قصة النجاح الروسي ضد إنكار مشجعي المنتخب الأمريكي!
Prigozhin Caricature

ملحوظة هامة لا تتجاهلها: لا تقرأ هذا المقال الهزلي، فهو فخ، وعنوانه فخ، والقصة الخيالية الساخرة التي يُقدّمها مجرد.. فخ!

إذا ما نظرنا إلى ردود الفعل اللاهثة، في الحدثين اللذين وقعا في الشهور الأخيرة بخصوص قوات أو ميليشيات “فاغنر”، أي تمرد يفغيني بريغوجين ثم موت الأخير بعد نحو شهرين، لا يمكن تجاهل فئة تُصر على الإنكار حد تمني رؤية روسيا تخسر حربها ضد أوكرانيا.

كل ما يحتاجه الأمر لمواجهة هؤلاء المتوهمين، هو وضع أمرين فقط أمام أعين المتابعين من “مشجعي المنتخب الأمريكي”. أولهما مآسي أوكرانيا، وثانيهما نجاحات روسيا، لعل البعض يتوقف عن اللهاث وراء أوهام خسارة روسية عند كل فرصة يجدونها مناسبة، ليقوموا بمحاولات بائسة لتبرير صحة ما يقولون، برغم مفارقته أرض الواقع تماماً.. كالعادة!

مقدمة ضرورية قبل سرد القصة:

دائماً ما تزور ملامحي ابتسامة عريضة حين أقرأ، أسمع أو أشاهد مثل هذه الأصوات، ليس لاتباعها وسائل الإعلام الغربية، أو لتمنيها خسارة روسيا، أو لكرهها لفلاديمير بوتين، أو غرامها الواضح بالنموذج الغربي. بل لسبب أكثر بساطة من كل ذلك، وهو الإنكار.

إنكار يُمثّل عناد من أسميهم “مشجعي المنتخب الأمريكي”، وعن حق.

يكتشف أي صاحب منطق ومتابع لوقائع الأمور، نقطتين أساسيتين:

الأولى؛ لا فائدة على الإطلاق من مناقشة التفاصيل والحقائق مع هذه العقول، كما بالضبط لا توجد فائدة من التفاوض مع المنتخب الأمريكي، فهذا الفريق ومن يُشجّعه لن يفيقوا، إلا بعد زمن طويل يكون فيه ما يمرون به الآن من إخفاقات – وبغض النظر عن روسيا – واضح لكل ذي عينين بشكل لا يمكن معه أن تستمر تمنياتهم أو أوهامهم. هم عاشقون ولهون ومستفيدون من النظام العالمي القائم، وأي تهديدات صغرت أو كبرت، نجحت أو فشلت لذلك النظام، تستفز استقرارهم النفسي، الفكري، وكذلك المعيشي. فكّر في هذه الكلمة الأخيرة بعمق لو سمحت! “المعيشي”.

الثانية؛ على الرغم من تهافت منطق هذه الأصوات أمام وقائع الأمور، فإنها  تنتصر خطابياً وإعلامياً. أصواتهم أعلى وأكثر انتشاراً، ليس لأهميتها، بل فقط لأن هذا هو ما يُعرض أمام أعينهم في الصفحات والشاشات الغربية وهم لا يزيحون أبصارهم عنها.

لذا؛ قرّرت في هذا المقال عدم عرض ما أعرفه من حقائق عن النجاح الروسي على أرض أوكرانيا وما يتخطاها، ولا عرض أية تفاصيل – في رأيي لا أهمية لها – عن تمرد بريغوجين أو موت بريغوجين الذي يشغل الجميع وكأنه مسلسل أصدر حديثا على منصة “نتفليكس”!

قرّرت أن أشارك المحللين الأكثر واقعية وأقرب للحقائق، توجههم الساخر الذي ألحظ ازدياده مؤخرا من مثل هذه الأصوات سواء أكانت تتحدث العربية أم حتى الليتوانية.. بل وسأزايد على الجميع في السخرية والهزل.

