“يسرائيل هيوم”.. ما هي التحديات الأمنية التي تنتظر نتنياهو؟

Avatar18009/11/2022
الكاتبة في "يسرائيل هيوم" ليلاخ شوفال تعرض للتحديات التي تنتظر وزير الحرب الإسرائيلي الجديد من النووي الإيراني إلى الميدانين السوري والفلسطين مروراً بتحديات داخلية أبرزها تحدي الحرب البرية.

“مرّ نحو أسبوع على الانتخابات، وفي جهاز الأمن يستعدون لتبادل سريع في مكتب وزير الدفاع. يجري بيني غانتس، الوزير المنصرف، منذ الآن محادثات وداع، ويستعد لإخلاء المكتب في أقرب وقت ممكن. لم تحسم هوية وزير الدفاع القادم بعد، لكن من الواضح أن ثمة تحديات أمنية مركبة جداً أمام الوزير الجديد، بخاصة في ظل حكومة قسم من أعضائها ليسوا مقبولين من الإدارة الأميركية، وبعضهم صرّحوا في الماضي بأن سلوك جهاز الأمن ليس مقبولاً من ناحيتهم في مواضيع مثل تعليمات فتح النار.

النووي الإيراني

التهديد الأول في علوه، والذي سيشغل بال وزير الدفاع التالي، هو بالطبع النووي الإيراني. فمنذ ترك بنيامين نتنياهو مكتب رئيس الوزراء غيّرت الإدارة الأميركية لجو بايدن نهجها تجاه إيران، وبالتوازي مع التخفيف الكبير في العقوبات على طهران أعلنت أن في نيتها التوقيع في أقرب وقت ممكن على اتفاق نووي جديد معها.

كما ان من حل محل نتنياهو، نفتالي بينيت، ويائير لابيد، ووزير الدفاع غانتس لم يستطيبوا نهج بايدن بالنسبة للاتفاق النووي، واعتقدوا أنه اعاد للإيرانيين قدرة المساومة بالذات في الوقت الذي بدأ النظام هناك يشعر جيداً بآثار العقوبات. بخلاف نتنياهو في زمن ادارة باراك اوباما، اجتهدت حكومة بينيت – لابيد جدا ألا تتخذ نهجاً كيدياً تجاه الولايات المتحدة في هذا السياق.

التقدير السائد في قيادة جهاز الأمن هو ان “حزب الله” غير معني بمواجهة مع إسرائيل، ولكن كما هو معروف، تنشب الحروب عامة بشكل مفاجئ، وسبق أن تبين لنا في السنوات الاخيرة انه بين الحين والآخر تجد إسرائيل و”حزب الله” نفسيهما قريبين من المواجهة

العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة أقوى بكثير من العلاقات الشخصية بين الرئيس بايدن وبين رئيس الوزراء، لكن مع ذلك يخيل أن الديمقراطيين لا ينسون لنتنياهو صداقته العميقة مع كريه روحهم، دونالد ترامب، والنهج الاستفزازي الذي اتخذه تجاه الإدارة الديمقراطية السابقة برئاسة اوباما. وبالتالي يخيل أن احدى مهام وزير الدفاع التالي، كائنا من كان، ستكون محاولة خلق علاقات طيبة مع الإدارة الديمقراطية بشكل لعله يلطف حدة البرودة التي يحتمل أن تظهر تجاه نتنياهو.

في جوهر الأمر، برغم إرادة بايدن الشديدة للتوقيع على اتفاق مع إيران، حتى الآن، فان التوقيع يتأخر والادعاء هو أن الكرة توجد في ايدي إيران. يخيل في هذه اللحظة أن أياً من الطرفين ليس لديه الوقت لأن يعنى بذلك؛ لان إيران عالقة حتى الرقبة في موجة احتجاج داخلية اجتاحت الدولة في ضوء قمع حقوق الفرد للنساء، بينما الأميركيون منشغلون في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.

في إسرائيل ينظرون بعيون مرهقة الى التقدم الإيراني نحو النووي، وفضلا عن الاعمال الخفية المنسوبة لـ”الموساد”، سرعوا في الجيش الإسرائيلي ايضا الاستعدادات للهجوم على مواقع نووية في إيران. غير أنه تحت سلطة نتنياهو، أهملت إسرائيل على مدى سنين استعداداتها لهجوم محتمل في إيران، وفقط بعد تبدل الإدارة في واشنطن، حين خففت الولايات المتحدة الضغط الاقتصادي على إيران وسرعت هذه الأخيرة التخصيب النووي، تلقى الجيش الإسرائيلي تعليمات لإخراج المخططات من الجوارير وإعداد خيار عسكري ذي مصداقية.

