لايبنيتز Archives - 180Post

750-4-rotated.jpg

في الجزء السّابق، اقترحنا توسيع الزّوايا التّأمّليّة والتّفكّريّة التي يُمكن استخراجها من كتاب "العِلم والعَولمة: قراءة في الأزمة من منظور اقتصاديّ ومعرفيّ"، لكاتبه الدّكتور عبد الحليم فضل الله.. حتّى تشمل عدداً من الأسئلة الأساسيّة والكبرى على مستوى الانسانيّة والعقل الانسانيّ- والذّهن الانسانيّ- ككلّ. ولكي نُراعيَ المساحة المُتاحة لنا، ولكي نُراعيَ المقام كما يُقال، فسنركّز في هذا الجزء الثّاني على الأسئلة المرتبطة بعالم التّأمّل والتّفكّر في الوجود وفي طبيعته. يُمكننا بالطّبع الحديث عموماً عن العَالَم- أو البُعد- الأنطولوجيّ (Ontologique).

slider.jpg

رأينا في الجزء السّابق من هذا المقال أنّ صرحَ لايبنيتز الفلسفي-الذّهني-النّظري جدّيٌّ ومتينٌ وقويٌّ جدّاً برأينا. بل إنّه، وبسبب انطلاقه من صفات الكمال المُطلَق، يكاد يبدو وكأنّه.. "كامل"، لكن ذلك قد يصحّ فقط من وجهة النّظر المفاهيميّة (Conceptuelle) كما رأينا أيضاً، أي من زاوية عالمَي الأفكار والمفاهيم (وبشكل غالب).

tumblr_loar4sHOXa1qbcporo1_640.jpg

رأينا في المقال السّابق حول الألم أنّ كلّ هذه التّساؤلات الأساسيّة لا بدّ وأن توصل إلى سؤال "وجود (أو تواجد) الشّرّ"، وبالتّالي إلى الاصطدام الفلسفي القديم-العظيم: إنّه الاصطدام أو الارتطام الموجع جدّاً – بالنّسبة إلى الكثيرين – بسؤال الثيوديسا La Théodicée. إذ: مهما كانت نظرتنا الوجوديّة (Ontologique) فيما يخصّ وجود أو تواجد الألم والشّرّ، لا بدّ وأن نرتطم بعاملٍ مهمٍّ متأتٍّ من معتقدات الأديان السّماويّة الإبراهيميّة بشكل خاص: الخير والعدل المُطلَقَين "للإله".