
يصعب القفز إلى استنتاجات أخيرة فى معادلات وحسابات وموازين القوى والمصالح إذا ما أخذ مشروع الشرق الأوسط الجديد مداه. المعادلات المحتملة مبتورة والسيولة تجتاح الإقليم كله.
يصعب القفز إلى استنتاجات أخيرة فى معادلات وحسابات وموازين القوى والمصالح إذا ما أخذ مشروع الشرق الأوسط الجديد مداه. المعادلات المحتملة مبتورة والسيولة تجتاح الإقليم كله.
سيبقى الهجوم الذي نفذته الاستخبارات الأوكرانية ضد أربعة مطارات روسية في سيبيريا في الأول من حزيران/يونيو عالقاً في أذهان المؤرخين العسكريين، بوصفه الضربة الأخطر حتى الآن في الحرب الروسية-الأوكرانية المستمرة منذ ثلاثة أعوام ونيف.
هيمنت التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، على الجولات الأخيرة من المفاوضات الأميركية-الإسرائيلية. وهذا ما أثار الكثير من التكهنات حول الأسباب والدوافع التي تقف خلف مشاغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من دون أن يغيب عن البال احتمال أن يكون المقصود من التهديدات، ممارسة المزيد من الضغوط على طهران.
يقول باتريك سيل في مقدمة كتابه "الصراع على سوريا" في الفترة ما بين 1945 و1958، إن "سوريا هي مرآة للمصالح المتنافسة على المستوى الدولي، مما يجعلها جديرة بعناية خاصة، والحقيقة أن شؤون سوريا الداخلية تبدو وكأنها فاقدة المعنى تقريباً ما لم تُعزَ إلى القرينة الأوسع، وهي جاراتها العربيات أولاً، والقوى الأخرى ذات المصالح ثانياً".
خلال زيارته التي أعطاها طابعاً تاريخياً إلى كل من السعودية وقطر ودولة الإمارات هذا الأسبوع، كرّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكثر من مرة عبارة "نحن نؤمن بالسلام عبر القوة". العبارة نفسها قالها مراراً قبيل وصوله إلى البيت الأبيض، في معرض تأكيده على حسم ملفي حرب غزة وحرب أوكرانيا وإبرام تسوية مع إيران، مُطالباً بمَنحه جائزة نوبل للسلام!
كل الطرق إلى المستقبل، مستقبل النظامين الإقليمى والدولى، ملغمة تماما بانسداد الأفق السياسى فى ثلاث حروب متزامنة، غزة وأوكرانيا وأخيرا الحرب فى شبه الجزيرة الهندية بما تحمله من مخاطر نووية محتملة.
يتجاهل دونالد ترامب البروتوكول الرئاسى، ويضفى على منصب الرئيس الأمريكى الكثير من الإثارة، خاصة فيما يتعلق بنهجه التفاوضى. دخل ترامب فترة حكمه الثانية بخبرة كبيرة فى إبرام الصفقات فى عالم الأعمال. لكن قائمته فارغة كمسئول منتخب فى التوقيع على صفقات ذات قيمة، إلى جانب مواقفه المتقلبة بشأن قضايا رئيسية مثل: الهجرة، والتعريفات الجمركية، وعلاقات بلاده الخارجية تجعل من الطبيعى السؤال عن ماهية أسلوبه فى التفاوض.
لم تأتِ أول مئة يوم من ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثانية كما كان يشتهيها، ولا حتى تشبه الأسابيع التي فصلت بين انتخابه ودخوله إلى البيت الأبيض عندما كرّست الإدارة الجمهورية المنتخبة انطباعاً بأنها تقف وراء قرار وقف الحرب بين لبنان و"إسرائيل" وبين الأخيرة و"حماس" في غزة (لم تنتهِ فعلياً حتى الآن)، وأيضاً نجاحها باطلاق دينامية تسوية الحرب الأوكرانية التي لم تنته في ساعات كما كان يُردّد ترامب.
على مقياس المئة يوم الأولى من الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، غلبت الإخفاقات على الإنجازات. رقم قياسي من الأوامر التنفيذية التي حيّدت دور الكونغرس إلى حد كبير، ومنحت الرئيس صلاحيات "ملكية"، وتحدٍ للجامعات والمحاكم وهدم للبيروقراطية. وكاد الهوس بالتعريفات الجمركية، الذي ارتد وبالاً على وول ستريت، أن يقود أميركا إلى الهاوية بعيون مفتوحة.
في 22 نيسان/أبريل 2025، تجاوز الذهب سقفًا جديدًا لم يبلغه من قبل، مُسجّلًا 3425.61 دولارًا أميركيًا للأونصة الواحدة، في قفزة تعكس أكثر من مجرد أرقام اقتصادية؛ إنها مرآة لما يدور في وجدان الأسواق، وتعبير صارخ عن فن إدارة الخوف.