أوميكرون-2 بحلّة جديدة، ماذا يجب أن نعرف؟

قبل قراءة هذا المقال يجب الإشارة إلى أن لا داعي للهلع والخوف والتفكير بأنّ هذا الكابوس لن ينتهي أبدًا، بل الأمور أبسط من ذلك بكثير، ما سنشير إليه هنا أنه لن ينتهيَ ولو بعد مئات السّنين، فهذا الفيروس قد حجز لنفسه مكانًا جيدًا بيننا.

أوميكرون نفسه الذي أثار موجات من الهلع عند ظهوره الأول في جنوب افريقيا قد تحوّر الآن وأصدر لنا نسخة جديدة ومنقحة تحت اسم “أوميكرون 2” أو علميًا BA.2، ماذا نعرف عن هذا الجديد أو المتحوّر الفرعي؟

  1. المتحوّر الجديد لا يعتبر فيروسًا جديدًا، بل هو متحوّر فرعي من أوميكرون كون الطفرات لم تغيّره كليًا.
  2. 2 أكثر قدرةً على الانتشار من أوميكرون بمرة ونصف (1.5) وهو بالفعل بدأ بالسيطرة على عدّاد الاصابات في عددٍ من البلدان الأوروبية مثل الدانمارك، المملكة المتحدة وألمانيا، كما ينتشر حاليًا في الولايات المتحدة الأميركية ولكن بصورة أبطأ.
  3. منظمة الصحة العالمية لم تشر، حتى الآن، إلى انّ المتحور الفرعي هو “مثير للقلق” ولا يوجد أي دراسة تؤكّد إلى أنّنا نواجه فيروسًا أشد أو أكثر فتكًا من أوميكرون، كما صرّح المتحدث باسم مركز السيطرة على الأوبئة CDC كريستن نوردلاند، ولكن لا معلومات مؤكدة حول إمكانية هذا الجديد من إصابة من أصيب في وقت سابق بالمتحوّر أوميكرون.
  4. لا يؤدي 2 إلى إضعاف أو الحد من فعالية اللقاحات المستعملة حاليًا، فما زالت الجرعة المعززة (الثالثة) أساسية في مكافحة أوميكرون 1 و2 كما تقوم الشركات المصنعة للقاحات بالإستعدادات اللازمة لإنتاج لقاح مضاد بسلالة الأوميكرون كونها الأكثر انتشارًا اليوم حول العالم.

تشخيص الـ PCR للمتحوّر الجديد

قبل الدخول في هذا البحث، لا بدّ من التأكيد على أنّ فحوصات التشخيص المعتمدة على تقنية الـPCR تحمل نسبة عالية من الخطأ التشخيصي، فهي بالأساس ليست مخصصة لتشخيص الإصابة بفيروس محدّد بل لتضخيم وتكثير معلومات وراثية جينية، (إقرأ على موقع 180: الـ PCR ضروري لكن “المُتهم” ليس كورونا فقط – فؤاد إبراهيم بزي – 180Post)

لا يجب علينا أن نتغنى بقيام بعض الدول بإلغاء الإجراءات الصحية نهائيًا للبناء عليها في بلد مثل لبنان لم تصل نسبة التلقيح فيه بالجرعة الثانية لأكثر من 30%

مع أوميكرون 1، كانت المختبرات تعتمد على فكرة عدم وجود الجين S للتأكيد على أنّ الإصابة هي بالمتحوّر المذكور آنفًا كون هذا الجين حذف ولكن مع أوميكرون 2 عادت الفحوصات لتلحظ وجوده ما يضاعف صعوبة تأكيد الإصابة أهي بالمتحور أوميكرون أم غيره، ولكن من باب الاطمئنان، ما زالت فحوصات الـ PCR سارية المفعول بنسب معيّنة.

 خلاصة وخاتمة

الدفع بأي مجتمع نحو إعادة الفتح بشكل كلّي يجب أن تستند إلى أمر أساسي، ألا وهو نسب تلقيح أكثر من 60% من مجموع المقيمين في بلد معيّن، والقول بغير ذلك على شاكلة أنّ الفيروس يضعف ويصبح أقل قوة وقدرة على الإصابة هي معلومات مغلوطة ستؤدي إلى ما لا يحمد عقباه ففيروس كورونا شأنه شأن كلّ الفيروسات الرجعية لن يتوقف عن التحوّر ونحن لن نتمكن من السّيطرة على هذا الأمر ولكن يمكننا الحدّ منه، فكلّ انتشار كبير هو حاضن لمتحوّر جديد، من بين ملايين الاصابات سيكون هناك شخص لم يتلقَ اللقاح وجسمه الضعيف سيسمح للفيروس بالتكاثر والتغيّر بكل حريّة ليتسبب هذا الشخص بإعادتنا خطوات إلى الوراء.

أمّا في لبنان، فيمكن القول إنّ معظم (لا كلّ) الإصابات في المستشفيات اليوم هي من غير الملقحين، وعدم أخذ اللقاح (أي لقاح) هو أشد خطرًا على الشباب مقارنة مع المتقدمين في العمر وأصحاب الأمراض المزمنة من الملقحين.

نعم اللقاح ليس ضامنًا لعدم الإصابة نهائيًا، بيد أنّ إصابتك مع لقاح ستعاني معها من حرارة بسيطة وأوجاع في الجسم لبعض الأيام بدل أن تحتاج لآلات إنعاش سيرعبك شكلها قبل أن ترى طريقة عملها، كما لا يجب علينا أن نتغنى بقيام بعض الدول بإلغاء الإجراءات الصحية نهائيًا للبناء عليها في بلد مثل لبنان لم تصل نسبة التلقيح فيه بالجرعة الثانية لأكثر من 30%، مفاجئة حقًا هذه النسب!

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  يُلامُ حزب الله كثيراً.. ولكن؟
فؤاد إبراهيم بزي

كاتب متخصص في المواضيع العلمية

Download Premium WordPress Themes Free
Download Best WordPress Themes Free Download
Download Nulled WordPress Themes
Download Premium WordPress Themes Free
download udemy paid course for free
إقرأ على موقع 180  خطاب نصرالله: الثقة والتواضع.. قبل التشكيك والتخوين