لماذا “تتخوف” تل أبيب من “تصعيد حمساوي” بعد الأضحى؟
BEIT LAHIA, GAZA - JUNE 07: Palestinian children are seen playing in a car wrecked by the Israeli attacks in Beit Lahia, Gaza on June 07, 2021. Palestinians continue their daily lives amid rubbles, damaged and destroyed buildings and cars. (Photo by Ashraf Amra/Anadolu Agency via Getty Images)

Avatar18023/07/2021
إطلاق صاروخي "كاتيوشا" من الجنوب اللبناني بإتجاه شمال فلسطين المحتلة، وضعه المحلل العسكري في "معهد القدس للشؤون العامة والسياسة" يوني بن مناحيم في خانة "إستئناف التنظيمات الفلسطينية المسلحة عملياتها ضد إسرائيل بعد عيد الأضحى".

“تلتزم حركة “حماس” الصمت في مواجهة اتهام إسرائيل بأنها هي التي تقف وراء إطلاق صاروخين أمس (الأول) من الجنوب اللبناني على إسرائيل بواسطة نشطاء فلسطينيين وبموافقة حزب الله. حتى الآن لم يعلن أي تنظيم مسؤوليته عن إطلاق الصاروخين، وفي تقدير مصادر أمنية في إسرائيل، يحاول زعيم “حماس” في القطاع يحيى السنوار فتح جبهات إضافية في مواجهة إسرائيل بالإضافة إلى قطاع غزة للانتقام من إسرائيل لرفضها إدخال المال القطري إلى القطاع.

الهجوم الصاروخي من لبنان الذي لم يحمل “بصمات” هدفه المحافظة على الهدوء في القطاع خلال عيد الأضحى وعدم إغضاب الاستخبارات المصرية التي هي في خضم عملية وساطة تقوم بها بين “حماس” وإسرائيل.

في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يتخوفون من أن تستأنف التنظيمات الفلسطينية المسلحة عملياتها ضد إسرائيل بعد عيد الأضحى وتجدُّد العمليات على السياج الحدودي وضد غلاف غزة من خلال العمليات التي أُطلق عليها اسم “الإرباكات الليلية”، وأيضاً تجدُّد مشروع “مسيرة العودة”. يعتمد هذا التقدير على عدة أسباب:

الحائط المسدود الذي يواجهه إدخال المنحة القطرية الشهرية إلى قطاع غزة. إذ رفضت “حماس” والسلطة الفلسطينية الآلية الجديدة التي اقترحتها إسرائيل لإدخال المال القطري إلى القطاع بواسطة الأمم المتحدة ومصارف في السلطة الفلسطينية. السفير القطري محمد العمادي غادر القطاع وأعلن أنه سيواصل اتصالاته لإدخال المال بعد عيد الأضحى. وهكذا بقيت عشرات آلاف العائلات المحتاجة في القطاع خلال أيام العيد الأربعة من دون الحصول على المساعدة الشهرية التي توازي 100 دولار للعائلة الواحدة.

الوضع الاقتصادي والإنساني الصعب في القطاع، وعدم حدوث أي تقدم في الاتصالات لإعادة إعمار ما دمّرته الحرب الأخيرة، وتضاؤل الأعمال التجارية والأسواق الفارغة وتراجُع القدرة الشرائية، وارتفاع مستوى البطالة، كل ذلك ولّد شعوراً لدى الجمهور الغزّي بأن الحرب الأخيرة أعادته فقط إلى الوراء وأدت إلى تدهور وضعه.

يوني بن مناحيم: مسألة جولة القتال المقبلة بين “حماس” وإسرائيل هي مسألة وقت فقط. الجيش الإسرائيلي قام باستعداداته لمواجهة جولة القتال المقبلة، بما فيها احتمال عملية برية واسعة داخل أراضي قطاع غزة

ج- التصعيد في الحرم القدسي وفي القدس الشرقية – توجد انتقادات شديدة  في الشارع الفلسطيني لـ”حماس” لأنها بعكس وعودها لم تحافظ على المعادلة التي أنشأتها “غزة – القدس”.

أكثر من 1700 يهودي قاموا بزيارة الحرم القدسي برفقة الشرطة وصلّوا في المكان وأنشدوا النشيد الوطني “هتكفا” من دون أن تفعل حركة “حماس” شيئاً. وعادت شرطة القدس إلى استخدام القوة لإجلاء مئات الشبان الذين يتجمعون في ساعات المساء في شوارع ساحة نابلس، تماماً كما حدث قبل عملية “حارس الأسوار”. والانطباع في الشارع الفلسطيني أن “حماس” حافظت على الهدوء لأنها فضلته في فترة عيد الأضحى هذه المرة ولم تشأ إفساد العيد كما فعلت في عيد الفطر الأخير. انطباعات الفلسطينيين بأن حركة “حماس” فقدت الزخم وإنجازات الحرب الأخيرة ضد إسرائيل بدأت تتبدد.

د- الوصول إلى حائط مسدود في اتصالات صفقة تبادُل أسرى جديدة، وحتى الآن لم تحدث انعطافة في محادثات القاهرة مع الاستخبارات المصرية، ولا حتى بشأن المرحلة الأولى من الصفقة، أي تقديم معلومات دقيقة عن وضع الأسرى والمفقودين الأربعة الذين تحتفظ بهم “حماس” في مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من المرضى والنساء وصغار السن.

تدرك “حماس” جيداً المناخ السائد وسط الجمهور الفلسطيني، لذا هنأ زعيم “حماس” إسماعيل هنية سكان المناطق بعيد الأضحى، مؤكداً أن حركته ستواصل دفاعها عن القدس، وأنها هي التي ستحدد زمان ومكان المواجهة المقبلة ضد إسرائيل.

كذلك أكد هنية أن “حماس” لن تتراجع عن الشروط والمطالب التي وضعتها بشأن صفقة تبادُل الأسرى مع إسرائيل. والتي تطالب فيها بإطلاق سراح 1111 أسيراً، أي أكثر من العدد الذي أُطلق سراحه في صفقة شاليط في سنة 2011.

مسألة جولة القتال المقبلة بين “حماس” وإسرائيل هي مسألة وقت فقط. الجيش الإسرائيلي قام باستعداداته لمواجهة جولة القتال المقبلة، بما فيها احتمال عملية برية واسعة داخل أراضي قطاع غزة.

يبدو أن “حماس” تريد استنفاد عملية الوساطة المصرية حتى النهاية، ولا سيما أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعهد، بناءً على طلب شخصي من الرئيس جو بايدن، تحقيق انعطافة في اتصالات التهدئة في القطاع والضغط على “حماس” لمواصلة الاتصالات.

الكباش بين إسرائيل و”حماس” سيتواصل بعد عيد الأضحى مع احتمال كبير لحدوث تصعيد، ومع كل التقدير لمساعي مصر والأمم المتحدة لوقف إطلاق النار وتحقيق التهدئة فإن “حماس” حريصة فقط على مصالحها كما رأيناها في “حارس الأسوار”، وليس لديها أي مشكلة للمبادرة إلى التصعيد للدفع قدماً بأهدافها”. (المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية)

إقرأ على موقع 180  شرعية القيادة.. ومحاذير الإنتقال من المنافسة إلى الصراع

Print Friendly, PDF & Email
Avatar

Download WordPress Themes
Download Best WordPress Themes Free Download
Download Nulled WordPress Themes
Free Download WordPress Themes
free online course
إقرأ على موقع 180  الحرب الباردة تشتعل مُجدداً