ستكون مسألة الهجوم الإسرائيلي على إيران اغلب الظن مهمة جدا في ولاية وزير الدفاع التالي. ويخيل أن الانشغال في ذلك بدأ منذ الآن، إذ في الايام الاخيرة اقتبس عن النائب تساحي هنغبي من قدامى “الليكود”، كمن يعتقد بان نتنياهو سيسعى الى هجوم مستقل على مواقع النووي في إيران. في هذا السياق نذكر انه قبل نحو عقد فقط كانت المعارضة الحازمة لكل مسؤولي جهاز الامن هي التي منعت نتنياهو ووزير الدفاع في حينه، ايهود باراك، من ارسال الجيش الإسرائيلي للهجوم في إيران. في سلاح الجو، وفي شعبة الاستخبارات “امان”، وفي “الموساد”، وفي كل الأجسام المؤتمنة على ذلك وإن كانت تعمل هذه الأيام على إعداد خطة عسكرية للهجوم، إلا أن محافل مطلعة على التفاصيل تعتقد أن القدرات الإسرائيلية اليوم محدودة جداً في مواجهة توزيع وتحصين مواقع النووي في أرجاء إيران، وبرغم حقيقة أنه في كل يوم يمر تتحسن فيه القدرات الإسرائيلية. من يوجد في التفاصيل يدعي في أحاديث مغلقة بأنه من الصعب جداً التصديق بأن أحداً ما بالفعل سيبعث الجيش الإسرائيلي إلى هذه المهمة.

من يتعين عليه ان يتخذ القرار بالنسبة للسلوك الإسرائيلي تجاه إيران وان كان هو الكابينت السياسي الأمني ورئيس الوزراء الا انه اذا لم تقع مفاجأة سياسية ما، من شأن الكابينت ان يتشكل من اناس ذوي تجربة امنية قليلة جداً هذا اذا كانت أصلاً. وسواء أحصل غالنت على منصب وزير الدفاع أم لا، فانه سيكون الوحيد الذي كان جزءاً من هيئة اركان الجيش الإسرائيلي.

إقرأ على موقع 180  ميدفيديف عن الحرب الباردة الجديدة: تفاديها بإكتساب حكمة التسوية

رئيس أركان جديد

بالتوازي مع تبديل وزير الدفاع، فان رئيس الأركان ايضا سيتبدل بعد نحو شهرين. رئيس الأركان التالي، اللواء هرتسي هليفي، عينه غانتس، ونذكر فقط ان نتنياهو ومقربيه حاولوا عمل كل شيء كي يؤجلوا الإعلان عن التعيين الى ما بعد الانتخابات، لكنهم لم ينجحوا في ذلك.
هليفي، رئيس “الشاباك” ورئيس “الموساد” قد يجدون أنفسهم في واقع مركب تحت حكومة بعض اعضائها قد يطالبون بارسال الجيش الإسرائيلي للهجوم في إيران أو ان يقرروا بان على الجيش الإسرائيلي ان يغير تعليمات فتح النار.

ان مسألة جاهزية الجيش البري للحرب يجب أن تقف في مكان عال جدا في سلم اولويات وزير الدفاع التالي. إذ كما هو معروف، في المرة السابقة التي كان فيها الجيش الإسرائيلي غارقا في “المناطق”، نشبت حرب لبنان الثانية، ووصل الجيش البري اليها وهو صدئ جدا

الجيش البري

وبالفعل، احد المواضيع المركزية التي تشغل بال الجيش الإسرائيلي هذه الأيام هو “الإرهاب” المعربد في “يهودا” و”السامرة”. فالعمليات المتواترة تستوجب من الجيش الإسرائيلي ان يحتفظ بحجم كبير جدا من القوات في المنطقة، الحقيقة التي تمس بتدريبات الجيش وإعداده للحرب. سيتعين على وزير الدفاع التالي أن يعطي الرأي في ذلك، وبخاصة عندما يكون وضع الجيش البري ليس لامعاً.

ان مسألة جاهزية الجيش البري للحرب يجب أن تقف في مكان عال جدا في سلم اولويات وزير الدفاع التالي. إذ كما هو معروف، في المرة السابقة التي كان فيها الجيش الإسرائيلي غارقا في “المناطق”، نشبت حرب لبنان الثانية، ووصل الجيش البري اليها وهو صدئ جدا. في هذه اللحظة فان التقدير السائد في قيادة جهاز الأمن هو ان “حزب الله” غير معني بمواجهة مع إسرائيل، ولكن كما هو معروف، تنشب الحروب عامة بشكل مفاجئ، وسبق أن تبين لنا في السنوات الاخيرة انه بين الحين والآخر تجد إسرائيل و”حزب الله” نفسيهما قريبين من المواجهة.
غزة وسوريا

في احصاء التحديات الامنية التي يقف امامها وزير الدفاع الجديد لا يمكن ألا نذكر قطاع غزة الهادئ نسبيا منذ حملة “بزوغ الفجر” في الصيف الاخير (باستثناء صاروخ واحد اطلق نحو إسرائيل في نهاية الاسبوع بعد تصفية ناشط في “الجهاد الاسلامي” في الضفة). والى هذا ينبغي ان تضاف ايضا الحرب الإسرائيلية ضد التموضع الإيراني في سوريا وفي مجالات اخرى، والعلاقات المركبة والحساسة لإسرائيل مع الروس، التي برغم الحرب في أوكرانيا، لا يزالون غارقين عميقاً في سوريا ايضا ومن شأنهم أن يهددوا حرية العمل الإسرائيلي في الشمال (…)”.

(*) المصدر: جريدة “الأيام” الفلسطينية.

Print Friendly, PDF & Email
Avatar

Download Best WordPress Themes Free Download
Premium WordPress Themes Download
Premium WordPress Themes Download
Premium WordPress Themes Download
free download udemy paid course
إقرأ على موقع 180  ما بعد 4 آب بعيون فرنسية: حتماً سيُولد لبنان جديد