حرب الرئيسين.. على مااااااااذا؟

"حرب الوردتيْن" هي الحرب الأهليّة الإنكليزيّة الشهيرة في القرن الخامس عشر. امتدّت معارك الكرّ والفرّ فيها، على مدى ثلاثة عقود. أمّا أسباب هذه الحرب، التي غيّرت تاريخ إنكلترا إلى الأبد، فتتمحور حول سؤالٍ مصيري واحد مُركَّب: "مَن الأحقّ بكرسي عرش البلاد، عائلة لانكستر أم عائلة يورك؟".

لماذا سُمّيت تلك الحرب بذاك الاسم الرومانسي؟ أوّل مَن أطلق هذا المسمّى عليها، هو وليام شكسبير أشهر كتّاب بريطانيا، على الإطلاق. ففي أحد مشاهد مسرحيّته الشهيرة “هنري السادس”، تظهر مجموعة من النبلاء والمحامين وهم يقطفون من حدائق معبد الكنيسة باقة من الورود البيضاء أو الحمراء، لإظهار الولاء للأسرتيْن المتحاربتيْن. الوردة الحمراء كانت شعار أسرة لانكستر، والوردة البيضاء كانت شعار أسرة يورك.

كان الناس قد نسوا تلك المعارك الأهليّة الطاحنة، قبل أن تحقِّق سرديّتها الدراميّة نسبة مشاهدة منقطعة النظير.  ففي سنة 2011 أزال مسلسل الفانتازيا الملحمي “صراع العروش” الغبار عن رواية “لعبة العروش”، لكاتبها “جورج.ر.ر.مارتن” الذي استلهم فصولها من “حرب الوردتيْن”. وكنتُ قد نسيتُ، أيضاً، هذا المسلسل بمواسمه الثمانية، لولا شروع بعض حُكّامنا في لبنان بتأليف حربهم المستوحى تكتيكها، بدوره، من الحرب الإنكليزيّة الضروس. “حرب الرئيسيْن”. هكذا سيوثِّق تاريخنا مسمّى المعارك الكلاميّة (حتّى الآن) بين “تيّار المستقبل” و”التيّار الوطني الحرّ”. إذْ، لوحظت مجموعة من الأزلام والمستشارين وهم يقطفون باقة من الورود الزرقاء والبرتقاليّة، من الحدائق المعلّقة بين قصر بعبدا (مقر الرئيس ميشال عون) وبيت الوسط (مقر رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري). وسُمع، عن بُعد، صوتٌ يرنّم ناصحاً من بين الأشجار: “يا أيّها الزعيم! لا تكن مجنوناً كاللوز ولا عاقلاً كالرمّان”. هل هناك أجمل من ترانيم أشجارنا؟

صحيحٌ أنّ “حرب الوردتيْن” انتهت بعقد المصاهرة السعيد بين العائلتيْن المتحاربتيْن. نعم، فللمصاهرة، أحياناً، فضائلها. لطالما فُضَّت بفضلها النزاعات والصراعات والعداوات. “ففي الحرب كما في الحبّ، لكي ينتهي الأمر لا بدّ من مقابلةٍ مباشرة”، كما يقول نابليون بونابرت الغنيّ عن التعريف. وعلى هذه القاعدة، استطاع زواج ابن لانكستر من ابنة يورك، ما لم تستطعه محاولات عقد الاتفاقات قاطبةً بينهما، لإنهاء الحرب. مصاهرة تكفّلت بتجفيف أنهار الدماء، خصوصاً بعدما بزغ برعم وردة تيودور بلونيْها الأبيض والأحمر. لكن، مهلاً. لا تأملوا بنهايةٍ سعيدة مماثلة لحرب وردتيْنا. لوجستيّاً، الأمل مقطوع! ما العمل إذاً؟

كنتُ قد قرّرت ألاّ أهجو الحُكّام والمسؤولين في بلدنا. لماذا؟ لأنّ الضرب في المَيْت حرام. ذاك المثل العربي الذي يفهمه البعض، بأنّه “تحريم ديني” لضرب المَيْت. لكنّ معناه أبعد من ذلك. فهو يعني، أنّه لا فائدة من محاولة بعث الروح في إنسانٍ مَيْت معنويّاً. “لنَعُدْ إلى خواريفنا”، كما يقول الفرنسيّون. عدلتُ، إذاً، عن قراري بعدم هجاء الطغمة الحاكمة، بعدما استفزّني صوت غليان المياه في قِدْر “طبخة بِحْص الحكومة”. تلك الطبخة التي يُضرَب بها المثل، لكونها لا تنضج أبداً. وتَعِد بها الأمّ الفقيرة أمعاء أبنائها الخاوية، كي يغفوا على جوعهم وانتظاراتهم. نحن اللبنانيّين، مثلنا مثل أولئك الأولاد الجوعى، لكن مع فارقٍ بسيط. هو أنّنا لا ننتظر نضج الطبخة. ولا وعود الطبّاخين. لا ننتظر أحداً أو شيئاً. نخشى، فقط، أن ينقلب علينا قِدْر البِحْص المغلي أثناء غفوتنا. وأن تحرقنا المياه المشتعلة حرارةً، من دون رحمة. ننتظر ونتساءل عن سرّ تلك النكايات التي ألهبت جبهات “حرب الرئيسيْن”؟

