لبنان المقدس في الروايات الإسلامية 

يُروى أن الرئيس اللبناني شارل حلو سأل رئيس الحكومة الأسبق تقي الدين الصلح “ما مشكلتكم مع الفينيقيين"؟ فأجابه الصلح: “لا مشكلة لدينا معهم، ولكن حزب “الكتائب“ أحبهم.. وأكثر في حبهم".

هذا الجواب الحافل باستحضار التنازعات السياسية ومرارتها، ربما يختصر إشكالية كبرى أفضت إلى ابتعاد فئات لبنانية عن البحث في التاريخ الحضاري اللبناني أو النظر إليه بعين الإرتياب، فضلاً عن تجاوز الوقوف عند الروايات الإسلامية التي تفترض لبنان أرضاً مقدسة كما هي بلاد الشام بوجه عام.

من الناحية اللغوية، ورد في “القاموس المحيط“ للفيروز آبادي “ان لبنان، جبل بالشام، وحاجة لبنانية: عظيمة“، وهذا الإقران بين لبنان والعظمة، سيتكرر في أكثر معاجم اللغة العربية شهرة واعتماداً، أي في “تاج العروس“ للزبيدي، و”لسان العرب“ لإبن منظور، على النحو التالي:

يقول الزبيدي “لبنان جبل بالشام، متعبد الأولياء والصالحين، قال إبن الأعرابي: قال رجل من العرب لرجل آخر، لي إليك حويجة، قال: لا أقضيها لك حتى تكون لبنانية، أي عظيمة مثل لبنان“، ويقول إبن منظور: “قال إبن الأعرابي: قال رجل من العرب لرجل آخر: لي إليك حويجة، قال لا أقضيها حتى تكون لبنانية، أي عظيمة مثل لبنان، وهو إسم جبل”.

مع ياقوت الحموي في “معجم البلدان“، تستعيد العظمة اللبنانية حضورها بحروفية قصتها ومفرداتها كما أوردها الزبيدي وإبن منظور، مع اضافة  “ان هذا الجبل المسمى بلبنان فيه من الفواكه والزرع من غير أن يزرعها أحد، وفيه يكون الأبدال من الصالحين“، وينسب ياقوت الحموي إلى أحمد بن الحسين بن حيدرة المعروف بإبن الخراساني الطرابلسي هذه الأبيات من الشعر:

وكيف التذاذي ماء دجلة معرقا / وأمواه لبنان ألذ وأعذب.

يقول شهاب الدين النويري (1279 ـ 1333) في كتابه “نهاية الأرب في فنون الأدب“ إن “الشام موطن الأنبياء عليهم السلام ومعدن الزهاد والعباد، وحُكي ان الأبدال السبعين بأرض الشام، بجبل اللكام وجبل لبنان“ وهذا الجبل يمتد “من بحر القلزم  فيمتد إلى نواحي الشام ويسمى هناك جبل لبنان“، على ما يقول الجغرافي الشريف الإدريسي (1100 ـ 1166) في كتابه “نزهة المشتاق في اختراق الآفاق“، ويرى النويري المشار إليه قبل قليل “أن الله لما خلق الأرض مادت بأهلها، فضربها بجبل السراة فإطمأنت، وهو أعظم جبال العرب وأكثرها خيراً، ويسمى الحجاز، وهو الذي حجز بين تهامة ونجد، وهو آخذ من قعر عدن إلى أطرار ـ أطراف ـ الشام ويسمى هناك لبنان“.

