أشعل السجال الدائر بين نواب العاصمة بيروت وبين "الجماعة الإسلامية" وجمهورها، نقاشات في الشارع السني، وذلك على خلفية تزايد ما اعتبر "عراضات عسكرية" في شوارع العاصمة ومدن أخرى، في ظل إعادة تفعيل "الجماعة" لجهازها العسكري المعروف باسم "قوات الفجر".
أشعل السجال الدائر بين نواب العاصمة بيروت وبين "الجماعة الإسلامية" وجمهورها، نقاشات في الشارع السني، وذلك على خلفية تزايد ما اعتبر "عراضات عسكرية" في شوارع العاصمة ومدن أخرى، في ظل إعادة تفعيل "الجماعة" لجهازها العسكري المعروف باسم "قوات الفجر".
بشعره القصير وذقنه غير المُشذبة، عاد رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري إلى بيروت، مُشاركاً في إحياء الذكرى التاسعة عشرة لاغتيال والده الرئيس الراحل رفيق الحريري.
أُجريت الانتخابات النيابية اللبنانية فى العام 2022 تحت وطأة أزمة اقتصادية طاحنة وصفها البعض بأنها: إفلاس غير معلن للدولة. وبعد تراكم فى الأحداث، بداية من ثورةٍ هزت النظام السياسى وإن لم تسقطه، إلى أزمة صحية عالمية طاحنة أثَرت فى المداخيل الإنتاجية المحدودة أصلا، وضربت قطاع السياحة أحد مصادر الدخل، وتزامن ذلك مع انفجار مرفأ بيروت بكل ما خلَفه من دمار طال البشر والحجر.
يجري همس لبناني كثير حول تسوية كبرى في طريقها الى لبنان، بتفويض أميركي وبرعاية فرنسية ـ سعودية ـ ايرانية. يطرح ذلك سؤال من سيحجز لنفسه مقعدا على طاولة التسوية من زعماء الطوائف اللبنانية وماهية جدول الأعمال.
أبعد من إنتخابات نيابية، ما زال موعدها رجراجاً حتى الآن، لم يعد لبنان بصيغته السياسية الدستورية الحالية قادراً على اجتراح الحلول من داخله. يصبح السؤال من هي العواصم الدولية والإقليمية التي ستفرض على اللبنانيين تسويتهم التاريخية الجديدة؟
في لبنان، لطالما إرتبط إسم السعودية بالحريرية منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي حتى الأمس القريب. اليوم، لن يكون مستغرباً أن يحُلَ وليد البخاري ضيفاً على شاكر برجاوي في الطريق الجديدة، ولكن هيهات أن يزور ضريح رفيق الحريري لقراءة الفاتحة على روح الرئيس الشهيد.. لأسباب لبنانية وعربية، وحتماً سعودية أولاً!
من الممكن أن يتفهم البعض قرار الرئيس سعد الحريري بتعليق عمله السياسي وعزوفه عن خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة ولكن ما لم يمكن تفهمه هو رفضه المطلق ترشح أي مُنتمٍ إلى "تيار المستقبل" للانتخابات.
تكتسب معركة جزين ـ صيدا في إنتخابات 2022 أهمية خاصة لعوامل عدة، أبرزها غياب النائبة بهية الحريري عن المشهد الإنتخابي للمرة الأولى منذ العام 1992؛ قرار النائب أسامة سعد بالترشح من خارج لائحة الثنائي الشيعي؛ إستمرار حالة الإنقسام في التيار الوطني الحر على صعيد الترشيحات؛ إستمرار تبني الثنائي الشيعي للمرشح الماروني إبراهيم عازار؛ وجود فرصة للتحالف المدني لإحداث خرق في أكثر من مقعد (أسامة سعد ومعه مرشح مسيحي)؛ فضلاً عن عوامل أخرى تتصل بأوزان قوى أخرى كالقوات اللبنانية والكتائب والجماعة الإسلامية إلخ..
تكتسب معركة دائرة بيروت الثانية أهمية إستثنائية في أي معركة إنتخابية، لكنها تكتسي هذه المرة أهمية أكثر إستثنائية في ضوء قرار رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الإنسحاب من معركة الإنتخابات النيابية المقررة في منتصف شهر أيار/مايو المقبل. لماذا؟
الإنتخابات النيابية اللبنانية قائمة في موعدها بقوة الإلحاح الدولي والإقليمي، وبرغم حسابات الأطراف اللبنانية المتنافرة من سعد الحريري المعتكف إلى سمير جعجع المندفع ووليد جنبلاط المتردد وجبران باسيل المكابر ونبيه بري المتوجس وحزب الله المُسبّح بحمد "الستاتيكو" على قاعدة أن الإنتخابات "وجعة راس" لا لزوم لها!