
لا يكاد يمرّ يوم واحد دون أن تضيف الدراسات العلمية الجديدة أمرًا مفيدًا على صعيد لقاحات فيروس كورونا، وها هو لقاح الجرعة الواحدة ينزل إلى ساحة المعركة بعد موافقة وكالة الأغذية والدواء الأميركية على السماح باستعمال لقاح شركة "جونسون أند جونسون".
لا يكاد يمرّ يوم واحد دون أن تضيف الدراسات العلمية الجديدة أمرًا مفيدًا على صعيد لقاحات فيروس كورونا، وها هو لقاح الجرعة الواحدة ينزل إلى ساحة المعركة بعد موافقة وكالة الأغذية والدواء الأميركية على السماح باستعمال لقاح شركة "جونسون أند جونسون".
تقول النكتة في لبنان أنّه بعد دخول أحدهم إلى محل لشراء الدجاج، بدأ العاملون يسألونه تفاصيل تتعلق بنوعية الدجاج الذي يريده، وراحوا يرسلونه من طابق إلى آخر، إلى أن أجابه أخيرًا أحدهم بأنّه ليس لدينا دجاج ولكن "حلو النظام".
كأنّ الدراسات المتعلّقة بفيروس كورونا المستجد لا تريد أن تتوقف عن مباغتتنا كلّ يوم بل كلّ ساعة بجديد، فلا معلومة ثابتة حتى الآن، وهذا ديدن العلوم، كلّ شيء قابل للنقض والنقد، سعياً للتطوير وتقديم الأفضل للبشرية.
عن المرفأ مجدّدًا، المكان الذي يسكننا منذ 4 آب/ أغسطس 2020، فكما كلّ لبنان طرح على نفسه سيلًا من الأسئلة، بدأت مع كيف لعاقل أن يعلم بوجود 2750 طنًا من متفجرات الأمونيوم بجانبه ولا يُصرّح أو يصرخ؟ هل من مزيد؟ ببساطة نعم، كلّ يوم نفاجأ بالمزيد من المفاجآت.
سبوتنيك كلمة مركّبة بالروسية، ارتبطت في ما مضى بالبرنامج الفضائي السوفياتي مع أول قمر صناعي وُضع في مدار الكوكب وتعني السّائر على الدرب، ومن هنا كانت تسمية اللقاح المنتج في روسيا، "سبوتنيك V" بالسّائر على الدرب، فهو كان أول الواصلين.
يتغيّر ويتحوّر ويتحايل. يمارس أفضل ألاعيبه التي أبقته بيننا منذ فجر الحياة حتى اليوم. كلّما تعرّف عليه جهاز المناعة وحفظ طريقة التعامل معه لبس وجهًا آخر. إنّه الفيروس.
من المأساة أن يصبح خبر توقيع أمر الدفع للشركة الفائزة بورقة اللوتو اللبنانية، ونقصد بها "فايزر"، مُفرحًا وإيجابيًا، ومتى؟ الآن في كانون الثاني/ يناير 2021، أي بعد حوالي السنة من انطلاق صافرة كورونا في لبنان والعالم.
في لبناننا اليوم فوضى عارمة. لا معيار حاكماً حتى في أدقّ أمورنا: صحتنا. لو تابعت الأخبار الصحيّة في كلّ العالم للفت انتباهك دقة الجهات الصحية في رسم البروتوكولات العلاجية لفيروس كورونا المستجد، إلّا لبنان.
يقول المثل العامي "قد بساطك مد إجريك". بطبيعة، يعني ذلك في حالة لبنان المأزوم إقتصادياً ومالياً ونقدياً وصحياً إلى البحث عن الخيارات التي لا تكبده أعباء إضافية من جهة وتساعده في توفير اللقاحات ومن خلالها المناعة لأغلبية الشعب اللبناني في مواجهة فيروس كورونا، من جهة ثانية.
أول ما تستقبل الناس أمرًا جديدًا تأخذه على محمل الخوف والحذر، وكأنّ هذا الأمر مطبوعٌ في كلّ الأجناس التي تعيش على هذا الكوكب، أي الخشية من كلّ ما لا تعرفه.