تلك العظمة المقرونة بلبنان، سيضاف إليها مع الحافظ ابن كثير في “البداية والنهاية“ جلالة ومهابة نادرتين للبنان، ففي الجزء السادس من كتابه يقول “ليفرح ارض البادية العطشى ويعطي احمد محاسن لبنان ويرون جلال الله بمهجته“، وعلى هذا النسق يمضي إبن خلدون حين يتناول قصة النبي سليمان وبناء الهيكل، فيقول بعد النبي داوود “قام الملك لإبنه سليمان صلوات الله عليه، وهو إبن اثنتين وعشرين سنة، ولأربع سنين من ملكه شرع في بيت المقدس بعهد إبيه إليه بذلك، وبعث إلى ملك صور ليعينه في قطع الخشب من لبنان، وكان الفعلة في لبنان سبعين ألفاً، ولنحت الحجارة ثمانين ألفاً، وخدمة المناولة سبعون ألفاً، وسمى هذا البيت غيضة لبنان”.

ما الغيضة؟ يجيب عن ذلك ابن منظور في “لسان العرب“ فيقول “الغيضة هي الشجر الملتف“ أي الكثيف والمتعانق، وبهذا المعنى يغدو هيكل سليمان صورة عن أرض لبنان وغاباته وأشجاره.

وحيال ذلك، ثمة سؤال يبرز إلى صلب السياق ومضمونه: من أين جاءت هذه العظمة للبنان؟

الإجابة تفرض حتمية العودة إلى ما ورد في الروايات الإسلامية وكتابات المؤرخين العرب والمسلمين، ومنها على سبيل المثال:

في “الكامل في التاريخ“ لإبن الأثير (1260ـ 1233)، جاء “أوحى الله إلى آدم إن لي حرما حيال عرشي، فانطلق وابن لي بيتا، فقال آدم يا رب وكيف لي بذلك؟ فقيض الله ملكا انطلق به نحو مكة، فكان كل بيت نزله آدم عمرانا وغيره مفاوز، فبنى البيت من خمسة أجبل: من طور سينا وطور زيتون ولبنان والجودي ـ جبل بالقرب من الموصل ـ  وبنى قواعده من حراء“.

العلامة محمد باقر المجلسي (1626 ـ 1699)، سيتوسع في هذه الرواية عبر كتابه “قصص الأنبياء“ وهو أحد أجزاء “بحار الأنوار” ويقول “نادت الجبال يا آدم اجعل لنا في بناء قواعد بيت الله نصيبا، فقال الأمر إلى رب البيت يشرك فيه من أحب، فأذن الله للجبال بذلك، فابتدر كل جبل منها بحجارة منه، وكان أول جبل شق بحجارة منه أبو قبيس، ثم حراء، ثم ثبير، ثم ورقان ثم حمون ثم صبرار ثم أحُد ثم طور سينا ثم دينا ثم لبنان ثم جودي، وأمر الله آدم أن يأخذ من كل جبل حجراً، فيضعه في الأساس ففعل”.

وقبل إبن الإثير والمجلسي، كتب عمر بن شبة (790ـ 877) في “تاريخ المدينة المنورة“ الذي أعيد تحقيقه ونشره في مكة المكرمة عام 1979، فقال “حدثنا محمد بن خالد قال، حدثنا كثير بن عبد الله قال، حدثني أبي عن أبيه قال، قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم: أربعة أجبل من جبال الجنة، أحُد جبل يحبنا ونحبه، جبل من جبال الجنة، وورقان جبل من جبال الجنة، ولبنان جبل من جبال الجنة، وطور جبل من جبال الجنة”.

وعلى غرار ما جاء سابقا، يورد الطبري في الجزء الأول من تاريخه “قيض الله ـ لآدم ـ ملكا، فانطلق به نحو مكة، فكان آدم إذا مر بروضة ومكان يعجبه قال للملك انزل بنا ها هنا، فيقول له الملك مكانك، حتى قدم مكة، فكان كل مكان نزل به صار عمرانا، وكل مكان تعداه صار قفارا، فبنى البيت من خمسة أجبل: من طور سينا وطور زيتون ولبنان والجودي وبنى قواعده من حراء“، وهذا ما يقوله أيضا سبط إبن الجوزي (1186ـ 1256) في “مرأة الزمان في تواريخ الأعيان“ مستندا إلى ابن عباس وروايته القائلة “بُني البيت من خمسة أجبل طور سينا وطور زيتا وابي قيس والجودي ولبنان”.