لذا؛ سأروي لهم قصة جميلة أحد أبطالها بريغوجين. قصة لا علاقة لها بالمنطق، فهم يفارقونه على أية حال. وأنا لن ألزم نفسي بشيء يُقرّر من أناقشه مفارقته. ولا علاقة لها بالحقائق، فهم لا يريدون سماعها، بل يقفزون من فوقها بمنتهى الرشاقة كعدائي سباقات الحواجز، ليلقوا الضوء فقط على ما يخدم أمنيتهم بفشل روسيا. وأنا أؤكد للمرة المليون أمام هذا العناد والإنكار المضحك حقائق بسيطة:

1-     أنا لا أنتمي لأي فريق، ولست روسياً لا بالجنسية ولا الانتماء، وليس لدي مشكلة شخصية بالطبع مع أوكرانيا، ولا أنا ممن يقولون بأن الامبراطورية الأمريكية ستنهار وتتهاوى غداً.

2-     أنا أعلم حدود قدرات روسيا، ولا أنساق إلى مبالغة فيما يخصها وكذلك لا أنجر وراء تهوين منها مثل كثيرين.

3-     انتصار روسيا أو خسارتها لا يعنيا لي شيئاً، ذلك أن قرار المواجهة هو نجاح لبوتين بحد ذاته.. وقد قضي هذا الأمر.

لن أقول لكم ثانية “أفيقوا من أضغاث أحلامكم الأمريكية”، بل سأجاريكم فيها بشكل ساخر مجنون، لنضحك سوياً ربما يهدأ لهاثكم قليلاً. والآن إلى القصة.

عنوان القصة: هزل يتخطى الحياة الأولى

أبطال القصة: أدولف هتلر – مايكل جاكسون – توباك شوكور – بيجي سمولز – يفغيني بريغوجين – جو بايدن

سيناريو وحوار وإخراج: تامر منصور

مشهد نهاري خارجي لنزهة خلوية في “الحياة الثانية”، يجتمع فيها أبطال العمل ليتجاذبوا أطراف الحديث الهازل، بينما يقوم بريغوجين بممارسة هوايته في قلي بعض النقانق لصحبته من المشاهير “المتوفين”، الذين يتكىء كل منهم على طريقته فوق العشب حول ملاءة ذات نقوش مربعة بالألوان الأحمر والأزرق والأبيض، ليدور هذا الحديث فيما بينهم:

توباك شوكور: لا أتفق معك عزيزي بيجي، فأنا لم أحرّض أحداً على قتلك على الإطلاق. إنما هم بعض المتحمسون من المنتمين إلى عصابات الويست سايد، هؤلاء هم من قاموا بإطلاق النار عليك في هذا اليوم الذي وافتك فيه المنية!

بيجي سمولز: اسمع يا توباك، أنا لم أتعرض لك بكلمة في أغاني الراب التي قدمتها في حياتي الأولى! ولا زال فريقي من الإيست سايد هو المسيطر على عالم الراب مهما قلت. الناس لا تزال تتذكرني حتى اليوم!

توباك شوكور: أنا لا أهتم بذلك، فمن قتلوك كانوا ينتقمون لمقتلي، فهم كانوا شبه متأكدين من ضلوعك للتخطيط لقتلي.

مايكل جاكسون: لماذا لا زلتم تتحدثون وتتجادلون عن مثل هذا الأمر في حياتكم الثانية أيها الحمقى؟ ربما جدالكم الزاعق هذا هو ما سبب تصديق الكثيرين في الحياة الأولى من أصحاب نظرية المؤامرة أنكما لا زلتما أحياء!

