قضية الحجاب Archives - 180Post

1398112212420547819649324.jpg

يُخبر الشارع الإيراني زائره في هذه الأيام عن معضلة ثقافية واجتماعية كبيرة يعاني منها المجتمع الإيراني حالياً، إذ أن المرأة التي قررت تحدي قانون فرض الحجاب هي جزء من المجتمع. هذه المرأة قد تكون إحدى زوجات أو بنات أو أمهات أو قريبات "شهداء الجهاد المقدس" أولئك الرجال الذين سقطوا في ساحات بعيدة لإعلاء راية الجمهورية الإسلامية بكل مضامينها السياسية والأخلاقية والثقافية.

6DE22C85-C58C-462D-910B-5FC362287A5B.jpeg

تتفجّر الثورات عادة من أجل أسباب مطلبية أو سياسية، ونادراً ما يكون الأمر لأسباب ثقافية (تتعلّق بأسلوب العيش ونمط السلوك)، وذلك منذ الحروب الدينية في أوروبا في القرن السادس عشر حتى أواسط القرن السابع عشر. كان سببها العقيدة الدينية، بل استهتار رجال الدين بالدين والأخلاق والسياسة والحياة البشرية.

womans_day__ahmed_falah.jpg

المرأة في إيران خرجت عن صراط الحجاب. ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة. حصل تسييس جارف، وهذا طبيعي جداً، في زمن انعدام الحوار، وصَمَم الأنظمة عن فهم معضلة المرأة. حيث المرأة الفاضلة، هي الملتزمة، طوعاً أو قسراً، بارتداء الحجاب. وللحجاب في التاريخ البشري روايات وحكايات وظلمات. فالمرأة، هذا المخلوق الرائع، مُطاردة من قبل مؤسسات ذكورية مزمنة، ومدانة من ولادتها إلى نهايتها.

IMG-20221016-WA0023.jpg

من يقرأ الصحف الإيرانية التي تزخر بها أكشاك الصحف والمجلات صباح كل يوم، يلمس بشكل واضح تلك المساحة النوعية والنسبية لمساحة الحرية المتوفرة لكافة الاتجاهات السياسية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية لعرض رأيها أو موقفها حيال الأحداث والتطورات الإيرانية.

1243331180.jpeg

إنه صيف عام ١٩٧٧. ظاهرة تجذب اهتمام مراسلة "نيويورك تايمز" في العاصمة الإيرانية طهران. كانت تراهنّ يكثرنَ في الشوارع. توجهت مارفين هو إلى وزيرة شؤون المرأة في حكومة الشاه. سألتها: "نلاحظ المزيد من النساء في شوارع هذه العاصمة الشرق أوسطية، وقد ارتدين الشادور، هل هو نوع من الاعتراض"؟ تجيبها الوزيرة مهناز اتميامي، بحسب الصحيفة، وأفخمي بحسب الإسم الصحيح، نافية وجود حالة اعتراضية. إنكار لم يطل الوقت قبل أن ينكشف مع الشرارات الأولى لاندلاع الثورة.