يسأل سبط إبن الجوزي “قيل فما الفائدة في بناء البيت من هذه الأجبل البعيدة”؟ والجواب من وجوه على رأيه “أحدها  لتشرف هذه الجبال على غيرها، والثاني ليظهر فضلها، والثالث أن معناه أن من حج هذا البيت وطاف به وصلى عنده كتب له من الثواب ما وزنت معه هذه الجبال، والرابع لتشهد لمن حجه كما يشهد الحجر الأسود لمن التمسه”؟

وبطريقة أو بأخرى، ستجد جبال لبنان مكانتها العظيمة والجليلة في الروايات الإسلامية والكتابات التاريخية العربية، ففي “تاريخ دمشق” لإبن عساكر ما يستحق إعطاؤه حيزا مسهبا وواسعا بعض الشيء، نظرا لخطورة ما يذكره وما ينقله، يقول ابن عساكر:

“أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ابو الفضل بن خيرون، أنبأنا إبن الصواف، أنبأنا بن ابي شيبة، عن إبن ميمون، عن الزبرقان، عن الوراق، عن سعيد وقتادة، أن البيت بني على أمر قديم كان قبل إبراهيم واسماعيل“، فبنياه من خمسة أجبل: من حراء ولبنان والجودي وطور سيناء وطور زيتا وبنيا القواعد من حراء“، وإذ يعيد إبن عساكر هذه الرواية مرات عدة وينسبها إلى آخرين، ينتقل إلى جانب آخر من الروايات التي جاء فيها “جبل الخليل ولبنان والطور والجودي، يكون كل واحد منها يوم القيامة لؤلؤة بيضاء تضيء ما بين السماء والأرض“، ويزيد إبن عساكر قائلا “جبل لبنان كان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولبنان احد الثمانية أجبل تحمل العرش يوم القيامة”.

بصرف النظر عن جموح إبن عساكر بمقولته الأخيرة، أو بجموح غيره بما ورد سابقا من روايات وما سيلي منها، بإعتبار يوم القيامة أو بناء الكعبة المشرفة من علم الغيب وهو من مخصوصات الخالق، إلا أن قراءة دلالات تلك الروايات بعد تجفيف جموحها، يمكن إدراجها في دائرة المكانة الرفيعة التي تقارب القداسة للحضور اللبناني في العقل الروائي والتأريخي لدى المؤلفين والكاتبين، وهذه المكانة تتجلى بالتالي:

إقرأ على موقع 180  المتاهة: أسرار العلاقات اللبنانية ـ الإسرائيلية

يقول سبط إبن الجوزي “لما خرج ابراهيم من مصر نزل جبل لبنان وأقام به مدة، فاشتاق إلى الأرض المقدسة، فأوحى الله إليه اصعد على رأس لبنان وانظر أي مكان من الأرض فهو مقدس، فنظر وانتهى بصره إلى دمشق والشام والأردن وفلسطين فقال الله تعالى هذه الأرض كلها مقدسة”.

للبنان نصيب في بناء البيت العتيق، وفي صناعة سفينة نوح، وفي تشييد هيكل النبي سليمان، وفي كون قلعة بعلبك مقرا لسليمان، فضلا عن أن أربعة من أولي العزم الخمسة، أي سادة الأنبياء والمرسلين كان لهم شأن عظيم على أرض لبنان بحسب تلك الروايات، وهم ابراهيم وموسى في جبل لبنان، ونوح في البقاع والسيد المسيح في جنوبي لبنان

وعلى ما يروي إبن عبد ربه في “العقد الفريد“ أن الله “أوحى إلى موسى في التوراة: يا موسى بن عمران يا صاحب جبل لبنان، أنت عبدي وأنا الملك الديان، لا تستذل الفقير ولا تغبط الغني“، وهذه الرواية يوردها إبن قتيبة الدينوري في “عيون الأخبار” على الوجه الآتي “أوحى الله  تعالى إلى موسى عليه السلام بطور سيناء: يا موسى إبن عمران صاحب جبل لبنان، أنت عبدي وأنا إلهك الديان، لا تستذل الفقير ولا تغبط الغني بشيء يسير، وكن عند ذكري خاشعا، وعند تلاوة وحيي طائعا”.