حُكّامنا في لبنان يبدعون في فبركة الأعداء. في تفقيسهم كالصيصان. يحقّقون نجاحات قياسيّة للصراع معهم في ألعابٍ طفوليّة وأخرى تافهة وغبيّة. إنّما أكثر ما يبرعون فيه، هو لعبة “عضّ الأصابع”

عندما يكون لدى الإنسان المسؤول العادي (أو غير العادي) قصورٌ ما، يعمل ليُعبّئه، منطقيّاً، بالاجتهاد والبحث، لنهْل المعرفة والمهارات التي تدمل هذا القصور. إلاّ عندنا في لبنان. القصور يجرّ قصوراً وتقصيراً وإمعاناً في الإنكار. يتجاهل صاحب القصور الأدلّة القاطعة على قصوره، في سبيل الحفاظ على رؤيته للأشياء والأمور، كما هي. لا بل ينطلق العمل حثيثاً، للتقصّي عن نواقص و”خبايا” الخصم والعدوّ. يخلق نوع المسؤولين عندنا الأعداء، بكلّ السُبل. العدوّ، في الفكر السياسي الميكافيلّي، حاجة وضرورة. حتّى وإن كان وهميّاً. يعطي “وجود عدوّ” والتخويف منه ومن مخطّطاته، مبرّرات الوجود لأيّ سلطة. المبرّرات لاستخدام نفوذها، بشكلٍ أوسع، وكسب انتماء الناس وتأييدها. لذا، كثيراً ما يبتكر الساسة والحُكّام “عدوّاً”. ليبقوا في الحُكم والسلطة. ليلهوا الجمهور المتفرّج. ليخفّفوا من حدّة التناقضات والكراهيّة والتذمّر الشعبي. وهنا، تشتغل الماكينة الدعائيّة للأنظمة والحُكّام، عادةً، لتوجيه الشعب نفسيّاً كي يقبل فكرة أنّ “هذا عدوّ” و”ذاك صديق”. ونقطة على السطر.

حُكّامنا في لبنان يبدعون في فبركة الأعداء. في تفقيسهم كالصيصان. يحقّقون نجاحات قياسيّة للصراع معهم في ألعابٍ طفوليّة وأخرى تافهة وغبيّة. إنّما أكثر ما يبرعون فيه، هو لعبة “عضّ الأصابع”. تلك اللعبة التي اشتهرت في أيّام الجاهليّة قبل الإسلام. لعبة عجيبة غريبة لتقطيع الوقت الخالي من المشاغل، في ذاك العصر. يلعبها شخصان، فقط لا غير. كلٌّ منهما، يضع إصبعه في فمّ الآخر. يبدأ العضّ المتبادَل حتّى يصرخ أحدهما مستسلماً من الألم. ويُروى أنّ عنترة بن شدّاد أشهر شعراء وفرسان العرب، كان نجم النجوم في هذه اللعبة. ولمّا سألوه وقالوا له، “يا لك من قويٍّ يا عنترة! تؤلِم منافسيك فيصرخون بسرعة وتفوز أنت”. فأجابهم، “وأنا أيضاً أتألّم بشدّة، لكنّني أصبر. والنصر دائماً يكون حليف مَن يصبر على الألم أكثر”. لعبة ابن شدّاد، هي لعبة حُكّامنا المفضّلة. لكنّ الفارق بينهم وبينه، أنّ عنترة كانت له مواهب ومهارات وخصال تدعو للفخر والتباهي بالصبر والنصر. أمّا حُكّامنا، يا حسرة، فإنّهم إذا أرادوا قتل الأرنب يحملون السلاح الذي يُردي النمر، بحسب المثل الهندي.