توباك شوكور: عذرا يا ملك البوب، الكثيرين لا يزالون يعتقدون ذات الأمر بخصوصك أنت أيضاً برغم وفاتك. فلمَ تلومنا على ما يعتقده آخرون في الحياة الأولى؟

إقرأ على موقع 180  بوتين الروسي.. ونافالني السوفياتي

مايكل جاكسون: يا رجل، أنا وصل بي الأمر أن حثالة الناس يتهمونني بذات التهم المزيفة التي حاولوا لصقها بي وأنا حي، حتى بعد 14 سنة على تاريخ وفاتي! إنهم يحاولون مقاضاة تركتي وتشويه سمعتي حتى وأنا ميت! فمم تشتكون أنتم؟!

أدولف هتلر: أنا في نظر الكثيرين هر جاكسون، أعد أسوأ رجل في التاريخ، فربما عليك أنت أيضاً ألا تشكو من شيء، فكل ما عانيت منه لن يبلغ ما قاسيته أنا في الحياتين. وأنا أيضاً يظن الكثيرون أنني لازلت حياً، لك أن تتخيل!

يفغيني بريغوجين: أنا أتفوق عليكم جميعاً، فقد مُتُ أكثر من مرة!

(….)

لحظات صمت واستغراب، لا يُسمع فيها سوى صوت الموسيقى النابع من مشغل كاسيت تصدر منه نغمات أغنية “غريب في موسكو” لمايكل جاكسون… تتبادل خلالها الشخصيات نظرات الاستغراب التي تتنقل بين وجه بريغوجين الواقف أمام عربة النقانق، ووجوه بعضهم البعض!

يقطع أدولف هتلر الصمت قائلاً: من هذا الأحمق؟

يرد عليه مايكل جاكسون: هذه آخر نظرية مؤامرة ينشغل بها كثير من السذج الآن في الحياة الأولى. هناك زائر جديد ابتلينا به هنا يا هر هتلر!

ينظر هتلر في ملف يناوله إياه مايكل جاكسون فيقول: تقريره يقول إنه قد مات أكثر من مرة من قبل، فلماذا لم نره هنا قبل الآن؟

يرد توباك شوكور بابتسامة باهتة: ربما هو زائر مؤقت، دعك منه فهو أتفه من أن تمنحه اهتمامك، دوره فقط هو تحضير النقانق هنا!

هتلر: لكن التقرير يقول إنه لعب أدواراً أكبر من صنع النقانق في الحياة الأولى هر شوكور؟ من قتلك أيها الأبله؟

بريغوجين: إيفا براون هي من قتلتني بجمالها!

تتعالى ضحكات جميع الجالسين ما عدا هتلر، الذي يقوم بإخراج مسدسه ويُطلق النار على رأس بريغوجين، فيرديه قتيلاً.

تستمر ضحكات الجميع وكأن شيئاً لم يحدث…

يقوم بيجي سمولز متوجهاً نحو عربة النقانق، التي انتهى بريغوجين من تحضيرها على هيئة ساندويتشات قبل أن يقتله هتلر، ليجلبها إلى منتصف ملاءة النزهة، فيعتدل الجميع في جلستهم ويبدأون تناول الساندويتشات بنهم واضح.

يصدر صوت عالٍ غير معروف المصدر، على طريقة الفرمانات القديمة ليلفت إنتباه جميع الجالسين بنبرة رسمية:

صوت المعلِن: يا أهالي الحياة الثانية الكراااام، نعلن انتصار حلف الناتو على روسيا في الحياة الأولى، وانقسامها إلى خمس دول وإلغاء بيانات المدعو يفغيني بريغوجين من سجلات الحياتين الأولى والثانية، وهذا إعلان عام بذلك، وعلى من استمع لهذا الإعلان، إبلاغ من لم يسمع!

تعود الصحبة بعد الاستماع لهذا الإعلان العام، لإكمال تناول ساندويتشات النقانق! حتى يميل أدولف هتلر ويهمس في أذن مايكل جاكسون شيئاً لم نسمعه، فيتبادلا الضحكات الساخرة!

