لا شكّ في أنّ كثيراً منّا يعتقد اليوم أنّ سؤال الـFree Will ("الإرادة الحرّة") هذا قد أصبحَ وراءَنا إلى غير رجعة. من الذي يشكّ أو يشكّك بعدُ في أنّنا "مُخيّرون"، كما بتنا نُعبّر عادةً بلغتنا العربيّة؟
لا شكّ في أنّ كثيراً منّا يعتقد اليوم أنّ سؤال الـFree Will ("الإرادة الحرّة") هذا قد أصبحَ وراءَنا إلى غير رجعة. من الذي يشكّ أو يشكّك بعدُ في أنّنا "مُخيّرون"، كما بتنا نُعبّر عادةً بلغتنا العربيّة؟
رأينا في الجزء السّابق من هذا المقال أنّ صرحَ لايبنيتز الفلسفي-الذّهني-النّظري جدّيٌّ ومتينٌ وقويٌّ جدّاً برأينا. بل إنّه، وبسبب انطلاقه من صفات الكمال المُطلَق، يكاد يبدو وكأنّه.. "كامل"، لكن ذلك قد يصحّ فقط من وجهة النّظر المفاهيميّة (Conceptuelle) كما رأينا أيضاً، أي من زاوية عالمَي الأفكار والمفاهيم (وبشكل غالب).
رأينا في المقال السّابق حول الألم أنّ كلّ هذه التّساؤلات الأساسيّة لا بدّ وأن توصل إلى سؤال "وجود (أو تواجد) الشّرّ"، وبالتّالي إلى الاصطدام الفلسفي القديم-العظيم: إنّه الاصطدام أو الارتطام الموجع جدّاً – بالنّسبة إلى الكثيرين – بسؤال الثيوديسا La Théodicée. إذ: مهما كانت نظرتنا الوجوديّة (Ontologique) فيما يخصّ وجود أو تواجد الألم والشّرّ، لا بدّ وأن نرتطم بعاملٍ مهمٍّ متأتٍّ من معتقدات الأديان السّماويّة الإبراهيميّة بشكل خاص: الخير والعدل المُطلَقَين "للإله".