ونسأل الرئيسيْن الجليليْن: لماذا تعضّون أصابعكم لنصرخ، نحن، وجعاً؟

لأنّ الفاشيّة تصاعدت في لبنان. إنتشرت بين “شعوبه”. تلاشت السياسة، واندثر العمل السياسي. إزدادت الثقوب في مركب الوطن. ما يجعل أملنا بهذه المافيا الحاكمة، خطيئة لا تُغتفَر! فعلى مدار الساعة، نسمع هؤلاء الحمقى يحتقروننا، بوقاحةٍ غير مسبوقة. يحتقرون روحنا وعقلنا وفكرنا وكرامتنا الشخصيّة. كلّ ما يفعلونه هو العبث وتبديد الوقت وتضييع البوصلة، أيضاً. ونسأل بطليْ الحرب: على ماذا خلافكم يا سادة؟ حول التحقيقات في تفجير مرفأ بيروت؟ كلا. حول كيفيّة الحدّ من الفساد المستشري؟ كلا. حول الرؤية الاقتصاديّة لإنقاذ اقتصادنا؟ كلا. حول التدقيق الجنائي؟ كلا. إذاً هو حول القوانين الخاصّة بماليّتنا؟ كلا. هل حربكم هي حول مواقف متباينة، لا سمح الله، من استقلاليّة القضاء؟ كلا. بسبب عدم الاتفاق بخصوص سُبل تحصين الأمن الاجتماعي للّبنانيّين؟ كلا. حول فوضى السلاح؟ كلا. الإستراتيجيّة الدفاعيّة؟ كلا. حول رفع الدعم؟ كلا. حول إطلاق ورشة وطنيّة عاجلة وشاملة للعودة بلبنان من الجحيم؟ كلا وألف كلا. على مااااااااذا إذاً؟

إقرأ على موقع 180  لبنان الكبير.. حاجة عربية ودولية

لم يستطع أحدٌ، حتّى المعنيّون المباشرون بـ”حرب الرئيسيْن”، أن يفكّ ألغاز هذه الحرب. لم يفقه الناس، لا معناها ولا أسبابها ولا أهدافها ولا مآلاتها! ولم أجد لها، شخصيّاً، أيّ تفسير لا في قاموس علم السياسة، ولا في قاموس إدارة الحُكم، ولا في قاموس النضال، ولا في قاموس المقاومة، ولا الإصلاح ولا التغيير ولا التحرير ولا في أيّ قاموس! حتّى قواميس اللغة قالت لي أنّ لا محلّ لها من الإعراب أيضاً! إذاً؟

مَن لم يهزّه مقتلُ مئتيْ لبناني وجرح وتشتّت الآلاف ودمار نصف بيروت، ما الذي يمكن أن يؤثّر به؟ في الحقيقة، سؤال جوابه صعب. لأنّه يدعونا للصراخ. للقول لكلّ البشر، إنّنا لسنا بخير. ولأنّنا، في وسط كلّ هذا الضجيج من الناس، لا نجد مَن نخبره أنّنا لسنا بخير!

يطغى العامل الشخصي في علاقة عون- الحريري، على كلّ ما عداه من العوامل. نحن لا نقلّل، بالتأكيد، من عوامل أخرى تقف في خلفيّة هذا التمثُّل المتجدّد للأزمة المتفاقمة للنظام اللبناني. فـ”حرب الرئيسيْن”، هي ذروة التعبير عن مأزق هذا النظام وعقمه. لكنّ النفور القوي بين الرجليْن، جعلهما غير قادريْن على توقيع “اتفاقٍ” للمساكنة الوزاريّة بينهما! صار النفور سيّد المشاعر. أرخى بثقله على الأزمة السياسيّة المندلعة، منذ أسابيع طويلة. لقد اختلط الشخصي بالدستوري بالسياسي بالقضائي بالمصيري بالوراثي..، وبكلّ حساباتهما المستقبليّة بالنسبة للتموضع في الحُكم والحكومة. في تاريخه، لم يعرف لبنان تجارب كثيرة مماثلة لهذه التجربة. قد تكون “تجربة التنافر” الأبرز، على خطّ الرئاستيْن الأولى والثالثة، هي التي شهدناها في بداية عهد الرئيس السابق إميل لحود. يومها، لجمت عصا النظام السوري الغليظة، وسريعاً، تنامي مشاعر عدم الودّ بين لحود ورئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري.

هل من احتمال لوقف “حرب الرئيسيْن” بشكلٍ من الأشكال؟ كلا، على الأرجح.

صحيحٌ أنّ لبنان 2021 هو غير لبنان 1998، لكنّ خيط التأزيم مستمرّ. كون عامل التأزّم الأهمّ، في تاريخ البلد، لا يزال قائماً: الدولة القاصر المُنتَهَكة. وهذه معضلة لبنانيّة صرفة، لن يحلّها سوى اللبنانيّين أنفسهم. لكن، على مَن تقرأ مزاميرك يا داود؟ لا أمل يُرتجى، قطعاً، من احتمال فهْم الرئيسيْن ما يعنيه تبوّء السلطة والحُكم. ولا رغبة لديهما، كما يبدو، في أداء أدوارهما بشكلٍ طبيعي. هما وكلّ جوقة الزجل في السلطة، لا يؤمنون بالحكمة القائلة “ينبغي أن نعرف كيف نضحّي باللحية لكي ننقذ الرأس”. ويرفضون، رفضاً قاطعاً، قول الإمام محمد عبده أحد أعلام النهضة العربيّة الإسلاميّة، إنّ “الباطل لا يصير حقّاً بمرور الزمن”! يسوسون البلاد والعباد، وفق ثلاثيّةٍ ذهبيّة جديدة هي “سمك، لبن، تمر هندي”!