وأما النبي سليمان، فبالإضافة إلى المشهور عن بناء أهل مدينة صور اللبنانية  لهيكله، فلمدينة بعلبك نصيب وافر معه من الروايات المنسوبة إلى تواريخ الأنبياء، وحول ذلك يقول النويري في “نهاية الأرب“ في بعلبك ملعبان “كبير وصغير، فالكبير، يُحكى أن من بناه سليمان بن داوود عليهما السلام“، وفي “مسالك الأبصار في ممالك الأمصار” لإبن فضل العمري أن “ملعب بعلبك باقي منه عمد بقلعتها الآن، وما في سورها من الأحجار العظام  والصخور الراسية كالجبال، يقال إنه من بناء سليمان بن داوود“ وفي “نزهة المشتاق” أن بعلبك “مدينة خصيبة وكثيرة الغلات ووافرة الكروم وغزيرة الفواكه، فيها من عجيب البناء وآثار يجب ذكرها لشماختها، ذلك أن فيها من عجيب البنيان ملعبين، الصغير والكبير، فالكبير، يُحكى أنه بُني في أيام سليمان”.

وفيما تتعدد الروايات المتصلة بعلاقة النبي سليمان بمدينة بعلبك، وتذهب إلى حدود إقامته فيها، كما أن كثرة منها تشير إلى دأبه على المرور في المدينة، ففي “آثار البلاد وأخبار العباد” لزكريا بن محمد القزويني “أن اصطخر مدينة بأرض فارس قديمة لا يُدرى من بناها، كان سليمان عليه السلام يتغدى بأرض الشام ببعلبك ويتعشى بإصطخر”، ويزيد القزويني قولا إن “بعلبك مدينة مشهورة، وهي قديمة كثيرة الأشجاروالمياه والأثمار والخيرات، وبها أبنية وآثار عجيبة، قيل إنها كانت مهر بلقيس، وبها قصر سليمان بن داوود، وقلعتها مقام الخليل، وبها دير الياس النبي”.

بعلبك كانت مهر بلقيس؟

ذاك ما يورده أيضا ياقوت الحموي في معجمه، إذ يخصص فصلا طويلا للحديث عن بعلبك، فهي “مدينة قديمة فيها ابنية عجيبة لا نظير لها في الدنيا، وقيل إنها كانت مهر بلقيس، وبها قصر سليمان، وهو مبني على أساطين الرخام“، وفي حين أن السيد نعمة الله الجزائري لا يقترب من الحديث عن مهر بلقيس، لكنه لا يبتعد عن انتقال النبي سليمان بين بعلبك واصطخر، ويقول في  كتابه “النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين“ إن سليمان: “كان يصلي الغداة بالشام والظهر بفارس”.

ولا يختلف أمر لبنان مع النبي نوح، ويشير إبن الإثير إلى أن نوحا بنى مدن بابل ودمشق وصور، فهذا يعني بعد الطوفان، وللأخير قصص وروايات لم ينته الجدال حولها حتى اليوم، ومن تفاصيلها أن سفينة نوح بُنيت من خشب لبنان وفي منطقة البقاع اللبنانية بالذات، ويقال في ذلك:

بحسب سبط إبن الجوزي أن “دمشق كانت دار نوح ومنشأ السفينة من خشب لبنان، وركب فيها من عين الجرـ بلدة عنجرـ  في البقاع ببلد بعلبك وهو واد بين جبلي لبنان وسنير“، وينقل الصاحب إبن شداد الحلبي (1217ـ1285) عن إبن عساكر قوله “دمشق كانت دار نوح وإن التنور ـ الطوفان ـ فار من جبل لبنان والله أعلم“، وفي “الإشارات لمعرفة الزيارات“ لأبي الحسن الهروي (1145ـ 1215) أن بلدة الكرك بها قبر نوح، وذكر أصحاب السير أن قبر آدم ونوح وسام وإبراهيم وإسحاق ويعقوب في أرض القدس بالمغارة، والله أعلم”.

