذا يُخاطبُ المتنبّي وأمثالُهُ من شعراء العرب عقلَك وقلبَك العربيَّين، وعقلَ وقلبَ الأعداء.. بل وعقلَ وقلبَ الأجيال اللّاحقة لهذه الحوادث "المادّيّة" (ربّما إلى يَومِ يُبعثون).

firas.jpg

عندما كنتُ أعملُ على مسألة "العرض الإعلاميّ الحربيّ" ضمن الثّقافة الإيرانيّة بشكل عامّ، سألت نفسي فجأةً: ماذا عن الثّقافة العربيّة؟ كيف يُمكن أن نُقدّمَ مثالاً نموذجيّاً (أو نموذجاً مثاليّاً ربّما) عن الخطاب والاعلام ذي الطّابع الحربيّ.. لكن من زاوية الثّقافة العربيّة التّقليديّة؟ وعندها، طبعاً، عاد إليَّ خاطرُ قصّةِ أبي الحَسَن عليِّ بنِ عبدِاللهِ أبي الهَيجاء "سيف الدّولة" الحَمَدانيّ مع الشّعراء المقرّبين منه، لا سيّما منهم سلطان سلاطين الشّعر العربيّ الكلاسيكيّ؛ أي أحمد بن الحسين الكوفيّ الجُعفيّ الكِنديّ المذْحِجيّ (أو "أبو الطّيّب المتنبّي").