
في لحظة من الصمت المباغت، غادرنا صنع الله إبراهيم، ليس كجسدٍ فانٍ، بل كحالةٍ أدبيةٍ فريدة، وحساسيةٍ نقديةٍ حادّةٍ شكّلت وجدان جيل بأكمله. لم يكن رحيله مجرّد خبر وفاة، بل هو انقطاع لرابط حيوي بين الأدب وواجبه في مواجهة الواقع، وشهادة على نهاية زمنٍ كان فيه الكاتب ضميرًا لا يخشى العتمة. كانت مسيرته الإبداعية بأسرها تتجاوز حدود السرد التقليديّ، لتتحول إلى مختبرٍ فنيٍّ يُختَبر فيه الفن أمام قسوة الحياة، ويتحوّل النصّ إلى أداةٍ لتحليل الواقع لا مجرّد حكاية تُروى.