ويقول احمد بن يوسف القرماني (1533ـ1610) المولود في دمشق في كتابه “اخبار الدول وآثار الأول“ اختلف في مكان قبر نوح فقيل بمسجد الكوفة وقيل بالجبل الأحمر وقيل بذيل جبل لبنان في مدينة الكرك، وهو الأصح، وله هناك قبر يزار ويتبرك به الى يومنا هذا“، وفي ”ذيل مرآة الزمان“ للشيخ قطب الدين موسى بن محمد اليونيني “ان عيسى بن موفق بن المزهر توفي في بعلبك ليلة الأحد خامس صفر، وحُمل إلى قربة بحوشية من قرى البقاع البعلبكية، وهي شمال كرك نوح عليه السلام“، وينحو بحث حديث وعميق للشيخ جعفر المهاجر، منحى القائلين بأن الطوفان جرى في منطقة البقاع و“إن السفينة كانت عبارة عن طوف أو رمث كبير صنعه نوح بيده من الأخشاب المتوفرة في الغابات المحلية، أي من منطقة البقاع وما يجاورها، وفقا لما نصه في كتابه الموسوم بـ“كرك نوح القصة الحقيقية للطوفان”.

في التفاسير القرآنية، يمكن الإطلالة على ما يلي:

ـ في “المحرر الوجيز لتفسير الكتاب العزيز“ لإبن عطية “قال ابن عباس رضي الله عنه، صنع نوح الفلك ببقاع دمشق وأخذ عودها من لبنان”.

ـ في “الجامع لأحكام القرآن“ للقرطبي “روي عن عمرو بن الحارث قال: عمل نوح سفينته ببقاع دمشق، وقطع خشبها من جبل لبنان”.

ـ في “مجمع البيان في تفسير القرآن“ للعلامة الطبرسي “أن التنورـ علامة الطوفان ـ  كان بعين وردة من أرض الشام“، لكن الطبرسي لا يأخذ بهذه الرواية ويُعلي من شأن الرواية القائلة بأنها كانت في ناحية الكوفة.

قبل الإسلام نظم أمية بن الصلت شعراً عن الطوفان ولبنان فقال:

مُنجِ ذي الخير مِن سفينة نوح / يوم بادت لبنان من أُخراها

فار تنوره وجاش بماء / طم فوق الجبال حتى علاها.

في المحصلة النهائية لمجمل الروايات الإسلامية، وبغض الطرف عن دقتها، فإن للبنان نصيبا في بناء البيت العتيق، وفي صناعة سفينة نوح، وفي تشييد هيكل النبي سليمان، وفي كون قلعة بعلبك مقرا لسليمان، فضلا عن أن أربعة من أولي العزم الخمسة، أي سادة الأنبياء والمرسلين كان لهم شأن عظيم على أرض لبنان بحسب تلك الروايات، وهم ابراهيم وموسى في جبل لبنان، ونوح في البقاع والسيد المسيح في جنوبي لبنان، والله أعلم.

آخر الكلام دعاء:

يا نار كوني برداً وسلاماً على لبنان، كما كنت برداً وسلاماً على إبراهيم.

Print Friendly, PDF & Email
Download Premium WordPress Themes Free
Download WordPress Themes Free
Download Premium WordPress Themes Free
Download WordPress Themes
download udemy paid course for free
إقرأ على موقع 180  لبنان.. حوار الطمأنة الوطنية لا حوار الطرشان