يسقط في وسط الملاءة المفروشة فوق العشب بين الصحبة، سجل جديد مكتوب عليه اسم شخص باللغتين الروسية والإنجليزية. يتناول بيجي سمولز الملف ويقرأ الاسم ويضيف..

بيجي سمولز: فلاديمير بوتين، لماذا أسقطوا علينا هذا الملف، أهو منضم جديد، أم كذبة جديدة على الحياتين؟

أدولف هتلر: يا أخي أي كذبة بالضبط تقصدها، ألم تسمع لتوك هذا الإعلان العام الأخير، كل شيء أصبح كذبة، اسمع وتجاهل، واستمر بتناول نقانق بريغوجين وأرح عقلك من التفكير، هم يريدون إشغالنا بما لا يعنينا هنا!

مايكل جاكسون: أنا عن نفسي غير مهتم على الإطلاق لا بهذا الأمر، ولا حتى بما أتوقعه من قضايا سيرفعها حثالة الناس علىّ في الحياة الأولى، وأنا هنا في الحياة الثانية، هذه الأمور لم تعد تعنيني على الإطلاق! كل ما أعرفه أن كلها نظريات مؤامرة وكفى!

يتلاشى ملف فلاديمير بوتين من بين أصابع بيجي سمولز فجأة، ثم يُسمع صوت الإعلان العام مرة ثانية ليذيع الآتي:

صوت المعلِن: يا أهالي الحياة الثانية الكراااام، نعلن انتصار روسيا على حلف الناتو في الحياة الأولى، وقيام ثورة شعبية في الولايات المتحدة الأمريكية تهدد حالة الاتحااااد، واختفاء ملف المدعو فلاديمير بوتين من الحياتين الأولى والثانية، وهذا إعلان عام بذلك، وعلى من استمع لهذا الإعلان، إبلاغ من لم يسمع!

تتعالى ضحكات الصحبة، ويقرر توباك شوكور القيام من جلسته واضعاً يديه على جانبي فمه ليصيح بصوت عالٍ..

توباك شوكور: كيف نُصدّق أياً من اعلاناتكم المتضاربة أيها الحمقى، من أنتم ومن أعطاكم السلطة لإصدار الإعلانات العامة عن الحياة الأولى هنا؟

يضحك الجميع، ثم ينظرون نحو عربة النقانق طالبين حفنة أخرى من ساندويتشات النقانق بأصوات متضاربة..

فيظهر خلف عربة النقانق المدعو جو بايدن وهو يقوم بقلي النقانق بدلا عن بريغوجين!

ثم يتوقف للحظة وكأنما رادوته فكرة مفاجئة، ليسأل الجميع..

جو بايدن: من أنتم؟

ينظر إليه الجميع باستغراب، ثم ينظرون نحو الكاميرا، التي تتحول إلى السواد الكاحل، مع بقاء صورة ساندويتش نقانق في وسط الشاشة، تليها علامة تعجب!

نهاية القصة..

تعليق أخير:

إن لم تفهم شيئاً من القصة، فاللوم عليك، فأنت من وقعت في فخ القراءة برغم تحذيري لك من أول سطر، وأنت من لم تقبل المنطق والحقائق يا أخي! أما إن قلت أنك قد فهمت، فاللوم عليك أيضاً، فأنت تدّعي فهم قصة مفارقة للواقع والحقائق ولا منطق فيها على الإطلاق يا عزيزي، فلم تدّعي الفهم!

عذراً على الفخ.. صوت ضحكة ساخرة يدوي!

لا تفيقوا.. تحياتي!

Print Friendly, PDF & Email
تامر منصور

مصمم وكاتب مصري

Download WordPress Themes
Free Download WordPress Themes
Download Nulled WordPress Themes
Download Premium WordPress Themes Free
udemy paid course free download
إقرأ على موقع 180  دراسة إسرائيلية عن حرب أوكرانيا: تل أبيب تحصد الأثمان