نعم. بهذه العشوائيّة والتنافر والتضادات، يقرّرون مصائرنا. هكذا، بمناسبة ومن دون مناسبة، يلوّحون بݒروڤات التقسيم. فنراهم ينقسمون إلى فريقيْن. لا يقبلون نقاشاً حول “قضاياهم”. لا يقتنعون بجدوى حوارٍ يمكن أن يحمل إمكانيّة تسوية. بل، يتواجهون ويكيلون، لبعضهم البعض، أرقى الأوصاف الشنيعة.. مثلهم. يوحي كلٌّ منهم، أثناء التقاصف بالشتائم والشعارات والخطابات والبيانات والتغريدات، بتساميه الخُلقي حيال الآخر. إنّهم دوماً على حقّ. بل قلْ، إنّهم الحقّ مجسّداً! أيُعقل؟ حتماً يا صاحِ.

مَن لم يهزّه مقتلُ مئتيْ لبناني وجرح وتشتّت الآلاف ودمار نصف بيروت، ما الذي يمكن أن يؤثّر به؟ في الحقيقة، سؤال جوابه صعب. لأنّه يدعونا للصراخ. للقول لكلّ البشر، إنّنا لسنا بخير. ولأنّنا، في وسط كلّ هذا الضجيج من الناس، لا نجد مَن نخبره أنّنا لسنا بخير!

يقولون إنّ المجرم تموت أحاسيسه، لحظة ارتكابه جريمته الأولى. هكذا يرجّح خبيرٌ في علم النفس العيادي، عندما يُسأل عن “سيكولوجيا المجرم”. فيشرح للسائل، محاولاً تخيُّل شعور وإحساس مَن رمى القنابل الذريّة على هيروشيما وناكازاكي: “ربّما انتابه شعور يشبه شعور ذاك الإنتحاري، عندما يسحب فتيل المفخّخة ليتطاير إرباً بين الحشود!

كلّ حُكّامنا وأحزاب السلطة وأركانها، سلوكهم إنتحاري. تحوّلوا إلى إنتحاريّين. شعارهم في هذه المرحلة، “عليّي وعلى أعدائي يا ربّ”. وصعبٌ، يا أصدقاء، أن يتولّى إنتحاريّون مسؤوليّة حفظ سلامتنا في هذا الوطن. باتوا هكذا، بعدما أيقنوا عجزهم عن إنجاز أيّ عمل كرجال دولة. قصورهم عن تشكيل قضيّة وطنيّة. لا يفقهون، مع “أزلامهم”، سوى بثّ الحقد وتحريض الجار على الجار. ينادي كلٌّ منهم بمظلوميّته. يذرفون دموع التماسيح على ما ألحقه بهم الآخرون من أذى. يتجاهلون ما ارتكبوه، هم، بحقّ الآخرين. لكن أكثر ما يُخرِج المرء من ثيابه، هو سفالات الكلام التي يتفوّهون بها. وبلاهات التصريحات والبيانات الغاضبة المحتجّة، والمُدّعية تصويب الأمور. “يا أولاد الأفاعي، كيف تقدرون أن تتكلّموا بالصالحات وأنتم أشرار؟” (مت 12: 33)

كلمة أخيرة. يقول أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي، وهو يحاول تبيان طبيعة عمله كملاكم: “إنّها مجرّد وظيفة. العشب ينمو. والطيور تطير. والموج يقصف الرمال. وأنا أضرب الناس”. مثله، تهمس لنا سلطتنا، شارِحةً طبيعة نشاطها السياسي في الحُكم والحكومة: “إنّه مجرّد وظيفة. العشب ينمو. والطيور تطير. والموج يقصف الرمال. وأنا أقتلكم”. إقتضى الامتثال بما أكّد عليه هتلر يوماً: “عندما تقود السلطة الحاكمة الشعب إلى الخراب، بشتّى الوسائل والإمكانات، حينئذٍ يصبح عصيان كلّ فردٍ من أفراد هذا الشعب، حقّاً من حقوقه. بل، واجباً وطنيّاً”.

Print Friendly, PDF & Email
وفاء أبو شقرا

أستاذة في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية

Download Premium WordPress Themes Free
Free Download WordPress Themes
Download WordPress Themes Free
Download WordPress Themes
free download udemy paid course
إقرأ على موقع 180  في بحر لبنان رحلةٌ.. ليس كمثلها